تطورات تمرد شبوة..
موثق: مسلحون حوثيون يقاتلون في صفوف متمردي جماعة إخوان اليمن
"يتوقع أن تستمر الميليشيات الإخوانية في تصعيدها العسكري، قبل أن تنتقل لإسلوب القاعدة وداعش الإرهابي المتمثل بالمفخخات والعبوات الناسفة التي قد تستهدف القيادات المحلية والعسكرية والأمنية في شبوة".
وثقت قوات دفاع شبوة اعترافات لمقاتلين من ميليشيات جماعة الحوثي، وهم يقاتلون في صفوف تشكيلات عسكرية تابعة لإخوان اليمن في مدينة عتق، حيث تدور مواجهات مسلحة بين القوات الحكومية والمتمردين من جماعة إخوان اليمن منذ ليل الأحد.
وأظهرت الصور عناصر مسلحة وبحوزتها شعارات الحوثي قبل ان تدلي باعترافات أنها قدمت من محافظات يمنية خاضعة لسيطرة الأذرع اليمنية للقتال في صفوف متمردي إخوان اليمن.
وعلمت صحيفة اليوم الثامن من مصادر عسكرية وأمنية إن ميليشيات الإخوان دفعت بالعشرات من عناصرها المسلحة من محافظات مارب وسيئون وابين والبيضاء، إلى محافظة شبوة في إطار تمردها على قرارات مجلس القيادة الرئاسي التي قضت بإقالة قائد قوات الأمن الخاصة الإخواني عبدربه لعكب، وقائد محور عتق العتيقي.
وترى ميليشيا الإخوان أن لعكب يعتبر أخر ورقة لها في محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز، وإقالته من قيادة الميليشيات التي يتزعمها تعني إجلاء آخر رجال التنظيم الإرهابي في المحافظة .
وافادت مصادر سياسية لصحيفة اليوم الثامن أن ميليشيا الإخوان دفعت بعناصر وأسلحة كبيرة من مواقع تمركزها مارب وسيئون وأبين والبيضاء نحو شبوة لمساندة تمرد لعكب .. مشيرة إلى إستدعاء العشرات من عناصر تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين في البيضاء وابين للمشاركة في مساندة التمرد والإنتقام من قوات دفاع شبوة التي كان لها دور في تطهير المحافظة من أوكارهم .
وتوقعت المصادر أن تستمر الميليشيات الإخوانية في تصعيدها العسكري، قبل أن تنتقل لإسلوب القاعدة وداعش الإرهابي المتمثل بالمفخخات والعبوات الناسفة التي قد تستهدف القيادات المحلية والعسكرية والأمنية في المحافظة.
وقالت المصادر إن التعزيزات التي تم الدفع بها نحو شبوة كبيرة جداً ومعظمهم جنود مقيدون ضمن كشوفات المنطقة العسكرية الثالثة في مارب والأولى في سيئون مزودين بأسلحة خفيفة ومتوسطة .. مشيرة إلى قوات العمالقة الجنوبية تعاملت مع التعزيزات القادمة من مأرب عبر صحراء الرويك وأجبرتهم على الفرار بعد مقتل وإصابة العشرات منهم .
وهذه ليست المرة الأولى التي ترفض فيها قيادات إخوانية ترك مناصبها على الرغم من صدور قرارات رئاسية ووزارية دستورية وقانونية، بل يتجهون دائماً للتمرد على تلك القرارات وإشعال الفتن وجر البلاد إلى فوضى قبل أن يجبروا على ترك مناصبهم التي اقيلوا منها.
ووفق مصادر محلية في شبوة، فقد تم القبض على العديد من العناصر الحوثية تقاتل في صفوف المتمرد لعكب، ومنهم من إعتلاء اسطح المنازل وقام بعمليات قنص للمدنيين قبل أن يتم ضبطهم .
ان ما يحدث في شبوة في ظل التحشيد الجاري انقلاب عسكري متكامل الأركان من قبل حزب الإصلاح الفرع المحلي لتنظيم الإخوان الإرهابي، والذي تخدم مخططاته أجندة دولية ترعاها قطر وتركيا وعمان وإيران، وهدفها السيطرة على شبوة ونهب ثرواتها النفطية والغازية والاستفادة من موقعها الإستراتيجي لتهديد خطوط الملاحة الدولية .
ليست المرة الأولى التي يُقامر فيها الإخوان بمصير محافظة شبوة، مقابل بقائها موطئا لبعض عناصره، بينهم قيادات في تنظيم القاعدة، إذا ما تذكرنا تسليمه للحوثيين المديريات المحاذية لمأرب، في اتفاقية ضمنت ما تبقى من المحافظة النفطية الجنوبية، برعاية قطرية مقابل استلام الحوثيين لمأرب والثلث الأول من شبوة.
ويعطي خبراء ومتابعون مدلولا سياسيا وصيغة رياضية لما يحدث في شبوة باستلهام أحداث مشابهة لمعالة إحدى طرفيها أن تعيد مليشيا الحوثي تنضيد صفوفها في الشمال، وفي الطرف المكافئ منها يشتت الإخوان صفوف القوات الشرعية في الجنوب.
ويدفع تنظيم الأخوان لتعزيز تمرد قواته في شبوة، بعدد من المجندين بينهم عناصر في تنظيم القاعدة ومليشيات مسلحة استقدمها من مأرب وسيئون وأبين والبيضاء.
وفي الوقت الذي أدار فيه الإخوان معاركة الخاصة بغطاء الشرعية مستغلا فشل هادي، فإنه يدعم اليوم وبشكل صريح تمردا مسلحا في شبوة، وهو ما يؤكد أهمية المحافظة النفطية بالنسبة للإخوان.. وهي أهمية متعددة الأبعاد.
بالطريقة التي يحافظ بها الإخوان على بقاء الشمال في قبضة الحوثي، يخشون اليوم من خسارة آخر أوراقهم في الجنوب، الورقة القوية التي مثلتها شبوة في الأعوام الماضية، ففضلا عن كونها مركز نفوذ لتنظيم القاعدة بما يمتلكه من خبرات في إدارة سوق النفط، فقد لعبت المحافظة دورا حاسما في معارك خلط الأوراق سواء مع التحالف العربي أو استهداف القوات الجنوبية.
وكان مجلس القيادة الرئاسي قد اصدر حزمة قرارات أقال خلالها عدد من القيادات الأمنية في شبوة بينهم القيادي الإخواني الذي قاد معركة التمرد عبدربه لعكب، عدا أن تنظيم الإخوان مستمر في دفع عناصره إلى شبوة من محافظات مختلفة، بينهم عناصر حوثية وقعت في قبضة قوات العمالقة ودفاع شبوة.