مقاربتان متباينتان..
الدوري الألماني يرحب بصعود بريمن وشالكه الى "بوندسليغا" بعد موسم واحد على الهبوط
نجح فيرنر في تصحيح مسار الفريق الذي فاز في 14 من 20 مباراة متبقية من الموسم ما خوله شق طريقه الى مقدمة الترتيب، قبل أن ينهي الموسم وصيفاً.
يُرَحِبُ الدوري الألماني لكرة القدم هذا الموسم بعودة اثنين من أعرق أنديته الى مصاف النخبة، وذلك بصعود فيردر بريمن وشالكه الى "بوندسليغا" بعد موسم واحد على هبوطهما.
ورغم أن كلاً من الفريقين أمضى موسماً واحداً في الدرجة الثانية، فإن مقاربتهما للعودة بين أندية النخبة ومحاولة البقاء وحتى المنافسة على مراكز متقدمة كانت متباينة.
اختار بريمن، الفائز بلقب الدوري أربع مرات آخرها عام 2004، إضافة الى ستة ألقاب في مسابقة الكأس، التمسك بجوهر الفريق الذي حسم بطاقة التأهل المباشر الى الدرجة الأولى بنيله وصافة الدرجة الثانية خلف شالكه، لكنه أضاف بعض الأسماء مثل المدافعين نيكلاس ستارك وأموس بيبر اللذين سيحاولان مساعدة بطل "بوندسليغا" أربع مرات على تحسين خطه الخلفي.
كما سيكون لبريمن نكهة بريطانية في موسم 2022-2023 بضمه لاعب منتخب إنكلترا تحت 21 عاماً لي بوكانان من دربي والاسكتلندي أوليفر بورك الذي مَرَّ لموسم في الدوري الألماني مع لايبزيغ في 2016-2017.
والأهم بالنسبة للنادي الأخضر والأبيض أنه تمسّك بالمدرب أولي فيرنر، ابن الـ34 عاماً الذي يعتبر أحد أفضل المدربين الصاعدين بقوة في ألمانيا.
كان بريمن قابعاً في المركز العاشر الموسم الماضي عندما أُجبِرَ المدرب ماركوس أنفانغ على التنحي بعدما تبين أنه قدم للنادي شهادات تلقيح مزيفة ضد فيروس كورونا، مما منح فيرنر فرصة استلام المهمة.
كان فيرنر واقعياً عندما سُئل الخميس في مؤتمر صحافي عن طموحات النادي، قائلاً "يجب أن يكون هدفنا البقاء في الدرجة الأولى ومواصلة اللعب في بوندسليغا العام المقبل".
الوضع في شالكه، بطل الدوري سبع مرات آخرها عام 1958 والكأس 5 مرات آخرها عام 2011 والدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" مرة واحدة عام 1997 والذي كان أحد أطراف الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا عام 2011، مختلف تماماً عن بريمن إذ اعتمد مقاربة التجديد الكامل في الفريق، ضمن مسعاه لعدم تكرار ما حصل معه في موسم 2020-2021 حين اكتفى بثلاثة انتصارات فقط وحُسِمَ هبوطه الى الدرجة الثانية في نيسان/أبريل.
وعلى رغم من حسمه لقب الدرجة الثانية وحصوله على بطاقة التأهل المباشر الى الدرجة الأولى، تجاهل شالكه مسألة الاستقرار الفني بإجرائه 12 تعاقداً جديداً مع استقدام مدرب جديد أيضاً بشخص فرانك كرامر.
ويحل كرامر خلفاً لمايك بوسكينز، الشخص المحبوب لدى الجماهير ليس لأنه دافع عن ألوان النادي لمدة 11 عاماً وحسب، بل لأنه قاده كمدرب للفوز بثماني من المباريات التسع الأخيرة الموسم الماضي، ما سمح له بالتبرع على الصدارة وضمان عودته بين الكبار.
وكانت البداية الرسمية لكرامر واعدة جداً من خلال الفوز الكبير على بريمر أس في من الدرجة الرابعة 5-صفر في الدور الأول لمسابقة كأس ألمانيا.
لكنه ناشد لاعبيه "البقاء يقظين" بانتظار الاختبارات الأكثر صعوبة ضد فرق الـ"بوندسليغا"، قائلاً قبل المباراة الافتتاحية الأحد ضد كولن "لقد انتهى التحضير للموسم وحان وقت التأدية".
وسيكون قائد المنتخب الياباني مايا يوشيدا الركن الأساسي في قلب دفاع الفريق بعد قدومه هذا الصيف من دون مقابل نتيجة انتهاء عقده مع سمبدوريا الإيطالي.
وهناك من بين الإضافات الجديدة لاعب الوسط التشيكي أليكس كرال، اختصاصي الركلات الحرة الفرنسي فلوران موليه، المهاجم سيبستيان بولتر والجناح توبياس موهر.
لكن مهمة قيادة الخط الأمامي ستبقى لسايمون تيروده، المتخصص في الدرجة الثانية الذي سجل 30 هدفاً في 30 مباراة خلال الموسم الماضي.
وسجل ابن الـ34 عاماً 172 هدفاً في 283 مباراة خاضها في الدرجة الثانية، وكان هدافاً للبطولة مع أربعة أندية مختلفة (بوخوم في 2016 وشتوتغارت في 2017 وكولن في 2019 وشالكه في 2022).
لكن سيكون عليه تحسين سجله المتواضع في الدرجة الأولى، إذ اكتفى بعشرة أهداف في 58 مباراة حتى الآن.
ومع التوجه للتوقيع مع جوردان لارسون، نجل أسطورة السويد هنريك لارسون، سيكون تيروده مضطراً الى تقديم أفضل ما لديه في ظل المنافسة التي سيواجهها من الوافد الجديد.
وعلى رغم من قضائه الموسم الماضي في دوري الدرجة الثانية، لا يزال شالكه أحد أكثر الأندية شعبية في ألمانيا حيث شارك أكثر من 70 ألفاً في يوم المشجع أواخر تموز/يوليو، وذلك في صورة مختلفة تماماً عن أعمال الشغب التي حصلت عقب هبوط الفريق الموسم قبل الماضي.