مكافحة الإرهاب..

المجلس الانتقالي الجنوبي يعلن شروطه من الهدنة مع الحوثيين وسهام الشرق تتوسع

كشف اللواء أبو بكر حسين محافظ أبين، أن المحافظة تعرضت للاستهداف من قبل قوى الخيانة والغدر والإرهاب، مشيرا إلى أنه كان يُراد لها أن تكون إمارة إسلامية.

هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي تقف أمام مستجدات الهدنة الأممية وجهود وزارة الكهرباء لتحسين الخدمة

أبين

عقدت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي اجتماعها الدوري السبت، برئاسة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس.
وفي مستهل الاجتماع، استمعت هيئة الرئاسة إلى إحاطة قدمها وزير الكهرباء والطاقة في حكومة المناصفة المهندس مانع بن يمين، استعرض خلالها وضع الوزارة، والمشكلات المتراكمة التي تواجهها قيادة الوزارة، والعراقيل التي تعيق عملها، والجهود المبذولة لتحسين الخدمة، والخطط الاستراتيجية التي تعمل عليها قيادة الوزارة لوضع حلول لنقص إمدادات الطاقة في العاصمة عدن والمحافظات المحررة في الصيف القادم.
وبهذا الخصوص، أكدت هيئة الرئاسة دعمها ومساندتها لجهود الوزير في مساعيه لإصلاح الاختلالات، والقضاء على بؤر الفساد في أروقة الوزارة، والبدء بتنفيذ مشاريع استراتيجية لتوليد الطاقة والعمل على تطوير شبكة النقل والتوزيع والقضاء على الربط العشوائي لتقليل الفاقد.
وفي السياق، حثت هيئة الرئاسة، رئيس الوزراء ووزارة المالية للوقوف إلى جانب قيادة وزارة الكهرباء ومساندتها في إنجاز مهامها من خلال تخليص المعاملات المالية للوزارة أولا بأول، بما يمكّن الوزارة من الإيفاء بالتزاماتها، والمُضي قدما في خططها لمعالجة أزمة الكهرباء والاستعداد للصيف القادم، كما بضرورة تفعيل دور الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة لمحاربة الفساد في عموم الوزارات وكشف عناصر الفساد في مؤسسات الدولة ومحاسبتهم.
سياسيا، استمعت هيئة الرئاسة إلى إحاطة قدمها عضو هيئة الرئاسة، رئيس وحدة شؤون المفاوضات، الدكتور ناصر محمد الخُبجي عن زيارة فريق المجلس إلى العاصمة الألمانية برلين ونتائج لقاءاته، مع المسؤولين الألمان وآفاق تعزيز العلاقات الثنائية، والدور الألماني في الدفع بعملية السلام في المنطقة بما يتوافق مع المتغيرات على الأرض وبما يلبي تطلعات شعب الجنوب وحقه في تقرير مصيره ومستقبله.
في سياق منفصل، ناقشت هيئة الرئاسة الحراك الإقليمي والدولي الهادف لتمديد الهدنة الأممية والدفع بعملية السلام، وبهذا الصدد جددت الهيئة التأكيد على موقف المجلس الانتقالي الجنوبي الساعي للسلام والداعم للجهود التي يبذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن والمجتمع الدولي لإحلال السلام، مشيرة إلى أن أي حديث عن تمديد الهدنة يرتبط بشكل أساسي بمدى توفير الهدنة لمقومات السلام في الجنوب ومشاركة المجلس الانتقالي في مفاوضات تحقيقها، وبمدى التزام مليشيات الحوثي بمقتضيات الهدنة واحترام تعهداتها.
ووقفت هيئة الرئاسة أمام من المستجدات على الساحة الوطنية الجنوبية، بالإضافة إلى عدد من القضايا التنظيمية ذات الصلة بعمل المجلس، واتخذت ما يلزم بشأنها.

و‏أعلنت القوات المسلحة الجنوبية صباح السبت، إطلاق المرحلة الرابعة من عملية سهام الشرق في محافظة أبين لتطهيرها من البؤر الإرهابية
وأوضح في مؤتمر صحفي لإعلان إطلاق المرحلة الرابعة من سهام الشرق اليوم السبت، أن عملية سهام الشرق تحقق أهدافها المرسومة من قبل الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
وحذر من أن الجماعات الإرهابية تعمل على تهريب الأسلحة لمليشيا الحوثي الإرهابية في تخادم واضح بينهما.
وأضاف أن عناصر التنظيمات الإرهابية تتحرك عبر محافظة البيضاء، مناشدا المجتمع الدولي بمساندة القوات الجنوبية.
وأكد مختار النوبي قائد محور أبين أن الجماعات الإرهابية زرعت ما يقارب 20 عبوة ناسفة وفجّرت العبارات وخطوط النقل، في محاولة لإيقاف تقدم القوات المسلحة الجنوبية.
وأوضح في مؤتمر صحفي لإعلان إطلاق المرحلة الرابعة من سهام الشرق اليوم السبت، أن كل الطرق تم تفخيخها بالعبوات الناسفة حتى الطرق الفرعية.
وأضاف أن العناصر الإرهابية عمدت إلى تفخيخ الخط العام في مدينة مودية، مشددا على أن القوات الجنوبية تجاوزت الخطط الإرهابية بالإرادة والعزيمة.
وعبر فضل حسن قائد المنطقة العسكرية الرابعة، عن تقديره لدعم أبناء أبين عملية سهام الشرق الهادفة لتطهير المحافظة من قوى الإرهاب، داعيا إلى مواصلة دعمهم.
وأكد في مؤتمر صحفي لإعلان إطلاق المرحلة الرابعة من سهام الشرق اليوم السبت، أن محافظة أبين تنتصر على الإرهاب وتسجّل انتصار للجنوب.
وتوجه بالشكر إلى كل القادة الميدانيين في عملية سهام الشرق، موضحا أنها جاءت وفقاً لتوجيهات الرئيس عيدروس الزُبيدي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية.
ولفت إلى أن في المرحلتين الأولى والثانية من العملية نفذت الجماعات الإرهابية هجوماً ضد القوات المسلحة الجنوبية ما أدى لارتقاء عدد من الشهداء ووقوع جرحى.
وتوجه العميد علي أبو مشعل الكازمي، مدير أمن محافظة أبين بالشكر إلى الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نيابة عن أبناء محافظة أبين، لإطلاق عملية سهام الشرق.
وأوضح في تصريحات بمؤتمر صحفي لإعلان المرحلة الرابعة من العملية اليوم السبت، أن تنظيم القاعدة الإرهابي أعاد ترتيب صفوفه في المرحلة السابقة، ما استوجب تطهير المحافظة من الإرهابيين.

ففي أبين، نجحت القوات الجنوبية المشتركة في تأمين 6 مديريات، وذلك بعد معارك عنيفة وسلسلة من العمليات الإرهابية للقاعدة، والتي شنتها ردا على انطلاق عملية “سهام الشرق” في المحافظة الساحلية على بحر العرب.

وانطلقت العملية العسكرية في 23 أغسطس/ آب الماضي، بمشاركة قوات الحزام الأمني وشرطة ومحور أبين والمقاومة الجنوبية لتتمكن خلال مرحلتين من الانتشار والسيطرة على مناطق ومعسكرات رئيسية في مديريات خنفر وأحور ولودر والوضيع ومودية بالمحافظة.

فيما أصبحت مديريتا “المحفد” و”جيشان” هدفا أكثر قيمة للعملية العسكرية ، فضلا عن عملية “سهام الجنوب” التي انطلقت في 10 سبتمبر/ أيلول الجاري بمحافظة شبوة المجاورة وحققت إنجازات قياسية.
 

بعد انطلاقها في 23 أغسطس/ آب الماضي، شملت “سهام الشرق” مرحلتين رئيسيتين، استهدفت الأولى إعادة الانتشار بموجب اتفاق الرياض، وذلك من قبل قوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية وشرطة أبين.

وشهد اليوم الأول من العملية إحباط القوات الجنوبية هجوما عنيفا لمليشيات الحوثي على “جبهة ثرة”، فيما نشر الحزام الأمني قواته على امتداد الخط الساحلي في خنفر و”خبر المراقشة” وشرق أحور من جهة شبوة.

كما تسلمت القوات الجنوبية معسكر العرقوب في شقرة وانتشرت في سلاسل المرتفعات للبلدة الاستراتيجية، فيما انتشرت شرطة أبين في مدينة زنجبار عاصمة المحافظة.

ولم يحدث في هذه المرحلة سوى معارك محدودة وقعت عندما داهمت قوات الحزام الأمني مواقع القاعدة خلف “قرن الكلاسي” وفي “خبر المراقشة”، وعثرت القوات حينها على عبوات وأحزمة ناسفة ومتفجرات.

وقبل انطلاق المرحلة الثانية صوب المنطقة الوسطى في أبين، شن تنظيم القاعدة الإرهابي هجوما مباغتا استهدف حاجزا أمنيا لقوات لحزام الأمني في مديرية أحور الساحلية، ما أسفر عن مقتل 21 جنديا و8 إرهابيين.

وكعادتها، سعت مليشيات الحوثي لإنقاذ ورقتها من السقوط في أبين، وذلك بعد اغتيالها قائد اللواء الرابع دعم وإسناد العميد هدار الشوحطي في جبهة الحد يافع تزامنا مع هجوم القاعدة بأبين في 6 سبتمبر/ أيلول الجاري.

وأجبرت العمليات الإرهابية التي شنتها القاعدة والحوثي، القوات المشتركة الجنوبية على إطلاق المرحلة الثانية من “سهام الشرق” في 11 سبتمبر/ أيلول الجاري، واستهدفت مديريات المنطقة الوسطى الاستراتيجية لا سيما لودر ومودية.

وسيطرت القوات على معسكرات “عكد”و”سلي” في مديرية لودر، وطهرت معسكر “السري” قرب جبال “موجان” في بلدة “خبر المراقشة” بذات المحافظة.

ففي مودية، استمات تنظيم القاعدة في 12 سبتمبر/ أيلول الجاري، بالدفاع عن أوكاره وذلك بعد تفخيخ الطرقات ليشن 4 عمليات تفجير لدى انتشار القوات، نجا منها مسؤولان عسكريان بأعجوبة وخلفت نحو 18 جنديا بين قتيل وجريح.

وانتشرت القوات على عدة محاور في الوضيع، حيث سيطرت على “مفرق الوضيع” و”عزان” و”وادي النسيل”، فيما أمن “آل باقيناش” والمدارة” في مودية، وعلى محور ثالث تقدمت القوات الجنوبية باتجاه مديرية المحفد شرقا.

وبحسب مصدر أمني “، فإن المحور العسكري الأهم استهدف السيطرة على بلدة “عوامران” شرق مودية، حيث تم إحكام السيطرة على بلدتي “شعب شقير” و”الحميمة” قبل اقتحام أكبر أوكار القاعدة.

وفي 18 سبتمبر/أيلول الجاري، أعلنت القوات المشتركة الجنوبية رسميا السيطرة على المعسكرين الرئيسيين للقاعدة في عومران، وهي أهم معقل للتنظيم جنوبا، وتوصف بأنها “تورا بورا “، إذ جرى اقتحام المعسكرين من المحورين الشمالي والجنوبي تحت غطاء ناري كثيف.

وتقهقر مسلحو القاعدة نحو بلدة “الحنكة” في مديرية المحفد، ومن المتوقع أن تكون هدفا محتملا لمرحلة ثالثة من سهام الشرق، والتي ستمتد إلى المرتفعات الحدودية مع محافظتي شبوة والى محافظة البيضاء اليمنية.
ومن المتوقع أن تنطلق المرحلة الثالثة بعد استكمال تفكيك شبكة الألغام الواسعة لتنظيم القاعدة في وادي عومران الواقع شرقي مدينة مودية بأبين، وهي أوكار يتم تطهيرها للمرة الأولى منذ 10 أعوام.

انطلقت عملية “سهام الجنوب” في شبوة بعد نحو أيام من انطلاق سهام الشرق وتحديدا في 10 سبتمبر/ أيلول الجاري، وحققت خلال مرحلتها الأولى التي استمرت يومين فقط، عديد الأهداف في المحافظة الغنية بالنفط والغاز.

وجاء انطلاق العملية في شبوة عقب عمليتين إرهابيتين وقعت الأولى في الخامس من الشهر نفسه، عبر تفجير إرهابي استهدف دورية أمنية لقوة دفاع شبوة وخلف 7 قتلى وجرحى، فيما وقع الثاني بعده بأيام، عبر عبوة أخرى زرعت قرب من البوابة الشرقية لمدينة عتق، وأسفر عن مقتل وإصابة 6 جنود.


ينظر لعملية “سهام الجنوب” أنها كانت أكثر دقة، وتمتعت بخطة مدروسة نجحت خلالها في استئصال أوكار القاعدة في وادي “سرع” و”الطفه” و”مذاب” في المصينعة بمحافظة شبوة خلال وقت قياسي.

وحسب قائد اللواء الثاني دفاع شبوة العقيد وجدي باعوم، فإن المعركة مع الإرهاب ستستمر وسيتم ملاحقة العناصر الإرهابية حتى اقتلاعهم من جذورهم عبر عملية “سهام الجنوب” وحتى إعلان المحافظة خالية من الإرهاب.

يرى خبراء  أن شل قدرات تنظيم القاعدة الإرهابي بات “ضرورة” لتحصين المحافظات الجنوبية من نشاط الجماعات الإرهابية التي تستخدم هذا التنظيم كذراع لخدمة أجندتها المشبوهة وتهديد أمن العاصمة عدن.

وقال الخبير في الشؤون العسكرية الجنوبية ثابت حسين صالح، إن أهم “نتائج العملية العسكرية على تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوة تتمثل في السيطرة على أهم المعسكرات والمواقع التي كانت تتمركز، وتنطلق منها لتنفيذ العمليات الإرهابية”.

ودلل في حديث”، على المعسكرات الذي توجت بها عملية سهام الشرق هي معسكر “عكد” في لودر ومعسكر “السرى” بين شقرة ومودية ومعسري “عوامران” شرقي المدينة والذي مثل سقوطه ضربة قاصمة لتنظيم القاعدة.

ورغم هذه الانتصارات القياسية، يؤكد الخبير العسكري أنها “لا تكفي كما تحدثنا في أكثر من مرة، لابد من ملاحقة هذه العناصر الإرهابية والقضاء عليها، سواء كان ذلك ماديا أو على الأقل شل قدرتها على معاودة الهجوم”.

ولفت إلى أن “القاعدة العسكرية العامة في الجيش والحروب والسيطرة على الأرض تكمن في الحفاظ على هذه الأرض وتأمينها بشكل كامل في كل النواحي”.

ويعتقد صالح باستمرار العمليات العسكرية بالفعل لاستكمال تطهير شبوة وأبين بشكل عام، مشيرا إلى أن “وضع شبوة أفضل من أبين، لأن نظام 7 /7 ركز أن تكون أبين هي البؤرة القاصمة التي تقصم ظهر الجنوب بسبب موقعها الاستراتيجي المتوسط بين الغرب والشرق”.

كما أن “أبين تتمتع بجغرافية وعورة الأرض والتضاريس وتكوينات قبلية معقدة، لكن في تصوري أن العملية ناجحة إذا ما اتخذت وفقا لكل المقاييس والمعايير التكتيكية والسياسية والنفسية والأمنية”، وفقا للخبير .
وذكر الخبير العسكري بتحول مأرب والبيضاء لعمليات إرهابية كثيرة، منها غزوة خيبر التي قادها الإخوان والمعارك الطويلة التي استمرت في شبوة وشقرة بالأعوام الماضية بالذات منذ بداية أغسطس/آب 2019.

أما جنوبا، فلا يزال وادي حضرموت مأوى للعناصر الإرهابية التي كانت تنفذ عمليات إرهابية ضد القوات الجنوبية وضد المقاتلين الجنوبيين وضد مصالح جنوبية حيوية، وبرعاية المنطقة العسكرية الأولى الموالية للإخوان.

كما ينشط “عن طريق بعض مشايخ وتكوينات حزب الإصلاح، لذلك تأمين حضرموت أيضا ذات أهمية استراتيجية، وأعتقد أنه سيأتي تباعا بعد السيطرة الكاملة على شبوة”.

ولم ينس العميد صالح محافظة المهرة، البوابة الشرقية للبلاد، لافتا إلى أن “فيها وجودا إخوانيا وحوثيا يشتعل فيها على نار هادئة، مستغلا انشغال القوات الجنوبية بتأمين العاصمة عدن وما حولها، لذلك يأتي تأمينها ضمن المهام الأساسية والرئيسية للقوات الجنوبية”.

من جهته، قال قائد محور أبين في القوات الجنوبية العميد مختار النوبي، في تصريحات صحفية، إن القوات المشتركة الجنوبية تنتشر في الجبال والوديان في بلدة “عومران” وتم السيطرة على معسكرين رئيسيين في البلدة كانت يتخذها تنظيم القاعدة في صناعة العبوات والمتفجرات.

وأشار إلى أن الفرق الهندسية ما زالت تواصل تطهير المنطقة ونزل الألغام والعبوات في الوديان والسهول والجبال الذي زرعها تنظيم القاعدة لإعاقة تقدم القوات الجنوبية صوب أخطر معاقله في محافظة أبين.