"الفن زي الفريك ميحبش شريك"..

نجوم خسروا الجمهور بسبب مواقفهم السياسية.. إلهام عَلِي القائمة ومخيون دفع الثمن

إلهام شاهين ممثلة مصرية لديها عددٌ من الأعمال الدرامية المختلفة

ولاء عمران
كاتبة وصحافية لدى صحيفة الجمهورية المصرية ومجلة حريتي وصحيفة اليوم الثامن

" الفن زي الفريك ميحبش شريك " قد تبدوا هذه الجملة كوميدية أو قد يعتبرها البعض مبالغة ، لكن الحقيقة أن التجربة بالفعل أثبتت أن الفن لايقبل شريك معه وأن من يحاول إدخاله في الجوانب السياسية سيكون هو الخاسر الوحيد ، ولعل الأمثلة كثيرة لنجوم لهم وزن وثقل وجمهور ، حينما أدخلوا أنفسهم بالسياسة ،بددوا موهبتهم الحقيقية وطاقتهم الفنية بالعمل السياسي والتنظير فخسروا الفن ولم تنفعهم السياسه ، ولإن التنظير دون علم خطيئة فقد دفع بعض النجوم ثمن آرائهم السياسية وخسروا الجمهور والنقاد ، وهنا لانقول انه يجب أن لا يكون للفنان رأي ، بل من الممكن أن يقدم رأيه من خلال عمل فني ، فالشاعر يقدم رأيك في قصائد شعر والمطرب في أغنية ، والممثل في عمل درامي ، وطوال عمر الدراما المصرية لا تنسلخ عن واقع وقضايا المجتمع والقائمة تطول ولا مجال لحصرها ، فقد شاهدنا في كل حقبة زمنية مرت بها مصر نجد أعمالًا فنية تناقش المرحلة بكل تفاصيلها السياسية والإقتصادية والإجتماعية ، ولكن من خلال عمل فني وليس من خلال آراء يتصدر بها الفنان المشهد مثلما حدث مع عدد من نجوم الفن وتصريحاتهم أثناء وعقب ثورة يناير 2011

وعلي رأسهم الفنانة إلهام شاهين التي خسرت الكثير بسبب أرائها السياسية وتكاد تكون من أكثر الفنانات التي تتعرض لهجوم شديد بدءا من موقفها بصورة يناير التي وصفتها بالمؤامرة والخراب ، مرورا بموقفها ورأيها السياسي في عهد الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي التي أعلنت انها ضدهم وخرجت لتهاجمهم عَلِي كل المنصات والقنوات ولها مقولة شهيرة عقب ثورة يونيو "لو لم تأت تلك اللحظة الحازمة التي طرد فيها السيسي الإخوان كانت ستقدم على الانتحار» وقد عانت إلهام في عهد الإخوان من التسوية لدرجة أنهم كانوا يطبعون صورا لها من مشاهد أغراء اهل في اعمالها الفنية ويوزعونها ويلصقونها عَلِي الجدران ،

ومؤخرا أيضا حدثت حاله من الإستنكار والجدل حول الفنانة إلهام شاهين وذلك بعد عرض برومو مسلسلها الجديد الذي يعرض حاليا "بطلوع الروح " والذي يسلط الضوء عَلِي التنظيمات الإرهابية وتحديدا تنظيم داعش ، وللعلم قصة المسلسل لم تكن هي المثيرة للجدل وحالة الإستنكار لإنه من الطبيعي أن نلقي الضوء عَلِي ممارسات هذه التنظيمات الإرهابية وتوعية الجمهور ، ولكن الفنانة إلهام شاهين نفسها هي من أثارت الجدل بظهورها وهي ترتدي ملابس التنظيم وترتدي حجابا وتضع على جبهتها شارة مكتوب عليها " لا إله إلا اللهً محمد رسول اللهً "

ولكن إلهام شاهين ترى أن العمل يقدم رسالة هامة،، وأنها تقدم  شخصية (أم جهاد)، وهي قائدة (لواء الخنساء) أي أنها زعيمة داعش النسائية، امرأة تعتبر نفسها مقاتلة، وهي قوية الشخصية وعنيفة وتنفذ ما تقول ، وأضافت ألهام أن الدور معقد وتشمئز منه لكنه في نفس الوقت يوجه رسائل أخلاقية وفكرية هامة للمشاهد".

ولم تكن إلهام وحدها هي من تصدرت المشهد السياسي فقد كان الفنان تامر  عبدالمنعم وموقفه من ثورة يناير الذي وصفها بالنكسة ، ودفاعه المستميت عن نظام الرئيس مبارك سببا في انزوائة وقلة حصوله عَلِي فرص في الفن بعدما كان منتجا وممثلا ، وحتى الآن لم ينسى الجمهور موقفه السياسي الذي كان سببا في ابتعاد الفن عنه.

أما الفنانة تيسير فهمي فقد كان لها ثقلها وتاريخها في الوسط الفني، لما تمتلكه من رصيد هائل في الأعمال الفنية من سينما ودراما ومسرح، ولكنها بعد الرصيد الكبير قررت الاتجاه إلى مجال السياسة، و انضمت إلى أحد الأحزاب السياسية، وشاركت في ثورة يناير مؤيدة اتجاهات الثوار كداعمة لهم في رحيل نظام "مبارك"، وفي هذه الأثناء تم اتهامها بالعمالة لأمريكا من قبل البعض لأنها تحمل هي وزوجها المصري "أحمد أبو بكر" الجنسية الأمريكية، لكنها استمرت في مشاركتها السياسية حتى عقب الثورة وإسقاط النظام السابق، وقامت بتأسيس بتأسيس حزب المساواة والتنمية الذي قالت عنه إنها كانت تتطلع من خلاله لخدمة الوطن والشعب وتقديم تجربة جديدة، ولكن حلمها السياسي لم يتحقق والحزب حاليا بلا نشاط.

أما عمرو واكد فقد تخطي فكرة الرأي السياسي واتخذ موقفا معاديا للنظام المصري وسافر وحتي الان مازال يستخدم السوشيال ميديا وصفحاته في مهاجمة النظام المصري ، عَلِي الرغم من أن بدايته الفنية كانت جيدة ، وبسبب موقفه السياسي خسر الفن وخسر الجمهور وأصبح هاربا يبث سمومه من الخارج

ولم يختلف الحال عند خالد أبو النجا الذي كان من المؤيدين لثورة يناير وقد كان يدعوا لها عبر شاشات الفضائيات والمواقع الإخبارية ، واتخذ بعدها موقفا معاديا من النظام المصري واختفى تماما عن الظهور في أي عمل فني وخسر بسبب مواقفه السياسية رصيده الفني وجمهوره وزملاءه ، ومازال حتى الان يهاجم مصر ونظامها ، فبماذا نفعته السياسة وماالذي جناه سوى خسارة موهبته الفنية.

وانضمت الفنانة جيهان فاضل لقائمة الفنانين الذين خسروا فنهم وجمهورهم بسبب مواقفهم السياسية وبالرغم من أنها كانت نجمة لها بطولات وأعمال فنية وجمهور يحبها إلا أنها تدفع ثمن موقفها السياسي بعد نزولها الميدان وتأييدها لثورة يناير ، فعزف المنتجون عنها وتأثرت كثيرا وسافرت بأبنائها إلى كندا وانتشرت أقاويل تؤكد أنها تعاني من تدهور في أوضاعها المادية جعلتها تعمل بائعة في أحد المتاجر الصغيرة ، لتتحول من نجمة شهيرة لبائعة ، وقد توقفت عن المشاركة في اي عمل فني منذ اخر ظهور لها في مسلسل تحت السيطرة الذي قدمته في 2015 ، وعلى الرغم من كل الأقاويل، لم تظهر جيهان فاضل لتدلي بأي معلومة أو تصرح بأي ردّ يحسم الجدل المثار حولها، وأغلقت كل صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات

ولو عدنا للوراء قليلا سنجد أن الفنان محمود قابيل الذي كان أحد ضباط القوات المسلحة وشارك في حرب 1973 الذي صرح قبل ذلك وقال أنه من العمل بسبب أحد مواقفه السياسية واضطر إلى السفر للخارج بسبب موقفه المؤيد لاتفاقية كامب ديفيد وبعد إعلانه لهذا الرأي اتخذ الزملاء العرب موقف منه وقاطعوا أعماله الفنية ، لدرجة أنه قرر السفر وقام بتغيير نشاطه لسنوات كثيرة.

وكان الفنان عبدالعزيز مخيون أحد الذين تعرضوا للمشاكل بسبب مواقفه السياسية وخاصة بعد انضمامه "لحركة كفاية" وإعلانه دعم الإخوان المسلمين ، وبعد سنوات أعلن مخيون أن مواقفه السياسية أثرت سلبا عَلِي مسيرته الفنية وأنه أصبح عَلِي قناعة بأنه لا يجب أن يعلن الفنان عن توجهاته وآرائه السياسية

ولم يكن الحال أفضل بالنسبة للنجوم السوريين وعلي رأسهم المطربة أصاله ومشاحناتها الدائمة مع نجوم الفن السوريين بسبب موقفها المعادي من النظام السوري ، والذي بسببه منعت من دخول سوريا وخسرت الجمهور السوري الذي وصفها بقلة الأصل ونكران المعروف ، وبأنها توجه ريع حفلاتها لتسليح الجيش الحر ،وتعرضت للهجوم والسب والإهانة ، وبالرغم من أن أصالة قالت بأنها لم تتعرض طوال حياتها للإهانة مثلما تعرضت له بعد موقفها من الثورة في سوريا ، وبالرغم من أن أصالة أوضحت أنها لم تسلح الجيش الحر ولكنها كانت تتبرع لأهداف إنسانية وتوجه ريع حفلاتها للأدوية وغذاء المحتاجين في سوريا، واعترفت أصالة بأن موقفها المؤيد للثورة تسبب في خسارتها لعلاقاتها مع الكثير من الفنانين السوريين، وأنها حزينة لكونها مكروهة في الوسط الفني السوري خاصة أن هناك الكثير منهم عزيزون عليها وتحبهم مثل الفنان دريد لحام الذي تعتبره مثل والدها وكان له أفضال عليها لم ولن تنكرها منذ فترة طفولتها.

وعلي النقيض تماما من موقفها كان موقف الفنانة السورية رغدة التي تستميت بالدفاع عن النظام السوري والرئيس بشار الأسد ، وهذا ماأ غضب الكثير من المعادين لنظام بشار وتعرضت للضرب والإهانه ووصل الأمر لخطف والدها المسن انتقاما منها ، ورغدة مشهورة بمواقفها السياسية في قضايا العالم الغربي وشاركت في انتفاضة الأقصى وفي فك الحصار عن العراق  ، وكل هذه المواقف ساهمت في انخفاض أسمه وغدة الفنانة وسحبت من رصيدها الفني الذي خسرته بسبب مواقفها السياسية ، وقالت رغدة في تصريحات سابقة أنه تم اضطهادها في عملها وابتعاد المخرجين عنها ، وأنها  منعت في أوقات من دخول بعض البلدان العربية بسبب موقفها من العراق وأطفال العراق.

وجاء موقف الفنان اللبناني فضل شاكر السياسي ليطيح بكل تاريخه الفني ، بدأها فضل بإعلان إعتزاله الفن وانضمامه للتيار السلفي وبعد ذلك موقفه المؤيد للجيش الحر السوري والمضاد للرئيس السوري بشار الأسد، وقد حكم بالسجن عَلِي فضل شاكر من قبل المحكمة اللبنانية بالسجن لمدة 22 عاما مع الأشغال الشاقه ، ولكنه سرعان ما أبدى ندمه وعاد إلي الفن ببعض الأغاني السنجل ، وبالرغم من ندمه إلا أنه حتي الآن مازال يدفع ثمن موقفه السياسي وعدم تقبل الجمهور له

 ولم يكن الحال أفضل بالنسبة للنجوم السوريين وعلي رأسهم المطربة أصاله ومشاحناتها الدائمة مع نجوم الفن السوريين بسبب موقفها المعادي من النظام السوري ، والذي بسببه منعت من دخول سوريا وخسرت الجمهور السوري الذي وصفها بقلة الأصل ونكران المعروف ، وبأنها توجه ريع حفلاتها لتسليح الجيش الحر ،وتعرضت للهجوم والسب والإهانة ، وبالرغم من أن أصالة قالت بأنها لم تتعرض طوال حياتها للإهانة مثلما تعرضت له بعد موقفها من الثورة في سوريا ، وبالرغم من أن أصالة أوضحت أنها لم تسلح الجيش الحر ولكنها كانت تتبرع لأهداف إنسانية وتوجه ريع حفلاتها للأدوية وغذاء المحتاجين في سوريا، واعترفت أصالة بأن موقفها المؤيد للثورة تسبب في خسارتها لعلاقاتها مع الكثير من الفنانين السوريين، وأنها حزينة لكونها مكروهة في الوسط الفني السوري خاصة أن هناك الكثير منهم عزيزون عليها وتحبهم مثل الفنان دريد لحام الذي تعتبره مثل والدها وكان له أفضال عليها لم ولن تنكرها منذ فترة طفولتها.

وعلي النقيض تماما من موقفها كان موقف الفنانة السورية رغدة التي تستميت بالدفاع عن النظام السوري والرئيس بشار الأسد ، وهذا ماأ غضب الكثير من المعادين لنظام بشار وتعرضت للضرب والإهانه ووصل الأمر لخطف والدها المسن انتقاما منها ، ورغدة مشهورة بمواقفها السياسية في قضايا العالم الغربي وشاركت في انتفاضة الأقصى وفي فك الحصار عن العراق  ، وكل هذه المواقف ساهمت في انخفاض أسمه وغدة الفنانة وسحبت من رصيدها الفني الذي خسرته بسبب مواقفها السياسية ، وقالت رغدة في تصريحات سابقة أنه تم اضطهادها في عملها وابتعاد المخرجين عنها ، وأنها  منعت في أوقات من دخول بعض البلدان العربية بسبب موقفها من العراق وأطفال العراق

وجاء موقف الفنان اللبناني فضل شاكر السياسي ليطيح بكل تاريخه الفني ، بدأها فضل بإعلان إعتزاله الفن وانضمامه للتيار السلفي وبعد ذلك موقفه المؤيد للجيش الحر السوري والمضاد للرئيس السوري بشار الأسد، وقد حكم بالسجن عَلِي فضل شاكر من قبل المحكمة اللبنانية بالسجن لمدة 22 عاما مع الأشغال الشاقه ، ولكنه سرعان ما أبدى ندمه وعاد إلي الفن ببعض الأغاني السنجل ، وبالرغم من ندمه إلا أنه حتي الآن مازال يدفع ثمن موقفه السياسي وعدم تقبل الجمهور له.

---------------------------
- صحافية وكاتبة مصرية تكتب لدى مجلة حريتي وصحيفة اليوم الثامن