الدخول في مرحلة جديدة..
الدوري الإنجليزي.. أرسنال يسقط توتنهام ويتمسّك بصدارة البريميرليغ
كان جرانيت تشاكا واحدا من آخر لاعبي أرسنال الذين عادوا إلى النفق في ملعب برينتفورد، حيث ظل لفترة أطول قليلا أمام المشجعين المسافرين ورفع يديه بامتنان وهم يهتفون باسمه.
كعادته يفرض التنافس على صدارة الدوري الإنجليزي كل موسم نمطا غير عادي يتجلّى أساسا في التنافس بين الكبار والدفاع عن فارق النقاط باعتباره السبيل الوحيد للبقاء في أعلى الترتيب، وهو ما أكده أرسنال بحسمه لديربي شمال لندن على حساب جاره توتنهام الذي أسقطه بثلاثية تبقيه في قمة الصدارة لجولة جديدة.
أصاب أرسنال عصفورين بحجر واحد عندما ثأر من جاره وضيفه توتنهام ملحقا به الخسارة الأولى وتمسّك بصدارة الدوري الإنجليزي لكرة القدم، بخروجه فائزا من ديربي شمال لندن 3 – 1 السبت في افتتاح المرحلة التاسعة.
وضمن أرسنال البقاء في الصدارة مرحلة جديدة، بعدما رفع رصيده إلى 21 نقطة من 24 ممكنة، فيما مُني توتنهام الثالث بخسارته الأولى هذا الموسم. وتقدمّ أرسنال بعد أول ثلث ساعة، لكن توتنهام عادل سريعا من ركلة جزاء، فيما صبّ الشوط الثاني في مصلحة المضيف الذي سجّل هدفين بينما أنهى توتنهام المباراة بعشرة لاعبين.
وحملت المواجهة طعما ثأريا من جانب “المدفعجية”، بعد أن خطف منهم توتنهام في نهاية الموسم الماضي المركز الرابع المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا بعد فوزه عليهم 3 – 0 قبل ثلاث مباريات من النهاية، قبل أن يخسر أرسنال أيضا ضد نيوكاسل ويفسد فرصة التأهل إلى البطولة القارية للمرة الأولى منذ موسم 2016 – 2017.
وتابع توتنهام فشله في الفوز في معقل أرسنال في الدوري في آخر 12 مباراة وتحديدا منذ 2010. وكانت وفاة الملكة إليزابيث الثانية أربكت المنافسات قبل النافذة الدولية مع تأجيل مباريات المرحلة السابعة، بالإضافة إلى ثلاث مباريات من الجولة الثامنة بينها مباراة تشيلسي ضد ليفربول ومانشستر يونايتد ضد ليدز.
وصحيح أن أرسنال يتصدر بسبعة انتصارات، إلا أن فوزه على توتنهام كان الأول ضد أحد الأندية الستة الكبرى، علما وأن خسارته الوحيدة جاءت على يد مانشستر يونايتد 1 – 3 وسيلتقي ليفربول الأسبوع المقبل.
وعاد الظهير الأوكراني ألكسندر زينتشنكو ولاعب الوسط النرويجي مارتن أوديغارد من الإصابة إلى تشكيلة مدرب أرسنال الإسباني مايكل أرتيتا، فيما شارك المهاجم الكوري الجنوبي سون هيوغ مين أساسيا في تشكيلة المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي.
كان جرانيت تشاكا واحدا من آخر لاعبي أرسنال الذين عادوا إلى النفق في ملعب برينتفورد، حيث ظل لفترة أطول قليلا أمام المشجعين المسافرين ورفع يديه بامتنان وهم يهتفون باسمه.
ولم يكن مثل هذا الاستقبال ممكنا منذ وقت ليس ببعيد، لكن بعد 3 سنوات من صيحات الاستهجان في ملعب الإمارات وفقدان شارة القائد، أكدت المشاهد في غرب لندن قبل أسبوعين، على تغيير ملحوظ في مسيرة اللاعب السويسري.
وكان طريقا طويلا للوصول إلى هذه النقطة في فبراير الماضي عندما واجه أرسنال برينتفورد آخر مرة، وكان يمكننا رؤية تشاكا وهو يرفض شارة القائد بعد تبديل ألكسندر لاكازيت المتأخر.
لكن هذه المرة، في ظل غياب مارتن أوديغارد المصاب ارتدى الشارة منذ البداية، حيث حقق أرسنال الفوز (3 – 0) ما أعاد الفريق إلى صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز.
أضافت شارة القائد إلى رمزية المناسبة، ولكن تغير حظوظه يعود قبل كل شيء إلى العروض أمام برينتفورد، كان تشاكا ممتازا، كما كان طوال الموسم، ومثلما كان في جزء كبير من الموسم الماضي أيضا.
ويعود الفضل في تحسنه إلى الطريقة التي عامله بها أرتيتا الرجل الذي أقنع تشاكا بالبقاء في ملعب الإمارات العام 2020. ويُنظر إلى تشاكا على أنه لاعب خط وسط مدافع لكن هذا الدور متروك الآن لتوماس بارتي، مع تدخل ظهيري أرسنال ألكسندر زينتشينكو وبن وايت، لتقديم دعم إضافي.
هذا الأمر أدى إلى تحرير تشاكا في الأمام، حيث لعب دور اللاعب الأيسر رقم 8 في أرسنال، وبدا اللاعب غير مرتاح في المركز الجديد في بعض الأوقات، ثم تطلبت إصابة بارتي العودة إلى مركزه الرئيسي، ورغم ذلك أصبح واضحا أنه يستمتع بالحصول على المزيد من الحرية في الهجوم.
وبهدف واحد وثلاث تمريرات حاسمة، كان آخرها على شكل عرضية قطرية رائعة لغابرييل جيسوس أمام برينتفورد، ساهم تشاكا حتى الآن في تسجيل أهداف أكثر من المواسم الثلاثة السابقة.
وأصبح تشاكا أقل مشاركة في بناء اللعب، حيث انخفضت أعداد التمريرات بنسبة 15 في المئة تقريبا عن الموسم الماضي، لكنه يؤثر على المباريات أكثر بكثير في الثلث الأخير، ما يخلق المزيد من الفرص ولديه أكثر من ضعف عدد اللمسات في منطقة الخصم.
ويمتلك تشاكا دائما رؤية رائعة وقدرة على التمرير، وتساعد هذه الصفات الآن في فتح دفاعات الخصم والموقع الجيد يساعد اللاعب أيضا، على إخفاء نقاط ضعفه.
ومنذ وصوله إلى البريميرليغ في العام 2016، ارتكب تشاكا عددا أكبر من الأخطاء التي أدت إلى تسجيل الأهداف (8) أكثر من أيّ لاعب آخر في الملعب.
كما أنه يحتل المرتبة الأولى في البطاقات الحمراء (4) والإنذارات (54)، ووحدهما ويلفريد نديدي (ليستر) وأوريول روميو (ساوثهامبتون)، ارتكبا المزيد من الأخطاء (267).
لقد خذله مزاجه في بعض الأحيان، وكان عاملا كبيرا آخر وراء تكرار المشكلات التي أغضبت جماهير النادي. فتشاكا، الذي كان يفتقر إلى السرعة أو القدرة على التدخل مثل بارتي، وفي الآونة الأخيرة مع وجود الثاني عادة، تمكن من قضاء معظم وقته في ملعب الخصم. وقام تشاكا بمتوسط عدد أقل من التدخلات، ونتيجة لذلك، فإن عدد الأخطاء قلت من أيّ نقطة أخرى في مسيرته مع أرسنال.
وهذا لا يعني أنه لم يعد يساهم بشكل دفاعي، قد لا يكون الأسرع في المسافات القصيرة ولكن قدرته على التحمل ومعدل العمل لا يعلى عليهما، هذا الموسم، فقد قطع 77.4 كيلومتر أكثر من أيّ لاعب آخر في الفريق اللندني. فأمام برينتفورد، أثبت تشاكا أنه يستطيع خلق تناغم مع لاعب مثل جيسوس حيث قدم له 11 تمريرة، بينما وجده البرازيلي في 8 مناسبات.