تباطؤ الاقتصاد العالمي..
ترقب تقيم منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) حول مسار الطلب العالمي
معظم التقديرات تشير إلى أن منظمة الدول المصدرة للنفط ستصدر تقريرها عن توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2023، في شهر يوليو والأرجح بعد زيارة الرئيس الأميركي للسعودية، بينما تهيمن تبعات الاضطرابات الجيوسياسية على تقييمات أوبك.
تترقب الأسواق تقييما من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) حول مسار الطلب العالمي للنفط على ضوء الاضطرابات الجيوسياسية التي أعقبت جائحة كورونا بداية بالحرب الروسية في أوكرانيا التي أحدثت هزة عنيفة في الأسعار وأربكت إمدادات الطاقة للعالم.
ومن المتوقع أن تصدر أوبك أول توقعات للطلب في 2023 في يوليو/تموز. ويجري ترقب توقعاتها وكذلك توقعات وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس بحثا عن مؤشرات عن الاتجاه الذي ستتخذه سياسات المنظمة.
ويراقب العالم كذلك الخطوات التي سيتخذها الرئيس الأميركي جو بايدن حيال الرياض أحد أكبر منتجي ومصدري النفط في العالم والذي سيعقب زيارته المرتقبة للمملكة، إصدار أوبك التي تقودها السعودية لتوقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط.
وتأتي الزيارة بعد فتور في العلاقات بين واشنطن والرياض الحليفين الاستراتيجيين بسبب مواقف الرئيس الأميركي من حرب اليمن وقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2018 والتي سعت جهات أميركية بينها الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) لتوظيفها للزج باسم ولي العهد السعودي في الجريمة التي تعاملت معها السلطات السعودية بحرفية وعالجتها في إطارها القانوني وقطعت الطريق على كل استثمار سياسي للملف.
وقال مندوبون من أوبك ومصادر من قطاع النفط إن نمو الطلب العالمي على النفط سيتباطأ في 2023 مع ارتفاع أسعار الخام والوقود الذي يدفع التضخم للصعود ويتسبب في تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وانتعش استخدام الوقود بعد انخفاضه بسبب جائحة فيروس كورونا في 2020 وفي طريقه لتجاوز مستويات 2019 في العام الحالي حتى مع ارتفاع الأسعار لمستويات قياسية، لكن الأسعار المرتفعة قوضت توقعات النمو لعام 2022 وغذت التوقعات بتباطؤ النمو في 2023.
وقال مندوب من أوبك ومصدر آخر على دراية بفكر المنظمة إنها تتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط بنحو مليوني برميل يوميا أو أقل في 2023 بزيادة بنسبة اثنين بالمئة فقط بالمقارنة مع نمو قدره 3.36 مليون برميل يوميا متوقع في عام 2022.
وقال المندوب من أوبك عن توقعات العام المقبل "حتى لو كان مليونا واحدا فقط فإن هذا يظل نموا ولم يبلغ ذروته"، فيما قال مصدر من المنظمة إنه من المقرر أن تصدر المنظمة أول توقعات لها للطلب لعام 2023 في تقريرها الشهري المنتظر صدوره يوم 12 يوليو/تموز.
وقال متحدث باسم وكالة الطاقة الدولية التي تقدم النصح للحكومات الغربية بشأن سياسات الطاقة، إن الوكالة ستصدر أول توقعات لها للطلب في عام 2023 في تقريرها الشهري المنتظر غدا الأربعاء. وتترقب أوبك أي إشارات على أن ارتفاع أسعار الوقود سيؤدي إلى انهيار الطلب على النفط.
وقال اثنان آخران من مندوبي أوبك إن انهيار الطلب من المرجح أن يكون له أثر على استخدام النفط في الأشهر المقبلة، لكن أحدهما قال إنه ليس هناك إشارات تذكر على ذلك بعد في الولايات المتحدة مشيرا إلى بيانات الطلب على البنزين في الفترة الأخيرة.
وقال مصدر بارز من قطاع النفط يعمل بشركة تجارية ليست مرتبطة بأوبك أو بوكالة الطاقة الدولية إنه يتوقع تباطؤ نمو الطلب في 2023 موضحا أن تقديراته الأولية تشير إلى نمو بمقدار مليوني برميل يوميا أو أقل انخفاضا من 2.6 مليون برميل يوميا في 2022، مضيفا "سعر النفط عند مستوى 120 دولارا يتسبب في انهيار الطلب... وهذا يحدث بالفعل".