مجلس القيادة الرئاسي..

"رشاد العليمي".. يعد بمعالجة الازمات وإعادة بناء المؤسسات والاستجابة لشروط حوثية

"جدد تمسكه بمرجعيات (الحل الشامل) وبمسار السلام على الرغم من اقراره برفض جماعة الحوثيين لذلك، معلنا الاستجابة لشروط حوثية بدفع رواتب جميع الموظفين".

رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي - الصفحة الرسمية على فيس بوك

فريق التحرير
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن
عدن

وعد رئيس مجلس القيادة الرئاسي د. رشاد العليمي بمعالجة الازمات الاقتصادية التي تضرب مدن الجنوب المحررة، وإعادة بناء مؤسسات الدولة المدمرة منذ ثمانية أعوام بفعل الحرب التي شنها الحوثيون وحلفاؤهم في اليمن الشمالي على الجنوب في مارش (آذار) من العام 2015م، واستخدمت الازمة الاقتصادية من قبل حكومة الرئيس اليمني المتنحي عبدربه منصور هادي، التي تحكم بها تنظيم الإخوان في الحرب ضد قوى الجنوب وفي طليعتها المجلس الانتقالي الجنوبي، وقد قال وزير خارجية حكومة هادي الأسبق عبدالملك المخلافي في تصريحات صحافية "ان حصار عدن هدفه عرقلة حدوث ما اسماه انفصال الجنوب".

في العام 2017م، اعترفت الحكومة اليمنية الشرعية[1] بأن حصارها للجنوب تم بهدف ان لا يذهب نحو الاستقلال واستعادة دولته السابقة، في أول تصريح يصدر من وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، كشف موقف الحكومة الشرعية من الجنوب وقضيته العادلة، التي بررت ذلك بان السبب هو المجلس الانتقالي الجنوبي ودولة الإمارات[2].

وجدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي التزام المجلس بتعهداته على صعيد الاصلاحات الاقتصادية والخدمية في العاصمة عدن، والمحافظات الأخرى؛ في إشارة الى مدن الجنوب المحررة ومركز مدينة مأرب اليمنية.

وقال العليمي – المحسوب على معسكر حزبي المؤتمر والإصلاح[3]-  "لقد عدت واخواني في مجلس القيادة الرئاسي هذا الاسبوع من جولتنا الخارجية الثانية التي شملت الكويت والبحرين ومصر وقطر، وصولا الى لقاءاتنا المثمرة مع اشقائنا في المملكة العربية السعودية وقد تم اثناء تلك الزيارات بعون الله، حشد الدعم لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، الذي سيثمر حزمة من المشروعات الموجهة بدرجة أولى للتخفيف من معاناتكم، وتحسين الخدمات الأساسية".

 

ولفت العليمي إلى الجهات المعنية في الحكومة شرعت بإجراءاتها لتنسيق تدفق الدعم، بدءا بتمويل حزمة من المشاريع الانمائية الحيوية التي تم استيفاء جميع متطلبات تنفيذها في العاصمة عدن، وعدد من المحافظات، بتمويل من اشقائنا في المملكة العربية السعودية، وأصدر توجيهات للحكومة وكافة الجهات ذات العلاقة بتسريع الاجراءات الخاصة بإنشاء صندوق للمشتقات النفطية بقيمة 900 مليون دولار، مقدمة من الاشقاء في المملكة العربية السعودية، و دولة الامارات العربية المتحدة، في وقت استوفى فيه البنك المركزي، اجراءاته واصلاحاته اللازمة لاستخدام الوديعة السعودية الاماراتية، البالغ قيمتها 2 مليار دولار".

وأكد العليمي التزام مجلس القيادة الرئاسي[4] الكامل بمسار الاصلاحات الاقتصادية، والخدمية، والمؤسسية، ومكافحة الفساد، وتعزيز قيم الشفافية والمساءلة، ونحذر كافة الجهات من اساءة استخدام السلطة، او التقصير في الواجبات المخولة لخدمة المواطنين، والتخفيف من معاناتهم، وتسهيل وحماية عمل المنظمات الاقليمية، والدولية".

وقال "نحن على مقربة من مضي 100 يوم على اداء اليمين الدستورية، وتسلم مجلس القيادة الرئاسي السلطة في البلاد[5]، مازلنا على العهد الذي قطعناه بإجراء الاصلاحات الاقتصادية، والمؤسسية، والخدمية اللازمة، والتخفيف من معاناتكم، بما في ذلك ايجاد حل جذري لازمة الكهرباء، وانتظام دفع رواتب جميع الموظفين، ورجال القوات المسلحة والامن، واعادة بناء وتنظيم المؤسستين الامنية والعسكرية، وتحسين اوضاع منتسبيها، ورعاية اسر الشهداء، والعناية بالجرحى، والنازحين واللاجئين في كل مكان، ورعاية طلابنا في مختلف بلدان الشتات".

و لعلكم تدركون ايها الاخوة والاخوات، انه لا يمكن حل كافة المشاكل دفعة واحدة، لكني سأكون صادقا وشفافا معكم بمختلف الوسائل، بأننا ماضون في معالجة كافة هذه الاستحقاقات، واطلب منكم اليوم الوقوف إلى جانبنا، والالتحام بمعركتنا المتشعبة، باعتبارها الطريق الوحيد للتقدم الى الامام، وتحقيق النتائج المرجوة، وحماية أية مكاسب يمكننا معا تحقيقها، والبناء عليها، وبدءا بتعهداتنا على مسار السلام، فقد رأيتم كيف تواصل فرقنا، ودبلوماسيتنا، كشف الوجه الحقيقي للمليشيا، وموقفها الرافض لكافة المساعي الحميدة للسلام، دون تفريطنا بالإرادة الشعبية، والثوابت الوطنية ومرجعيات الحل الشامل".

وقال "لقد حرصنا واخواني اعضاء مجلس القيادة الرئاسي على حماية توافقنا الوطني العريض، والعمل بروح الفريق الواحد، والسير على قاعدة الشراكة لحسم كافة القضايا المنظورة امام المجلس، كما اوفينا بعهد العمل من العاصمة عدن، والشروع التدريجي في اعادة بناء المؤسسات، واستقرارها على امتداد التراب الوطني".

وأكد "ان الاستقرار الامني، ما يزال اولوية جماعية قصوى، وقد حققنا تقدما مهما على هذا الصعيد بتشكيل اللجان العسكرية والامنية، واعداد التصورات المهنية المتعلقة بإعادة بناء هتين المؤسستين الوطنيتين وفقا للمعايير المعتمدة، ويشمل ذلك العناية الخاصة بأجهزة مكافحة الارهاب، والجريمة المنظمة".

وأكد العليمي استجابته لشروط حوثية بفتح المعابر مقابل دفع مرتبات الموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرة الاذرع الإيرانية، حيث قال "لقد حرصنا على انتظام دفع رواتب جميع موظفي الخدمة العامة، في مناطق الحكومة الشرعية والنازحين اليها والبعثات الديبلوماسية وطلابنا المبتعثين للدارسين في الخارج وكذلك اخواننا من رجال القوات المسلحة والامن، وذلك جنبا الى جنب مع مساعينا المخلصة لإيجاد المعالجات الكفيلة بدفع استحقاقات الموظفين في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، مؤكدين على ضرورة أن تفي هذه المليشيا بالتزاماتها المقطوعة للمبعوث الاممي، وعلى رأسها الكف عن استخدام الاقتصاد ورقة حرب مدمرة ضد شعبنا".

وأضاف "سعينا بجهود حثيثة على تحسين الخدمات، والضبط النسبي لاسعار السلع، والعملة الوطنية بالعمل المخلص والمثابر لكافة مستويات الدولة وأجهزتها، وسعينا لتوفير عوامل تحسينها وعلى رأس ذلك العمل على جلب المساعدات التي ستصل قريبا، وتلمس ثمارها على مختلف المستويات، وخاصة في مجال الطاقة، حيث تم اعتماد انشاء محطة غازية لتوليد الكهرباء، و شبكات الجهد المتوسط و التوزيع الكهربائي للجهد المنخفض في محافظة عدن، بتكلفة تزيد عن 150 مليون دولار ضمن حزمة المشاريع المقدمة من المملكة العربية السعودية الشقيقة، وتعزيزا لهذه الجهود، نواصل على نطاق اوسع بلورة السياسات الضامنة في مجال مكافحة الفساد، واجهزة انفاذ القانون، والمساءلة، وايلاء مشاكل القضاء اهتماما خاصا بدءا بتعيين نائب عام جديد للجمهورية، ورفع اضراب القضاة، والعمل على تحسين تحصيل الايرادات، وتنميتها، والادارة الرشيدة لها، وتوجيه المساعدات الانسانية الى مستحقيها ومصارفها الحقيقية، كما شرعنا العمل بتعهداتنا في المجالات الاجتماعية، وتعزيز دور المرأة والشباب، والتوجيه باتخاذ كافة الاجراءات الضامنة لمشاركتهم في مؤسسات الدولة ومراكز صنع القرار".

وشن العليمي هجوما حادا على إيران التي تدعم الحوثيين، حيث قال "إن أمة دينها الإسلام ونسيجها العروبة جديرة بالقوة لا الضعف، بالترابط والاصطفاف لا الشتات والفرقة، بالسلام والامن لا القتل والخوف، جديرة بالانتماء الى قيم العصر وبهاء التاريخ الناصع العظيم لا أن تغدو ارضا يستبيحها جنون إيران ومطامعها التوسعية العابثة بهويتنا العربية وأمننا القومي"... مؤكدا "تمسكه بنهج السلام، ودعم جهود المبعوثين الاممي والامريكي، وكافة المساعي الحميدة من اجل حل شامل للازمة، واستعادة مؤسسات الدولة، بناء على المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محليا واقليميا ودوليا"؛ والمرجعيات الثلاث التي جدد العليمي التأكيد عليها[6]، والتي تنال من مشروعية القضية الجنوبية بعد ان تجاهلتها تماما.

وقال "ان التطورات على هذا المسار، تثبت انحياز مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة الى جانب شعبنا والتخفيف من معاناته، وتعرية المليشيا الانقلابية، التي ليس امامها في النهاية سوى الانصياع للإرادتين الشعبية، و الدولية، والوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق الهدنة، خصوصا فيما يتعلق بفتح معابر تعز والمحافظات الاخرى، ودفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها من ايرادات ميناء الحديدة، وفقا للتعهدات التي قطعتها المليشيا للمبعوث الاممي، والكف عن التكسب من اقتصاد الحرب، وفرض الجبايات على المواطنين، وابتزا القطاع الخاص، والمنظمات الإنسانية".

وطالب العليمي "المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته بموجب القانون الدولي، وميثاق الامم المتحدة، وممارسة اقصى الضغوط، والمواقف الحازمة لدفع المليشيا على التعاطي الايجابي مع الفرص السانحة لصنع السلام، وانهاء معاناة شعب اليمن التي طال امدها".. معبرا "عن آمال الشعب اليمني ومجلس القيادة الرئاسي في ان تفضي القمة العربية الاميركية التاريخية، التي تستضيفها مدينة جدة هذا الشهر، الى تنفيذ القرارات الاممية واحداث التحول الدولي المطلوب ازاء القضية اليمنية العادلة، وتقدير المواقف المشرفة التي صدرها تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، في الدفاع عن الشرعية الدستورية، وعن استقرار بلادنا، وتأمين خطوط الملاحة البحرية، ومكافحة الارهاب بكل اشكاله".

وقال "لقد عبرنا مرارا عن خيبة املنا من غياب شريك جاد لجلب السلام والاستقرار لبلادنا، ومع ذلك لم نتردد في التعاطي مع اي فرصة حقيقية باتجاه السلام المنشود الذي يضمن حقا متساو لكل أبناء الشعب في الحقوق والحريات والمساواة والتوزيع العادل للثروة، والشراكة المتساوية في السلطة، واستعادة بلادنا لدورها في الجزيرة العربية والخليج، و كعضو فاعل في الاسرة العربية والدولية".

وتوعد العليمي باستئناف الحرب ضد الحوثيين ان هم رفضوا جهود السلام، قائلا "نحن نمضي في هذا الدرب الصعب من اجل السلام، فإننا سنوفر كل عوامل القوة لحماية ذلك النهج الثابت في برامجنا وتعهداتنا، بما فيه تعزيز جاهزية قواتنا المسلحة والامن، وابطال المقاومة الشعبية، واستعدادهم الكامل لردع اي تصعيد عدائي، من قبل المليشيا الحوثية، والجماعات والتنظيمات الارهابية المتخادمة معها".

وخاطب العليمي الشعب اليمني قائلا "تعلمون ان مقر الرئاسة في معاشيق بالعاصمة عدن، ليس قصرا بالمعايير المتخيلة، بل معسكرا رئاسيا وحكوميا للعمل على مدار الساعة، لان المرحلة فيها الكثير من الصعوبات والتحديات الاقتصادية والامنية والاجتماعية، ولكننا اقسمنا أن نكون إلى جانبكم في السراء والضراء، وعدم العودة إلى الفراغ الذي تدفعون تكلفته وحدكم في كل مرة".

 

مصادر

[1]رمت فشلها على المجلس الانتقالي والإمارات.. الحكومة اليمنية تعترف: نحاصر الجنوب حتى لا ينفصل - اليوم الثامن (الأحد ١٠ سبتمبر ٢٠١٧)  

[2]موال لهادي يمارس عقوبات على سكان أبين.. مستشار الرئيس اليمني المؤقت: حربنا في الجنوب منعا للانفصال - اليوم الثامن (٢٠ مايو ٢٠٢٠)

[3]تنحي هادي وعزل الجنرال الأحمر.. تقرير: "رشاد العليمي".. من هو رئيس مجلس القيادة الرئاسي باليمن؟ -  اليوم الثامن (٢٧ مايو ٢٠٢٢)

[4]ازمة اليمن والجنوب.. مجلس القيادة الرئاسي.. هجمات إرهابية في شبوة وازمات اقتصادية في عدن - اليوم الثامن (٣١ مايو ٢٠٢٢)

[5]"تعيينات مناطقية وحزبية وتفجيرات إرهابية في عدن".. قرارات احادية مثيرة للجدل.. هل تقود مجلس القيادة الرئاسي إلى الفشل - اليوم الثامن (٢٧ مايو ٢٠٢٢)

[6]"المرجعيات الثلاث من الماضي".. "مسدوس".. كبير ساسة الجنوب يفند حقيقة مشاورات الرياض - اليوم الثامن (٠٤ أبريل ٢٠٢٢)