صدر عن منشورات بيت الشعر..
ديوان "أنفاس الكينونة" جديد الشاعر عبدالحق ميفراني في المغرب
هذه القصائد، يشير الناقد بوحمالة، "التي تتّخذ، نصيّا، إمّا طبّغرافيا مقطعيّة، تحمل معها المقاطع أرقاما أو لا، سطريّة أنزع إلى التّشذير أو أخرى استغراقيّة تتضخّم معها الجملة الشعريّة
صدر للشاعر المغربي عبدالحق ميفراني، (مواليد مدينة أسفي1969)، ديوان شعري جديد موسوم ب "أنفاس الكينونة"، ضمن طبعة أولى السنة الجارية عن منشورات بيت الشعر في المغرب. الديوان هو الرابع في بيبلوغرافية الشاعر بعد دواوين: "كولاج الشاعر" 2001، مرورا ب "صمت الحواسّ" 2008 و "أكواريوم من الألم" 2014. عن هذا الإصدار الشعري الجديد، يشير الناقد والمترجم بنعيسى بوحمالة "إذا ما استأنسنا بأطروحة النّاقد الأمريكي، مايكل ريفّاتير، القائلة بأنّ المنجز الشّعري الشّامل لأيّما شاعر كان لهو، في العمق، بمثابة قصيدة واحدة توجد بذرتها، أو نواتها الصّلبة، في ثنايا بداياته و، بالتّالي، فإنّ ما يتّخذه المنجز إيّاه من تغايرات وتمفصلات إن هي إلاّ تنويع متدرّج، واع أو غير واع لا فرق، على تلك البذرة و إنضاج جمالي و تخييلي و رؤياوي لها في مسعى من الشّاعر إلى استحصال قصيدته المثلى إن لم نقل المؤيقنة عن الآخر".
بهذا المعنى، يؤكد الناقد بنعيسى بوحمالة، "إنّ دواوين الشّاعر عبد الحق ميفراني، بدءا من "كولاج الشاعر" 2001، مرورا ب "صمت الحواسّ" 2008 و "أكواريوم من الألم" 2014، و انتهاء إلى "أنفاس الكينونة"، ليست أكثر من محفل كتابي يأخذ فيه الشّاعر بزمام همّ جمالي و تخييلي و رؤياوي واحد تطّرد تعقيداته، و معها إكراهاته، من ديوان إلى آخر، بمعنى من خبرة شعريّة، وضمنيّا وجوديّة، إلى أخرى وتتبلور التّخوم اللاّنهائيّة، تلك التي تتغيّاها الذّات الشّاعرة وكذا ما تمليه من تربّصات أدائيّة واستبصاريّة لن تتورّع، وجوبا، عن الاحتداد و التأجّج".
هذه القصائد، يشير الناقد بوحمالة، "التي تتّخذ، نصيّا، إمّا طبّغرافيا مقطعيّة، تحمل معها المقاطع أرقاما أو لا، سطريّة أنزع إلى التّشذير أو أخرى استغراقيّة تتضخّم معها الجملة الشعريّة، متراوحة بين القصر والاعتدال والاستطالة، بحسب ما تقتضيه الحاجة التعبيريّة. قصائد تنضوي إلى أفق قصيدة النّثر وحيث تخضع اللّغة لتدابير الشّعرنة والتّكثيف، الحكي والاستبطان، المفارقة والحلميّة، وحيث تواظف، لفظيّا في المبدأ واستعاريّا في الجوهر، مفردات – قرائن: الحرف، الكلمات، اللّغة، الكتابة، البياض، الموسيقى، الجسد، الرّوح، الطّفولة، الاستذكار، الغياب، الحزن، القلق، الخيبة، الخسران، الزّمن، الخلود، الموت، اللّيل، الرّيح، البحر..؛ في جوار، أو عن طريق الاستدخال في التّلوينات الترميزيّة التي ترخيها في فضاء تجربة الدّيوان.."
حمولات أسماء، تستدعيها الذات الشاعرة "من محاتدها العقديّة والصوفيّة والفكريّة والفلسفيّة والأدبيّة والفنيّة..؛ ومن مهبّات الحياة، إلى صميم التّجربة لتؤازرها، رمزيّا، في عراكها الشّرس مع عالم لا يغدق سوى الابتئاس، الضّحالة، واللاّمعنى، عالم يفرض عليك أن تضحك و وجهك ملتصق بالتّراب، مثلما يقول الفيلسوف الفرنسي جورج غوسدورف، عالم حتى مع تنصّل شعراء قصيدة النّثر من كمّاشة الاعتناقات الإيديولوجيّة والأخلاقيّة الشموليّة و انكفائهم على ذواتهم مستغرقين في مخبوءات دواخلهم ومنتسجين، بالتّالي، أساطيرهم الشخصيّة التي تتغذّى على بلاغة اليومي وتراكباته، المنفصل أو المتشذّر وأحابيله، على تداعيات الحبّ والحزن والقلق واليأس والموت".
يأتي ديوان "أنفاس الكينونة" في سياق خاص، مثن نصي متعدد ومتشعب الرؤى ولا يعبر بالضرورة إلا على أسئلة الشاعر، في مواجهته لأسئلته الذاتية ورؤاه للعالم ولأسئلة الكتابة وأفقها. لذلك تتجه هذه القصائد الى محاولة تأمل هذا النظر العميق في الجوهر، كينونة الشعر وشعر الكينونة، جزء من هذه المعادلة، والتي تقترب من جوهر الشعر نفسه. إنه جزء من تأمل هذه العلاقة المركبة، بين الشعر واللغة والتفكير، ومن خلالهم يمكن استقراء بنيات الكينونة واستعارتها في المنجز النصي المقترح.
تنبيه