شعر..
مرسمها والبحر
أَخَذَتْنِي إِلَى مَرْسَمِهَا الْبَحْرِ كُنْتُ اللَّوْنَ وَكَانَتِ الرِّيشَةَ الَّتِي ذَبَحَتْنِي مِنَ الْعِشْقِ.
"مُتّ مِن جَورِ سادَة قَد أَحَلّوا
قَتلَ مَن لا لهُ سِوى العشقِ ذَنبُ
هَل لِداء الهَوى سَمعت دَواء
هَل لِمَيّت الغَرام في الحُبّ طبُّ"
شهاب الدّين السّهرورديّ
1
أَخَذَتْنِي إِلَى مَرْسَمِهَا الْبَحْرِ
كُنْتُ اللَّوْنَ وَكَانَتِ الرِّيشَةَ الَّتِي
ذَبَحَتْنِي مِنَ الْعِشْقِ...
جَمَّلَتْنِي فِي قُمَاشِ الرَّسْمِ
وَعَلَّقَتْنِي كَي يَجِفَّ اللَّوْنُ
نَزفَ اللَّوْنُ دَمًا...
وَهِيَ مَبْهُورَةٌ بِصَفَاءِ الْإِبْدَاعِ
2
حِينَ رَسَمَتْ بُحَيْرَةً لِلدُّمُوعِ
كَانَتِ الْمِيَاهُ قَدْ جَفَّتْ فِي الْبُحَيْرَاتِ
وَكَانَ مَاءُ النَّبْعِ يَنْتَظِرُ الْغَمَامَ
فحَمَلَتِ الرِّيشَةَ وَرَسَمَتْ
طَائِرًا يُعَانِقُ السَّحَابَ فِي الْغِيَابِ
3
حِين فَرِحَتِ الرِّيشَةُ، رَسَمَتْ عُصْفُورَيْنِ
فَوْقَ غُصْنِ التُّوتِ...
وَحِينَ عَادَا مِنْ شَهْرِ الْعَسَلِ...
كَانَ فِي أَحْشَاءِ الْعُصْفُورَةِ سُنْبُلَةٌ خَضْرَاء...
وَالَّتِي حَمَلَتِ الرِّيشَةَ وَرَسَمَتْ...
مَا زَالَتْ تَنْتَظِرُ الْفَارِسَ
وَالْفَرَسَ وَزَفَّةَ الْعَرُوسِ
4
بُعْدُكِ حَرِيقٌ؛
رَحِيقُ غِيَابِكِ يَرْسُمُ شَكْلَكِ عَلَى الْوَرَقِ
جَسَدُكِ...
أَرِيجُ الصَّبَاحِ الْعَائِدُ مِنْ بَرَارِي الْكَرْمِلِ...
وَجْهُكِ...
اكْتِمَالُ دَوْرَةِ الْقَمَرِ فِي صَلَاةِ الزَّنَابِقِ الْبَيْضَاء
أَرْسُمُكِ مَا بَيْنَ الدَّمْعِ وَالْغَيْمِ سَحَابَةً قَادِمَةً
مِنْ رَبِيعٍ بَعِيدٍ.
5
فِي أَوَاخِرِ الشِّتَاءِ...
أَجْمَعُ أَصَابِعِي بِالْحِبْرِ وَالدَّمْعِ وَالْمَطَرِ
وَأَجْرَحُ الزُّجَاجَ
وَأَرْسُمُ بِالدَّمِ صُورَتَكِ...
يَبْكِي وَجْهُكِ الْمَرْسُومُ عَلَى الزُّجَاجِ
أَعْرِفُ دَمْعَكِ... أَبْكِي
نَسْقُطُ مَعًا فِي الدَّمْعِ وَالْمَطَرِ
وَأَحْلَامِ الْيَاسَمِينِ