تحدث عن محاولة خلق مشاريع تقسيمية في الجنوب..
حمدي اليافعي: دور مكتب ثقافة بالعاصمة لا يزال غائبا في الدفاع عن الهوية
اليافعي قال "إنهم يقومون بأنشطة على مواقع التواصل الاجتماعي للدفاع عن الموروث الثقافي والفني الذي يتعرض للتجريف والنهب والسطو عليه يمنيا، في تصرف ينتهك كل الحقوق الملكية والفكرية".
قال الإعلامي في قناة عدن المستقلة حمدي اليافعي ان دور مكتب الثقافة في العاصمة الجنوبية عدن لا يزال غائبا، لأسباب نستغربها ونجلها معاً، متحدثا عن محاولة قوى يمنية متعددة، خلق مشاريع تقسيمية في الجنوب، لضرب مشروعية القضية الوطنية القائمة على حق استعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الجنوبية التي دخلت في وحدة سلمية مع اليمن تم الانقلاب عليها بالحرب وفتاوى التكفير في العام 1994م.
وقال اليافعي في مقابلة مع صحيفة اليوم الثامن "نحاول ان نهتم بالموروث الثقافي الجنوبي في ظل وجود حرب تستهدف كل شيء، ونحن ندرك أهمية استعادة هذا الموروث في ظل محاولة السطو عليه يمنياً في تصرف ينتهك كل الحقوق الملكية والفكرية.
وأكد "أن ما حصل للموروث الثقافي لدولة الجنوب من عملية طمس ممنهجة قادها الاحتلال اليمني طيلة ثلاثة عقود".. مشيرا إلى أن "هذا الاهتمام بالشأن الثقافي من أجل إشعال جذوة المقاومة الثقافية الجنوبية ضد مشروع الطمس وكذلك المساهمة في تعريف شعب الجنوب بهويته الثقافية وتعزيزها لتكون مُساندة لكل تحركات الجنوب حتى نيل استقلاله خاصة في ظل غياب أي نشاط مؤثر للدائرة الثقافية في الأمانة العامة لهيئة الرئاسة في المجلس الانتقالي الجنوبي ومكاتب الثقافة في مختلف محافظات الجنوب".
وقال الإعلامي الجنوبي ان الاهتمام بالموروث الثقافي والفني العريق لدولة الجنوب العربي جاء كفكرة بدأتها شخصيا على مواقع التواصل الاجتماعي، والحمدلله استطعت التأثير في كثير من النشطاء مع الفكرة، ولمست اهتماما جنوبيا كبيرا بالفن الجنوبي العريق بمختلف الوانه، من الأغاني والشعر والرقصات وغيرها، لكننا في الحقيقة لدينا أفكار كثيرة وبالإمكان تطويرها منهجياً لتُصبح مشروعاً ثقافياً شاملاً ، لكن نحتاج إلى تبني ذلك من قبل السلطة المحلية في العاصمة عدن أو المجلس الانتقالي الجنوبي".
وحول غياب السلطة المحلية للعاصمة عدن في تبني مشروع الدفاع عن الهوية الوطنية، قال اليافعي "إن مكتب الثقافة في عدن لا يزال غائبا عن الدفاع عن الهوية الوطنية الجنوبية، بل ان الأمر اصبح عرضة لمواصلة الحرب التي تشنها القوى اليمنية ومنها الحرب المستمرة منذ ثلاثة عقود لطمس الهوية الوطنية الجامعة، من خلال محاولة خلق مشاريع تقسيمية في داخل الجنوب.
وأضاف :"في الحقيقة لنا تواصل مع العديد من الشخصيات، من أجل أن يتم تبني مشروعنا بشكل رسمي لكن إلى الآن لم نجد استجابة".
وأقر اليافعي بـ"أن هناك مراكز نفوذ تُسيطر على مجال الثقافة تتخوف من الأفكار المتطلعة للشباب ولذلك تضغط في اتجاه عدم التجاوب، أو تتخوف من الشخصيات المهنية التي ربما تقع عليها الاختيار في تولي المسؤولية في هذا المجال وبالتالي تكشف سوءة إخفاقهم".
وأكد أن أكبر التحديات التي تقف امامه كإعلامي ومهتم بالشأن الثقافي الجنوبي تكمن في "مواجهة محاولات تجزئة هويتنا الثقافية ، ولتحقيق هذا لا بد من وضع عدة تساؤلات من أجل تنفيذ ما أريد ، ماذا يجب أن أعرف , وهل يُمكننا بما لدينا من مساحة أن نعرف ؟ وبعد أن نعرف ما الذي يمكن أن نعمل ؟ وما غايتنا من كل هذا العمل ؟ ، وسنعمل بكل إمكانياتنا لوقف إهمال ثقافتنا وموروثنا وهزيمة من يحاول تجزئة هويتنا".
وحول مرتكز المشروع الذي قال انه يتبناه "في الأساس الثقافة عبارة عن موروث لا مادي متوارث جيلا بعد جيل بتفاعلاته ، أنا أشجع على إظهار هذا الموروث خاصة وأن الجنوب زاخر جدا بموروثه ، ومن خلال الثقافة يمكننا توجيه الرأي العام إلى أين نريد من خلال التغيير الفكري في المجتمع تدريجياً وإشباع رغباته بموروثه الجنوبي الأصيل " تخدُم التوجه السياسي الجنوبي نحو الأهداف العُليا " ، وصناعة تحول حقيقي في الجنوب ، وهذا يتطلب استراتيجية شاملة".
وقال "لدينا مجموعة من الأهداف التي نسعها لتحقيقها والتي تتمثل في إحياء الفرق الفنية ووسائلها حسب الإمكانيات المتاحة، ونقل التجربة من الجيل الفني السابق إلى الجيل الفني الحالي".
وكشف اليافعي عن ان لديهم خطط وآليات ممكن أن تساهم في تحقيق ما نصبو إليه من حراك ثقافي وفكري قائم على الهوية الجنوبي، وتعمل على تحقيق الأهداف الرئيسية والمتمثلة في تعزيز المقاومة الثقافية لكل ما هو دخيل على مجتمعنا الجنوبي العربي الأصيل".
وأضاف "نسعى لخلق قنوات تواصل مع المؤسسات الإقليمية والدولية المعنية بالثقافة لتعريفهم بالموروث الثقافي الجنوبي، وتأهيل الصروح الثقافية والمعاهد الفنية .
وأكد الإعلامي الجنوبي "أن الجنوب تعرض لانتكاسة بليغة أدت إلى تعطيل حضوره وانفتاحه؛ ولعل أبلغ وأعمق انتكاسة تعرض لها، هي الوحدة السياسية بين الجنوب واليمن، التي قضت على كل شيء كان يزخر به الجنوب وأهمها الثقافة، ومن ثم أصبحنا بحاجة إلى استعادة ألقه الثقافي وإعادة اتصاله الحضاري بالثقافات العالمية ككيان وهوية مستقلة تعبر عن شعب حي متفاعل وحيوي ولذلك جاءت أهدافي متسقة مع هذه الرؤية ، ونتمنى من المعنيين في سلطة الجنوب ، أن ينظروا للعاصمة عدن وللجنوب وفقاً لمركزه ومكانته الحضارية".
ولفت اليافعي إن أنه لا يمكن استعادة الحضور الفكري والثقافي والرقي بالمجتمع، إلا باستعادة حضور الإنسان الحامل للذاكرة الثقافية والهوية والفكر المدني ".
وقال "علينا أن لا ننظر فقط للسيطرة السياسية والعسكرية على الجنوب بل يجب علينا السيطرة الثقافية والفكرية لأنه دون هذه السيطرة سنظل في دائرة مفرغة من التوهان، وعلينا بعث الهوية الجنوبية في نفوس النشء بأي طريقة ممكنة كانت، فوسائل الإصلاح رغم صعوبتها إلا أنها مُمكنة من خلال إحداث ثورة حقيقة وأنا بطبيعتي لا أعرف المحالات، ولكل شيء خطوة بداية من خلال وضع خطة إصحاح شاملة".