قراءة في رواية..

الوعي بالزمن مؤامرة على الزمن.. رواية نعاس للمؤلف هاروكي موراكامي

يقول البير كامو( في بعض الاحيان الاستمرار فقط الاستمرار ولاشيء اخر انجاز فوق قدرة البشر)

تفكير فلسفي يتأمل الحياة من جانب اكثر دق

اسمهان حطاب
كاتب وروائية عراقية تكتب لـ"صحيفة اليوم الثامن" قراءات في كتب واصدارات أدبية
القاهرة

 تحكي قصة زوجة تعيش مع عائلتها الصغيرة وابنها ،عائلة مستقرة وهادئة، الاب طبيب اسنان،الابن تلميذ في مدرسة ابتدائية،تقوم الزوجة بمهامها البيتية الاعتيادية،نفس التفاصيل والروتين المعتاد،اعداد الفطور غسل الاطباق،غسل الثياب،واعداد وجبات طعام العشاء،والجلوس لتبادل الاحداث اليومية ومشاهدة التلفاز،تغير حال الزوجة ذات ليلة حين فزعت من كابوس فظيع حيث حلمت برجل عجوز يصب الماء على قدمها استيقظت من حلمها ولم يختفي الرجل،من تلك اللحظة فارقها النعاس واخذت تشعر بنشاط متواصل فقدت الرغبة بالنوم،ونسيت اي شي يتعلق بالنعاس او شعور بالاسترخاء،استمر معها الحال ايام عديدة وهي تقوم بواجبها الروتيني المعتاد،دون شعور بأرهاق او تعب،كما انها لم تخبر زوجها وابنها بذلك،لانها تعرف انه سيطلب منها الذهاب للطبيب،وهي تعرف ان ذهابها بلا جدوى،اخذت تمارس هواياتها السابقة قراءة الكتب واخذت تعيد قراءتها، ثم تذكرت انها اصيبت بهذه الحالة سابقا حيث بقيت يقظة لمدة اثنان وسبعون ساعة،ثم اثناء تناول طعامها شعرت بسحابة تغلف  جسدها حيث شعرت بالنعاس وذهبت للنوم دون كلام مسبق،اصبحت تغادر المنزل وتركب سيارتها وتتجول بالشوارع بعد ذهاب زوجها،ثم اصبحت تركب السيارة وتتجول في الشوارع.واصبحت هذه العادة اليومية ليلا،تتامل حياتها وتشعر بان وجه زوجها تغير للاسوء وزاد قبح رغم اعتيادها عليه،كما انها تجد شبها كبيرا بين ولدها وزوجها،اخذت تتامل مع حولها وكأنها تنظر من جهة اخرى وناحية اخرى بصورة اكثر دقةترى الامور وتراكماتها بوضوح وهدوء،بدأت ذاكرتها تنشط اكثر واخذت تتذكر روائح واصوات قديمة،احدى الليالي شعرت برغبة بالخروج ارتدت ثيابها ومعطفها صعدت سيارتها وانطلقت تاركة المدينة وراءها،كانت الساعة الثالثة صباحا،اخذت تتفرج على المركبات وتساءلت انه ربما يكون بأمكانها ان تعمل سائقة مركبات لكونها لاتنام،فجأة شعرت بخيال رجلين يحومان حول السيارة ،ثم اخذا يحاولان دفعها وتحريكها من مكانها،حاولت مرارا تشغيل السيارة ولم تفلح بقيت مختبأة تحت المقود.

حاول (هاروكي موركامي)من خلال روايته التي نشرها عام ١٩٨٧، ان ياخذنا كقراء الى عوالم غريبة.خارج المألوف تفكير فلسفي يتأمل الحياة من جانب اكثر دقة،وضع المجهر على معاناة المرأة ومللها من الفراغ و من الروتين اليومي،مكن القارئ ان يدخل العوالم الغريبة بادوات وشخصيات وامكنة واقعية معاشة،كما وصف المشاعر البسيطة والاشياء بمنتهى الدقة والوضوح.