مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات.. تقرير جديد يرصد مؤشر العمليات الإرهابية في الجنوب

قدمت مؤسسة اليوم الثامن للأعلام والدراسات تقريرا جديدا يرصد مؤشر العمليات الإرهابية خلال الربع الأول والثاني والثالث من عام 2022م، فقد أصبح الإرهاب ظاهرة إجرامية دولية تهدد العلاقات الطبيعية بين الدول وتمثل تهديدًا مباشرًا للنظام العالمي وساهم التطور العلمي والتقني الذي صاحب المجتمع الدولي في العصر الحديث في تسهيل الاتصال والتواصل بين الشعوب ووضع وسائطها المتعددة في متناول الجميع مما أفاد المجرمون وخبثاء النفوس في تنفيذ مخططاتهم الاجرامية في مختلف بقاع الأرض وأصبحت الجريمة غير محصورة بدولة معينة بل صارت تهدد الجميع مما دعا الى محاربة تلك الظاهرة بكل السبل.

لم يكن الوطن العربي بمنأى عن هذه الظاهرة بل أصبح مأوى لكثير من تلك التنظيمات الإرهابية لاسيما مرحلة مواجهة الوجود الروسي في اليمن الجنوبي وتجلى بوضوح في حرب صيف 94م وخروج دولة الجنوب عن المعادلة السياسية وجد تلك التنظيمات بيئة خصبة بل اصبح شريكة في النظام السياسي الحاكم وتعد مرحلة في ما بين عام1990) م، الى 2020م)؛ من أكثر المراحل تبلورا وظهورا وشكلت خطرا كبيرا على حياة الشعب الجنوبي بشكل خاص ودول الجوار بشكل والاقليم والعالم بشكل عام، لاسيما بعد حرب 2015 حين سلمت السلطات اليمنية معظم محافظات الجنوب (عدن- حضرموت- شبوة- ابين- لحج- المهرة) للتنظيمات الارهابية المدعومة من الاطراف المتصارعة على السلطة في اليمن واستطاعت تلك التنظيمات المحضورة أن تضع لها موطئ قدم وبمساندة من السلطات اليمنية في صنعاء بكافة مكوناتها السياسية والعسكرية؛ بغرض تحقيق أغراض سياسية دنيئة؛ مستغلة الغطاء الديني لتشريج جرامها الارهابية؛ فتعرض المجتمع الجنوبي لعدد من الجرائم الارهابية التي مازالت لهذه اللحظة تحصد أرواح الأبرياء وتدمر حياة كثير من أبناء هذا الشعب العظيم والصابر في مواجهة هذا العدو الدولي المشترك وصار شعب الجنوب يقدم أرواح ابناؤه وامواله وممتلكاته وحرياته للخطر.

لقد قدمت مؤسسة اليوم الثامن للأعلام والدراسات تقريرا جديدا يرصد مؤشر العمليات الإرهابية خلال الأول الثاني والثالث من عام 2022م.  ويعد استكمالا لدراسة شاملة لظاهرة نشأة وتطور الإرهاب السياسي في اليمن في سبيل وضع قاعدة بيانات عن الإرهاب في الجنوب في سبيل الحد من مخاطرة وتتبع بواعث ومصادر تموينه بشكل علمي صحيح.  

وفي هذا التقرير تم الذي تتبع التطورات السياسية والعسكرية التي طرأت على الساحة الجنوبية بشكل خاص واليمنية بشكل عام محاولا رصد حركة تلك التنظيمات الإرهابية في اطار ذلك التحرك، وراصدا للأعمال الإرهابية التي ارتكبتها تلك التنظيمات وما خلفته من ضحايا إجرامية في محافظات الجنوب، حيث قامت وحدة الرصد والتوثيق بمؤسسة اليوم الثامن للأعلام والدراسات برصد كافة العمليات الإرهابية والأنشطة المرتبطة بها والتفاعلات داخل الجماعات الإرهابية في اليمن خلال الفترة من 1 يناير 2022إلى اغسطس2022م .

وقد اعتمد التقرير في تتبعه للعمليات الإرهابية على أكثر من منهج بحثي واستقصائي في عمليتي الرصد والتحليل بهدف تحقيق أكبر استفادة ممكنة والخروج بأدق النتائج.

وتناول التقرير الذي يحمل عنوان "مؤشر الإرهاب في الجنوب لاسيما بعد خروج محسن الأحمر من الرئاسة " بحث تطور النشاط الإرهابي في تطورا ملحوظا خلال أشهر،(مارس أبريل ومايو ويونيو، اغسطس) من عام 2022م .

جدول (1) يوضح أبرز العمليات الإرهابية التي شهدتها محافظات الجنوب منذ 1- يناير 2022 م – 30 اغسطس

أبرز نتائج التقرير هي: 

- أوضح التقرير أن ارتفاع معدلات العمليات الإرهابية في محافظات الجنوب خلال النص الأول من هذا العام، بلغت (20) عملية إرهابية، وكانت أكثر العمليات الإرهابية حضورا في هذا الفصل مقارنة بالعام الماضي.

- أشار التقرير إلى أن عدد الشهداء تجاوز (80) شهيدا بينما الجرحى بلغ عددهم (120) جريحا ... 

- أشار التقرير أن عدد العمليات الإرهابية تصاعدت بوتيرة عالية منذ عزل نائب الرئيس علي محسن الأحمر مما يدلل على أن الإطاحة به حرك تلك العناصر الارهابية المشتبه الاول بتموينها وتحريكها وفق توجهاته السياسية. 

- أشار التقرير إلى أن عددا كبيرا من العمليات الإرهابية وقعت في العاصمة عدن حيث بلغت (5) عملية معظمها سيارات مفخخة وعبوات ناسفة ثم تلتها محافظة أبين بعدد (5) عمليات، وشبوة (6) عمليات وحضرموت (2) والضالع (1) ولحج (1).

- استعرض التقرير أن الأهداف المستهدفة من تلك العمليات الإرهابية خلال الستة الأشهر الماضية هي القوات العسكرية الجنوبية لاسيما قياداته العسكرية المناهضة لجماعة الإخوان، وفي المقابل لم تتأثر أي قيادات يمنية سواء أكانت في الشرعية أم الإخوان، مما يوضح أن الاستهداف له ارتباطات سياسية وبامتياز ضد فصيل معين ألا وهو المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته العسكرية المناهضة لجماعة الإخوان اليمنية وحركة الانقلابين الحوثيين.

التوصيات والمقترحات 

 وفي ضوء نتائج التقرير قدم عدد من التوصيات: كان في مقدمتها:

1. وضع خطة استراتيجية شاملة لمكافحة التنظيمات الارهابية 
2. تفعيل التشريعات الوطنية الجنوبية ذات الصلة بمُكافحة الإرهاب.
3.  تفعيل دور الحماية الوقائية الفكرية والأيدولوجية في سبيل مكافحة الافكار المتطرفة.
4. تطوير الاجراءات الامنية والاستخباراتية للقوات المختصة في مكافحة الارهاب.
5. التنسيق المستمر مع لجنة مكافحة الارهاب في الأمم المُتحدة على نحو يُحقق مُكافحة فعالة وشاملة لظاهرة الإرهاب تعزيز سُبُل التصدي للطرق المُستحدثة في مجال تمويل الإرهــاب.
6. التنسيق مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (إنتربول) والكيانات الإقليمية والعربية لإدراج وإصدار نشرات حمراء للقيادات والكوادر والعناصر الهاربة على المستوى الدولي.
7. إدراج أبرز العناصر الهاربة خارج البلاد على القوائم وتجميد أموالهم والعمل على تحجيم قدراتهم في تنفيذ مخططاتهم العدائية الموجهة للساحة الداخلية.
8. التوسع في إبرام اتفاقيات التعاون الأمني مع الدول لتنسيق وتطوير التعاون الأمني في مختلف المجالات لاسيما مكافحة الإرهاب.