قصيدة..

الْمجنون والْبحر.. مسرحةِ القصيدةِ الْعربيَّةِ

بَعدَهَا عَادَ الْمَجنُونُ، بعَدَ غِيابٍ، مِن رِحلَةٍ طَويلَةٍ... زَارَ خِلالَها عَواصِمَ دُوَلِ العَالَمِ وَتَحَدّثَ مَع هَالة بِلًغَتِهم الأَجنَبِيَّةِ العَالَمِيَّةِ. (1997) و (1998) و (2000) و (2001) و (2002)

وهيب نديم وهبة
القاهرة

(صدر الْمجنونُ والْبحرُ الطَّبعة التَّاسعة 2022)

عادَ الْمجنونُ إلى الْبحرِ... مُمسكًا بيدِ هالة ويمشيان بجَانبِ المَاءِ تَمامًا... وآخرُ خُصلاتِ الشَّعرِ تَلعَبُ بِالرِّيحِ... والْفُستانُ الطَّويلُ الْواسِعُ يَفرُشُ ظِلالَ الْحُرِّيَةِ.

 

كانَ حُضُورُهُ الْأولُ أَمَامَ الْبَحرِ –  عَام  1995 - عِندَمَا هَجَرَ مَرافِئَ الْيابِسَةِ، إلى الْبَحرِ (الْهِجرَاتُ الثَلاثُ "الطّبعَةُ الْأولَى وَالثَانِيَةُ وَالثَالِثَةُ" وَهوَ يُجاوِرُ وَيُحَاوِرُ هَالةَ بِاللّغَةِ العَرَبِيَّةِ.

ثُمَّ غَابَ الْمَجنونُ وَعَادَ مَرَّةً أُخرَى يَتَحَدثُ بِالعَرَبيَّةِ... بِكُلِّ عُنفُوانِ الْبَحرِ... برفقةِ فادية نحّاس، الْقَارِئَةِ فِي مَكتَبَةِ الْمَنَارَةِ العَالَميَّةِ عام 2018. التي تُراقِصُ الكلِمَاتُ الثَائِرَةُ وَالْعَذبَةُ وَالْمُمَوسَقَةُ للْمَجنُونِ، حتّى نُعُومةُ الْحَريرِ... وَقَد اتّحدَت مَع جُنونِ الْمَجنونِ وَرِقّةُ هَالة... وَهيَ تَلعَبُ بالرَّملِ وَتَركُضُ بَينَ زُرقَةِ السَّمَاءِ وَالْبَحرِ.

الآنَ؛ تَراءَى لي صَديقي الْمَجنونُ قَادِمًا مِن عُبابِ الْبَحرِ 2022، يَتَحَدّثُ مَع هَالة بِالْعَرَبيَّة والإنجليزيَّة.

عادَ الآن؛ مِن بَينِ الْمَوجِ الْعَنيفِ، بَعدَ غَيبَةٍ وَطُولِ انتِظارٍ، وَهالةُ جَالِسَةٌ تَبحَثُ عَنهُ فَوقَ رِمَالِ الشاطئِ الْمُمتدّ.

رَافَقَتْ طبعاتُ المَجنونِ وَالْبَحرِ ثَورَةٌ نَقديَةٌ عَارِمَةٌ، لم تَشهَدْهَا بلادُنا... وَشَهدَ الْعَالمُ الترجماتِ للُّغاتٍ عَالميَّةٍ عَدِيدةٍ.
 

إصدار دار سهيل عيساوي 2022.

فكرةُ الغِلافِ مُستَوحَاةٌ مِن لوحَةِ: هيام يوسف مصطفى

وَتنسيق آلاء مرتيني.

التَّرجَمة إِلَى اَللُّغة الْإِنْجِليزِيَّة حسن حجازِي حسن

الْمُراجعة وَالتَّدقيق: الدّكتور صفا فرِحات

الْمُقدّمَة للْأديبَ الرَّاحلَ: محمّد نفّاع 

كتبَ الْأديبُ محمد نفاع، في مقدّمةِ “الْمجنونِ والْبحرِ” مسرحةِ القصيدةِ الْعربيَّةِ:


وهيب، في الْمَجنونِ وَالْبحرِ، يهَبُ لِقرّائِهِ إنتاجًا أدبيّا أخلاقيّا واسعًا كالْبحرِ، جامحًا كالْحبِّ، ساخطًا كالْفقرِ..
شاءتِ الصُّدفُ أنْ أقرأَ هذهِ الصّفحاتِ منْ خلالِ هديرِ عاصفةِ تشرينَ الْهوجاءِ الْمِرقِالِ، رعدٌ يَقصِفُ وَبَرقٌ يَحرِقُ وَمَطرٌ يَدفِقُ وَسيولٌ تجرِفُ وأرضٌ تهَبُّ لتقدمَةِ خيرٍ، شأنُ كلِّ ثورةٍ على الشّرِّ فيها ضحايا وخرابٌّ حتّى يعمَّ الْخيرُ...

ويقولُ وهيب نديم وهبة:


ليسَ منَ السّهلِ، أصبحتِ النّزاهةُ عارًا والدّعارةُ علمًا والْخداعُ تجارةً والْكذبُ مهنةً... تحرّكَ الْمجنونُ في داخلي. ليكُنِ الْجنونُ بدايةَ الْبدايةِ.

ويقولُ الْمجنونُ وهوَ يضحكُ، ويشتِمُ ويبتَسِمُ: “أترى هذا الْبِرمِيلَ الْمَقلُوبَ؟ هذا عالمُكُم – عالمُكُم فارغُ الْمضمونِ... وألفُ تاجرِ ممنوعاتٍ – مخدِّراتٍ، صفقاتٍ، زعاماتٍ وصغارٍ يأتون ويضيعُون، يمارسُون لعبةَ الْكبارِ. أينَ أحلامُ الطّفولةِ – وربيعُ الْأغنياتِ، والأمانٍي النابتَةُ في الْأفقِ الْبعيدِ... في الْخيال”.

تقولُ هالة: “الْآنَ تكبرُ على بيادرِ طفولتي... أمنحُكَ النّعاسَ حتّى شقائقَ الْوردِ... وأتلاشى حتّى يذوبَ السّكّرُ فيكَ، أرتديكَ قميصًا على شفافيّةِ لحمي وأصنعُ لكَ جسدي دُنيا عشقٍ.

 

هالة والْمجنون معًا في هذَا الْحوَار:


هالةُ: “لكَ أنْ تنامَ، سيّدي، قدْ تغيّرَ الزّمانُ والْمكانُ، ولكنّهُ مثلُ شجرِ الزّيتونِ ينبتُ منْ جديدٍ – يتبدّلُ، يشرقُ، يزهرُ، يحملُ هبةَ الْأرضِ وعطاءَ السّماءِ... انظرْ هناكَ! همْ يُشعلونَ الْأرضَ حرائقَ.”


الْمجنونُ: “تذهبينَ بعيدًا. همُ الْآنَ ينهضونَ مِنْ جديدٍ. سوفَ أنامُ الْآنَ طويلًا، وقدِ استيقظَ وقدْ أشرقَ فوقَ هذا الشّرقِ الْفجرُ الْجديدُ.”