في خضم توترات مع إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة..

البنتاغون يعلق على تقارير تطوير النظام الايراني صواريخ "فرط صوتية".. ماذا قال؟

خبراء عسكريون غربيون ينظرون عادة لإعلانات طهران عن صناعة وتطوير صواريخ باليستية على أنها دعائية وتضخيما لقدراتها العسكرية في خضم حرب نفسية، لكن التهديدات الإيرانية تبقى قائمة في كل الحالات.

صاروخ باليستي فرط صوتي

أنقرة

شككت الولايات المتحدة في مزاعم إيرانية بشان تطوير صواريخ فرط صوتية (أسرع من الصوت خمس مرات) مع تصاعد المخاوف من نوايا النظام الذي يعيش حالة من الاترباك بسبب استمرار الاحتجاجات.
وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الخميس إن الولايات المتحدة تشكك في صحة تقارير تشير إلى نجاح ايران في عملية تطوير تلك الصواريخ ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء الأسبوع الماضي عن قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني قوله إن إيران تمكنت من صنع صاروخ باليستي "فرط صوتي".

وقالت سابرينا سينج المتحدثة باسم البنتاغون في مؤتمر صحفي "رأينا التقارير التي تؤكد ذلك الواردة من إيران، وما زلنا نشكك في هذه التقارير" ويمكن لتلك الصواريخ أن تطير أسرع خمس مرات على الأقل من سرعة الصوت وفي مسار معقد، مما يجعل من الصعب اعتراضها.

ويؤكد موقف البنتاغون ما ذهب اليه العديد من المحللين العسكريين بان النظام في ايران يسعى من خلال الاعلان الدائم عن تحقيق تقدم في المجال العسكري وفي مختلف الصناعات العسكرية لاستعراض قوته وللتغطية على حالة الضعف الداخلي مع استمرار الاحتجاجات السلمية.

وتهدف ايران من وراء سياسة تضخيم القدرات العسكرية وهي جزء من الحرب النفسية منح الثقة لميليشياتها في المنطقة وكذلك توجيه رسائل رعب وتهديد لعدد من القوى الاقليمية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.
وسلمت ايران الحوثيين في السنوات الماضية عددا من الصواريخ الباليستية التي استعملت اضافة الى الطائرات المسيرة في تهديد امن السعودية فيما تتمسك طهران دائما بنفي تورطها في عملية التسليح.
وفي المقابل تطالب العديد من القوى الدولية والإقليمية بمواجهة جهود ايران لتطوير صواريخها البالستية وتسليح الميليشيات في المنطقة بها حيث ساهمت المخاوف بشأن الصواريخ الباليستية الإيرانية في قرار أميركي في عام 2018 أثناء حكم الرئيس السابق دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع قوى عالمية في 2015.

وقالت طهران الاسبوع الماضي إنها اختبرت الصاروخ قائم 100، وهو أول مركبة إيرانية يتم إطلاقها على ثلاث مراحل، وسيكون قادرا على وضع أقمار صناعية تزن 80 كيلوغراما في مدار على بعد 500 كيلومتر من سطح الأرض.
ووصفت الولايات المتحدة مثل هذه التحركات بأنها "مزعزعة للاستقرار"، إذ ترى أن المركبات التي تطلق في الفضاء يمكن استخدامها لنقل رأس حربي نووي، بينما تنفي إيران أنها تسعى لتطوير سلاح نووي.
ومثلت القدرات التسليحية الإيرانية مصدر قلق في العالم حيث أكدت تقارير قام ايران بتسليم روسيا طائرات مسيرة استعملت في عملية غزو أوكرانيا حيث قرر الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على شخصيات إيرانية.

وتعتقد هيلويز فيت ، الباحثة في مركز الدراسات الأمنية التابع للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ، أن إعلان طهران لا يتمتع بقدر كبير من المصداقية ، معتبراً أنه لا يقصد بالضرورة استبعاد الاهتمام الدولي بالاحتجاجات ؛ لأنه في النهاية لن يتمكن من إعادة الوحدة إلى البلد الذي مزقته المظاهرات.

وقال فاييت ، في حديث لوسائل إعلام فرنسية ، إن “الإعلان لا يقلل كثيرا من المصداقية لمجرد أن التكنولوجيا عالية السرعة تعني القدرة على مناورة الصاروخ في الغلاف الجوي وصعوبة الكشف”.

وأضافت: “حتى الدول المتقدمة جدًا في مجال الأسلحة ، مثل فرنسا والصين والولايات المتحدة وروسيا ، لديها مشاريع تفوق سرعتها سرعة الصوت ، لكن لم يتم اختبارها جميعًا بعد”.

وبحسب الخبير ، فقد أعلنت إيران تصنيع الصاروخ ، لكننا لم نر حتى الآن أي صورة له أو اختبرناه ، والصورة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي هي في الواقع صورة لصاروخ أمريكي منذ عدة سنوات ، وهذا يشير إلى أن الإعلان غير قابل للتصديق

وشدد الباحث الفرنسي على ضرورة فهم الإعلان الإيراني في سياق جيوسياسي أوسع ، مشيرًا إلى أنه يشكل رسالة لخصوم طهران الإقليميين ، مفادها أن تعزيز ترسانتها الصاروخية يجعلها قادرة على الصمود أمام كل ما تعتبره تهديدًا لها.

وخلف البيان أيضًا ، يتابع الخبير ، هناك نوع من استعراض القوة ، وقد تم الكشف عن ذلك أيضًا من خلال دخوله إلى خط الحرب في أوكرانيا ، حيث قدم نفسه كمساعدة لروسيا من خلال تصدير طائرات بدون طيار وصواريخ باليستية قصيرة المدى. . .

من ناحية أخرى ، يقول فاييت ، إن إعلان تدمير عدد كبير من الطائرات بدون طيار الإيرانية بواسطة الأنظمة الأوكرانية يعني أنها ليست بمستوى الجودة الذي تعتقده إيران ، وبالتالي لا يسع المرء إلا أن يتخيل ماهية الصواريخ الباليستية الإيرانية وأي أجسام أخرى تم تطويرها. سوف تفعل. يكون مثل الذين سيجدون أنفسهم في مواجهة أنظمة الدفاع الغربية. .