بطل المناسبات والمواعيد الكبرى..

مونديال 2022.. الهلال السعودي يحصد كأس السوبر لملعب لوسيل القطري

كأس السوبر لملعب لوسيل القطري ستحمل اسم الهلال السعودي في أول ظهور لها

الحدث الكروي العربي حظي بإشادة خصوصا أنه يأتي بمثابة بروفة للمنظمين استعدادا لمونديال 2022

الرياض

برهن الهلال السعودي على أنه بطل المناسبات والمواعيد الكبرى بعدما نال شرف التتويج على ملاعب مونديال 2022 في قطر، ليدون “الزعيم” بذلك اسمه على لائحة الأندية الكبرى، وهو ما يرى محللون رياضيون أنه سيكون دافعا له في بداية الموسم محليا وقاريا.

توج الهلال السعودي بداية موسم استثنائية وتمكن من حصد كأس السوبر لملعب لوسيل القطري الذي سيحتضن المباراة النهائية من مونديال 2022 على حساب خصم لا يقل أهمية وعنادا وهو فريق الزمالك المصري.

وحملت المباراة ندية وإثارة تليق بحدث ضخم ممثلا في افتتاح ملعب لوسيل بين هجمات هلالية شرسة ودفاعات بيضاء صلبة كان لركلات الترجيح الدور في حسم لقبها لصالح "الزعيم". وتوج الهلال بطلا بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل (1 - 1) في المواجهة التي جمعتهما على ملعب لوسيل بالعاصمة القطرية الدوحة.

ونجح الهلال في التفوق من خلال الضغط الهجومي القوي وبشكل مستمر مع تعديل الطريقة بتحول سعود عبدالحميد إلى لاعب وسط أيمن مع دخول موسى ماريغا إلى العمق كمهاجم ثان إلى جانب أوديون إيغالو. وانتظر الزمالك استغلال أخطاء دفاع الهلال وأتيحت له بعض المحاولات، إلا أن رعونة شيكابالا وسيف الجزيري حالت دون استغلالها بشكل أمثل.

وبدأ فريرا الشوط الثاني بتعديلات على مستوى التشكيل والطريقة، وقرر خوض مغامرة تكتيكية بالإصرار على طريقة 4 - 3 - 3، بالدفع بأشرف روقا إلى جانب محمد عبدالغني وإمام عاشور، مع تواجد إبراهيما نداي وزيزو، إلى جانب الجزيري كثلاثي هجومي.

وتحسن مردود الزمالك في وسط الملعب إلا أن الهلال عاد للتركيز بشكل أكبر على عمق الملعب مع تواجد قلبي دفاع فقط للزمالك. وبمرور الوقت، تحول اللقاء لحصار هجومي كامل من الهلال للزمالك الذي تكتل في الثلث الأخير، وركز الهلال هجومه كالعادة من الجانب الأيمن مع كثافة هجومية في العمق بشكل أكبر من الشوط الأول.

وتدخل فيريرا لينقذ الوضع مرة أخرى ليجري تعديلات جديدة في الطريقة بالعودة إلى طريقة 3 - 4 - 3 مع عودة محمد عبدالغني كقلب دفاع ثالث إلى جانب الونش وحسام عبدالمجيد.

وفي الدقائق العشر الأخيرة عدل فيريرا مرة أخرى من تكتيك الزمالك بالدفع بالثنائي يوسف أسامة وزكريا الوردي، ليقلل من الضغط الهلالي ويصل بالمباراة إلى بر ركلات الترجيح، وهو ما نجح فيه.

وكانت تغييرات الهلال روتينية بتغيير لاعبين في نفس المراكز، لكن دون تطوير لطريقة اللعب حتى انتهت المواجهة بالتعادل الإيجابي 1 - 1، ليحسم المتألق المعيوف اللقب لصالح الزعيم بركلات الترجيح.

ووصف سالم الدوسري لاعب الهلال السعودي حصد لقب كأس سوبر لوسيل بالانتصار الرائع. وقال الدوسري "نحن سعداء بالفوز وحصد الكأس بعد مباراة قوية أمام الزمالك وهذا هو الأهم، خصوصا أن الكل يعلم أننا مازلنا في بداية الموسم ولم نصل بعد إلى المستوى المطلوب". وأضاف "لكن الأهم هو الفوز وإسعاد الجماهير التي حضرت وساندتنا في هذه المباراة الرائعة على ستاد لوسيل المونديالي".

وأعرب الأرجنتيني رامون دياز مدرب الهلال عن سعادته بالفوز بكأس سوبر لوسيل. وقال "المباراة كانت كبيرة وواكبت الحضور الغفير للجماهير في ملعب لوسيل المونديالي".

وأضاف "قدمنا مستوى جيدا وخلقنا فرصا كثيرة، حيث أثبت الهلال من جديد أنه واحد من أكبر الأندية”. وزاد “التنظيم كان رائعا من قبل قطر، ونتمنى لهم التوفيق في كأس العالم 2022". وأشاد العديد من وسائل الإعلام بالتنظيم الجيد الذي حظي به الحدث العربي خصوصا أنه يأتي بمثابة بروفة للمنظمين استعدادا للمونديال الذي بات موعده قريبا.

وعلى أرضية الملعب قال المشجع السعودي سعود الدوسري "دخول سهل جدا جدا. أشكر قطر على تنظيم هذا الحدث ولم يكن هناك أيّ عوائق. هذه تجربة جديدة واختبار لحضور اليوم الواحد في كأس العالم". وأضاف المشجع المصري محمد مجاهد "فعّلت التذاكر من خلال بطاقة هيّا. دخلنا فقط بالجواز وكان الاندماج جيدا".

وفي الملعب، قال عبدالرحمن المقبل، مدير المحتوى في القناة الرياضية السعودية إن "أجواء المباراة تمهد تماما لكأس العالم، خصوصا أن كافة الإجراءات التي رافقت المباراة كانت ذات مواصفات دولية". واعتبر أن المباراة بروفة لدوليي الهلال الذين سيعودون إلى ملعب لوسيل في المونديال أمام الأرجنتين في 22 نوفمبر ثم المكسيك في الثلاثين منه.

وبدوره، رأى محمود شوقي، الصحافي المصري في مجلة الإذاعة والتلفزيون أن "المواجهة ودية الطابع تمثل رسالة عربية" كونها تقام على أرض نهائي كأس العالم.

وملعب لوسيل الذي يبعد 16 كيلومترا من شمال وسط العاصمة الدوحة، استوحي تصميمه من تداخل الضوء والظلّ الذي يميّز الفنار العربي التقليدي أو الفانوس. كما يعكس هيكله وواجهته النقوش بالغة الدقة على أوعية الطعام والأواني، وغيرها من القطع الفنية التي وُجدت في أرجاء العالم العربي والإسلامي خلال نهوض الحضارة في المنطقة.

وروعي في أعمال تصميمه وتشييده توظيف مجموعة من ممارسات الاستدامة، بما فيها السقف المصنوع من مادة متطوّرة تساعد في توفير الحماية من الرياح الساخنة والأتربة، والسماح بنفاذ قدرٍ كافٍ من ضوء الشمس الضروري لنمو العشب في أرضية الملعب، مع توفير الظل بما يسهم في تقليل الاعتماد على تقنية تبريد الهواء في المعلب.

وبحسب المنظمين، سيتحوّل ملعب لوسيل الذي يمكن التدفق إليه عبر المترو إلى محطة تبعد 600 متر عن البوابات الأمنية، إلى وجهة مجتمعية "مدارس، ومتاجر، ومقاهٍ، ومرافق رياضية".