عودة الخيار العسكري..
أفق الحل السياسي في اليمن.. إلى أين؟
أكدت مصادر سياسية يمنية عودة خيار الحس العسكري للواجهة مجددا في ظل انسداد آفاق الحل السياسي وتعثر مبادرات المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وربطت المصادر بين تواتر الأنباء عن استئناف التحالف العربي بقيادة السعودية لإرسال التعزيزات العسكرية إلى محافظة مأرب وتجدد الاشتباكات في جبهتي نهم وصرواح بشكل ملفت في الآونة الأخيرة.
وتحدثت مصادر إعلامية السبت الماضي، عن وصول معدات عسكرية جديدة تابعة للتحالف إلى مأرب من بينها، منظومات صواريخ باتريوت ومدافع ذاتية الحركة والعشرات من الآليات والعربات العسكرية.
ورجح الصحافي اليمني عبدالوهاب بحيبح في اتصال مع لـ”العرب” من محافظة مأرب اقتراب ما وصفه بالمعركة الفاصلة الوشيكة لتحرير صنعاء.
وقال بحيبح إن “الخيار العسكري أصبح الخيار المطروح بقوة في الفترة الأخيرة”، لافتا إلى أن تعيين رئيس جديد لهيئة الأركان اليمنية من محافظة عمران من قبيلة حاشد مسقط رأس الشيخ الأحمر ونائب الرئيس الفريق علي محسن له دلالات كبيرة في هذا السياق.
وأشار إلى أن دخول قوات ضاربة الى مأرب بعد وصول رئيس الأركان الجديد إليها، اللواء الطاهر العقيلي، يحمل مؤشرا على أن التحالف العربي ومراكز القوى المهمة في الشمال بالحكومة الشرعية تقف خلف الرجل بكل قوة.
عبدالوهاب بحيبح: الخيار العسكري في اليمن أصبح الخيار المطروح بقوة في الفترة الأخيرة
ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل إن تصريحات الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن صالح، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على أن هناك ترتيبات لمعركة إقليم آزال قد باتت وشيكة جدا وأن الحسم العسكري هو عنوان المرحلة القادمة.
ولفت بحيبح إلى أن التصعيد العسكري المحتمل يأتي في وقت وصل فيه الخلاف وعدم الثقة بين قطبي الانقلاب إلى أشده، وهو ما عزز القناعة لدى الكثير من قيادات حزب المؤتمر السياسية والقبلية في أنه لا يمكن التعايش مع المليشيات الحوثية.
ويرى مراقبون للشأن اليمني أن الخلافات بين الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح هي التطور المهم الذي سيلقي بظلاله على خارطة التوازنات وربما يغير من ولاءات معظم قادة قبائل طوق صنعاء.
ويعتقد بحيبح أنه من خلال التحركات الأخيرة للحكومة الشرعية على الصعيد العسكري يمكن استنتاج أن المعركة في العاصمة صنعاء لن تكون من جهة واحدة، بل من جهات متعددة.
وقال إن “التوجه إلى عمران عن طريق الجوف وكذلك تحريك جبهة نهم، بالإضافة إلى تحريك جبهات صعدة وميدي وهذا بالتنسيق مع قبائل الطوق ومناطق الشمال ككل”.
وفي فصل جديد من فصول التوتر في العلاقة بين الحوثيين وصالح، دعت اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام الاثنين، كافة فروع المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني في المحافظات إلى إقامة مهرجانات احتفالية بمناسبة ذكرى ثورة 26 سبتمبر 1962.
وتتزامن تلك الفعاليات المرتقبة مع أخرى مضادة دعا إليها الحوثيون لإحياء ذكرى اجتياحهم العاصمة صنعاء قبل ثلاث سنوات والتي تصادف الـ21 من سبتمبر 2014.
وهاجم بيان صادر عن اجتماع اللجنة العامة لحزب المؤتمر، الحوثيين ضمنيا، واتهمهم بالانقلاب على اتفاق الشراكة الذي وقعه الطرفان في يوليو العام الماضي.
وقال البيان إنه “رغم حرص المؤتمر وحلفائه وقيادتهم على تجاوز الخلافات مع الحوثيين عبر الحوارات والتفاهمات المستمرة، إلا أن الحوثيين استمروا في تجاوز كل ضوابط ونصوص ومقتضيات الشراكة”.
ويقول العديد من المحللين إن البيان ترك الباب مواربا أمام أي تطورات محتملة من خلال الإشارة إلى اعتبار اللجنة العامة أعلى سلطة تنظيمية في حزب المؤتمر في حالة انعقاد دائم.