"اليوم الثامن" تبحث في خفايا المفاوضات قائدة التحالف العربي والأذرع الإيرانية..

قراءة تحليلية: مسارات المفاوضات السعودية الحوثية من السرية الى العلن.. الأسباب والافاق المستقبلية

انتشرت التسريبات عن مفاوضات بين الحوثيين والسعودية إلى خبر يجرى تداوله كل فترة، لكن لا شيء يظهر للعلن بشكل رسمي. غير أن مصادر متعددة تؤكد أن الاتصالات والمحادثات بين الطرفين لم تنقطع منذ إعلان اتفاق ظهران الجنوب في عام 2016

وفد مفاوضات سعودية خلال زيارته إلى اليمن - أرشيف

فريق التحرير
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن
عدن

المقدمة: تكتسب المفاوضات السياسية حالياً بشأن الحرب في اليمن، أهمية مختلفة عن سابقاتها نتيجة للمستجدات خلال الشهرين الماضيين، بالإضافة إلى أجندة الأمم المتحدة في البدء بالتفاوض بملفات جديدة، ولا تزال الهدنة الأممية في اليمن صامدة، على الرغم من حالة التعثر في تنفيذ بنودها في ما يخص فتح الطرق بمدينة تعز وهذا ربما المهدد الأكبر لاستمرارها. ولا يزال الأمر مرهوناً بجماعة الحوثيين للموافقة على المقترح الذي قدمه المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، بعد مفاوضات في عمّان بين وفدي الحكومة والحوثيين استمرت أسبوعين.

-       أسباب المفاوضات بين الطرفين السعودي والحوثي

توقف الضربات بالصواريخ والطائرات المسيّرة من اليمن نحو الأراضي السعودية والإمارات، وتراجع الحرب في اليمن، عقب وقف إطلاق النار المعلن عنه في 2 أبريل/ نيسان لمدة شهرين كان الرفع الجزئي للحظر الذي فرضه التحالف على صنعاء وميناء الحديدة أحد ركائز تفاهمات وقف العمليات العسكرية. وبدء تسيير رحلتين تجاريتين أسبوعيًا من صنعاء إلى الأردن ومصر (بناءً على جوازات سفر حوثية!)، وتم الاتفاق على إتاحة وصول 18 ناقلة إلى ميناء الحديدة.

رغم ذلك لم يسرع الحوثيون في الوفاء بالتزامهم برفع الحصار عن مدينة تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن. ويطالبون القوات الحكومية في المقابل بفتح الطرق المؤدية إلى مدينة مأرب ومحافظة الضالع. كان الجدل حول هذه القضية حجر العثرة الرئيسي الذي هدد بانهيار المفاوضات بشأن تمديد وقف إطلاق النار.

في ظل هذه الظروف، لا يبدو في الوقت الحاضر أن الأطراف تقترب من اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، وجدية في عملية السلام وإعلان إنهاء الحرب.

إن الأسباب التي دفعت الأطراف المتحاربة إلى وقف إطلاق النار هي:

-        المراوغة في ساحة المعركة وعدم قدرة الأطراف المتحاربة على إحداث تغيير ملحوظ، خصوصًا في مأرب.

-        تقليص الدعم الأمريكي للجهود الحربية السعودية.

-        اتخاذ السعودية قرار استراتيجي بإخراج نفسها من الوحل اليمني، بعد أن قلصت الإمارات بالفعل مشاركتها في قتال 2019. بعد نحو أسبوع من سريان وقف إطلاق النار، رفع السعوديون رعايتهم عن الرئيس عبدربه منصور هادي الموجود في المنفى بالرياض وحل محله مجلس رئاسي يضم ثمانية فصائل تقاتل الحوثيين. وبذلك، تراجعت السعودية والولايات المتحدة من مطلب استعادة نظام هادي، والذي نص عليه أيضًا قرار مجلس الأمن.

-        الوساطة الدولية وعملية التطبيع بين السعودية وإيران خلال العامين الماضيين بواسطة العراق والمفاوضات بين إيران والقوى العظمى حول العودة للاتفاق النووي.

-        عملية التقارب بين محمد بن سلمان وإدارة بايدن، وسعي الأول لتنحية قضية خاشقجي، والحصول على شرعية من البيت الأبيض([1]).

1-   المفاوضات السرية

لقد انتشرت التسريبات عن مفاوضات بين الحوثيين والسعودية إلى خبر يجرى تداوله كل فترة، لكن لا شيء يظهر للعلن بشكل رسمي. غير أن مصادر متعددة تؤكد أن الاتصالات والمحادثات بين الطرفين لم تنقطع منذ إعلان اتفاق ظهران الجنوب في عام 2016، والتي جرى فيها التفاوض بشكل مباشر، وبموجب الاتفاق توقف القتال بين الطرفين نحو ثلاثة أشهر، قبل أن ينهار وتفشل معه أيضاً مفاوضات الكويت بين الأطراف اليمنية.

واستؤنفت المفاوضات غير المتواصلة بين الجانبين، في الفترة الأولى من الهدنة الأممية في اليمن، لمدة شهرين، ومُددت لشهرين إضافيين. وتأتي المفاوضات الثنائية في ظل الزخم الدبلوماسي للوصول إلى تسوية سياسية لإنهاء الحرب اليمنية.

وتثار كثير من الشكوك حول أهداف المفاوضات السرية، وتأثيرها على الأطراف اليمنية المناهضة لجماعة الحوثيين، في احتمالية المضي باتفاق ثنائي بين الجماعة والرياض، بما يخدم أهدافهما. ولا تزال جماعة الحوثيين تسيطر على أكبر مساحة من الشريط الحدودي مع السعودية، والذي يمتد بطول 1300 كيلومتر، وهذا هو المحور الأساسي لتلك المحادثات، بالإضافة إلى محاولات أخرى من قبل السعودية لوقف التهديد الأمني الحوثي باستهداف أراضيها.

وسبق أن كشف رئيس المجلس السياسي للحوثيين مهدي المشاط، في إبريل 2020، عن وجود اتصالات مستمرة مع السعودية. وقال في حوار صحافي: "لدينا اتصالات كثيرة ومستمرة مع السعودية وهي تمر بفترات مدّ وجزر تبعاً لتطور الأحداث، لكنها مستمرة". وقبل ذلك، كشف السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، نهاية مارس 2020، عن أن المملكة تجري محادثات يومية مع الحوثيين لإنهاء الحرب.

وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني سلمان المقرمي إن "المفاوضات السعودية الحوثية على مستويات عدة، قائمة منذ سنوات طويلة وليست جديدة وتحقق بعض النجاح أحياناً وتخفق في أحيان أخرى، بسبب السيطرة الإيرانية على جماعة الحوثيين، ويتقرر فعلياً في طهران التقدم في التفاوض أو تعطيله".

وأضاف المقرمي في حديث لـ"العربي الجديد": "لو كان الحوثي مستقلاً بقراره عن إيران لما دخلت السعودية الحرب في اليمن، وبالتالي فإن المفاوضات الجارية حالياً لا تزال في السياق نفسه".

 

إعلان المفاوضات رسميا

في 7 إبريل/ نيسان الماضي، أُعلنَ عن تشكيل مجلس رئاسي يمني، ضمن مشاورات يمنية عقدت في الرياض (برعاية مجلس التعاون الخليجي)، شملت الأطراف المنضوية ضمن الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دولياً. ومن ضمن مهمة المجلس المكون من 8 أشخاص برئاسة رشاد العليمي، قيادة مفاوضات مع جماعة الحوثيين للوصول إلى سلام دائم في اليمن.

وكانت السعودية قد عقدت خمس جولات من المحادثات الأمنية مع إيران في بغداد بوساطة عراقية وعمانية، إلا أنها لم تحقق أي تقدّم في الملفات المطروحة بينهما، ومن ضمنها ممارسة طهران الضغط على الحوثيين في اليمن لإيقاف هجمات الجماعة على الأراضي السعودية.

وقال مكتب المبعوث الأممي في تصريح سابق لـ"العربي الجديد" إنه "ما زال متفائلاً برد إيجابي من الحوثيين".وكشف غروندبرغ، في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن، عن خطته للفترة المتبقية في الهدنة. وقال: "سوف أنتهج خطين من الجهود: أولاً، ضمان تنفيذ عناصر الهدنة وتمتينها بما في ذلك فتح طرق في تعز ومحافظات أخرى. وثانياً، أخطط للشروع في مفاوضات على المسارين الاقتصادي والأمني، وينبغي أن يرتكز هذا العمل إلى سياق سياسي وأن يتوجه نحو تسوية سياسية".

وفي ذات الجلسة، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن "إرساء أساس لحل سياسي للصراع اليمني سيكون محوراً رئيسياً في رحلة الرئيس الأميركي إلى دول المنطقة.

 أعلنت الخارجية الأميركية أن مبعوثها إلى اليمن تيم ليندركينغ سيتوجه إلى العاصمة العمانية مسقط. ووفقاً للبيان، فإن ليندركينغ "سيسلط الضوء على الحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار وعملية سلام شاملة تنهي الحرب بشكل دائم وتلبي دعوة المجتمع المدني للعدالة والمساءلة".

أعلن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، أن وفدين من التحالف وحركة الحوثي المدعومة من إيران تبادلا زيارة للأسرى، في إطار مبادرة حسن نوايا وجهود لبناء الثقة بهدف تمديد الهدنة في اليمن. قال التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية، الأربعاء، إن وفدين من التحالف وحركة الحوثي تبادلا زيارة الأسرى لدى الطرفين ضمن جهود تمديد الهدنة.

وفي بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، قال العميد ركن تركي المالكي، المتحدث باسم قوات التحالف "هذه الزيارة ذات الطابع الإنساني تعنى بملف الأسرى كحالة إنسانية بحته، كما أنها تأتي كإحدى مكاسب الهدنة والسعي لتمديدها". وبين أن "ملف الأسرى يحظى برعاية واهتمام خاصين من قيادة التحالف، وسيستمر بذل كل الجهود لعودة جميع أسرى الحرب من الطرفين وإنهاء هذا الملف".

وأشار إلى أن هذه الزيارة جاءت "إلحاقا لما تم الإعلان عنه سابقا من قيادة القوات المشتركة للتحالف بشأن مفاوضات الأسرى (في الأردن) تحت إشراف الأمم المتحدة".

من جهته، رأى الباحث اليمني عبد الغني الأرياني، أن "الاتفاق بين السعوديين وجماعة الحوثيين على طبيعة العلاقات المستقبلة بينهما هو شرط مسبق لأي مفاوضات يمنية - يمنية جادة"، معتبراً في حديث مع "العربي الجديد"، أنه "من دون ذلك الاتفاق، لن تؤدي تلك المفاوضات إلا إلى الفشل، أو إلى اتفاق لا يمكن تطبيقه"[2]

واظهرت لقطات من تسجيل مصور وزعه الحوثيون الوفد السعودي وهو يخرج من طائرة تابعة للأمم المتحدة في مطار صنعاء ويصافح مسؤولين في صفوف الحوثيين، ثم يتوجهون معا إلى عدد من السجون ويلتقون أسرى.

لقد تسبّبت الحرب بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، وفق تقرير للأمم المتحدة نهاية العام الماضي، أي أنهم قضوا إما في القصف والقتال وإما نتيجة التداعيات غير المباشرة مثل الجوع والمرض ونقص مياه الشرب.

وتشهد الحرب في اليمن حراكاً دبلوماسياً، في محاولة للضغط من أجل الوصول إلى تسوية سياسية، واستغلال الهدنة التي تعد الأولى منذ نحو 7 سنوات، إذ كان آخر وقف منسق لإطلاق النار خلال أول محادثات للسلام عام 2016.

وكشفت وكالة "رويترز" نقلاً عن مصدرين، عن محادثات مباشرة عبر الإنترنت بين السعودية وجماعة الحوثيين، استؤنفت لمناقشة الأمن على طول حدود المملكة والعلاقات المستقبلية في إطار أي اتفاق سلام مع اليمن. وبحسب المصدرين، فإن سلطنة عُمان تسهّل المحادثات عبر الإنترنت بين كبار المسؤولين من السعودية والحوثيين. وأضاف أحدهما أن ثمة خططاً أيضاً لاجتماع مباشر في مسقط إذا أُحرز تقدم كافٍ. وقال المصدران إن مسؤولين من السعودية وجماعة الحوثيين ناقشوا اتفاقاً طويل المدى لأمن الحدود، إضافة إلى مخاوف الرياض المتعلقة بترسانة الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة المسلحة المستخدمة لتنفيذ هجمات على مواقع سعودية.

سيطرة الحوثيين على الشريط الحدودي مع السعودية، وتهديدهم للأراضي السعودية المحور الأساسي للمحادثات وتحاط هذه المحادثات السرّية بالكتمان من قبل قيادات الحوثيين، والإنكار في بعض الأحيان من السعودية التي تصنف جماعة الحوثيين "منظمة إرهابية". وفي اليوم نفسه الذي كُشف فيه عن المفاوضات، أعلنت السعودية إدراج 19 شخصاً وكياناً يمنياً على قوائم الإرهاب بتهمة دعم جماعة الحوثيين. وسبق ذلك تصنيف 25 اسماً وكياناً متورطين بذات التهمة، ولم تعلّق السعودية أو الحوثيون على تلك التسريبات، وهو ما يفعلانه خلال السنوات الماضية، إذ تظل محادثاتهما محاطة بالسرية، لاعتبارات لها علاقة بمصالح تخص الطرفين، سواء بالتوصيف القانوني ضد الحوثيين الذي يخص السعودية، أو تلك الاعتبارات الأخرى التي تخص الحوثيين كجماعة تستمر بالدفع بمقاتليها نحو مهاجمة مدن سعودية باستمرار بتعبئة قتالية ويدفعون ثمناً باهظاً إزاء ذلك بقصف جوي مضاد.

وصل وفد سعودي العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين لإجراء محادثات حول عملية تبادل للأسرى بين الجانبين المنخرطين في حرب ضارية منذ سنوات، فيما زار وفد من المتمردين المملكة للغاية نفسها، حسبما أعلن الطرفان الخميس. والزيارة المتبادلة نادرة منذ بداية الصراع في اليمن حيث تخوض الحكومة بدعم من تحالف عسكري بقيادة السعودية حربا ضد الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على العاصمة ومناطق شاسعة من البلاد منذ 2014.

وغالبا ما يجري أطراف النزاع عمليات تبادل للأسرى شمل بعضها جنودا سعوديين. وقال رئيس "اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى" التابعة للحوثيين عبد القادر المرتضى في بيان: "استقبلنا وفداً فنياً سعودياً، والهدف من زيارتهم هو الاطلاع على أحوال أسراهم التابعين لهم، الموجودين لدينا، وأيضاً مطابقة الأسماء في الواقع، والتأكد منها والتمهيد لإجراء عملية تبادل ... في المستقبل القريب".

وأضاف حسبما نقلت عنه "سبأ" وكالة الأنباء التابعة للمتمردين "ودّعنا بالأمس فريقا فنيا من اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى قام بزيارة إلى سجون السعودية للاطلاع على أحوال أسرانا الموجودين لديهم، وكذلك مباينة الأسماء ومطابقتها مع الواقع من داخل السجون، والاطلاع على أحوال الأسرى والاطمئنان عليهم". من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العميد الركن تركي المالكي إنه تم "تبادل زيارة وفدين من التحالف والحوثيين لزيارة الأسرى لدى الطرفين كمبادرة حسن نوايا، وضمن جهود بناء الثقة لتمديد الهدنة باليمن".[3]

وانتهت الهدنة في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر الحالي بعد ستة أشهر من بدايتها، بعدما فشل أطراف النزاع في التوصل إلى اتفاق لتمديدها.  وأضاف المالكي حسبما نقلت عنه وكالة الانباء الحكومية "واس" أن هذه الزيارة "ذات الطابع الإنساني تعنى بملف الأسرى كحالة إنسانية بحتة، كما أنها تأتي كإحدى مكاسب الهدنة والسعي لتمديدها وتوسيع مكاسبها على حياة اليمنيين من النواحي الإنسانية والاقتصادية والمعيشية لبدء العملية السياسية، والوصول إلى سلام شامل باليمن

 قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ أمام مجلس الامن انه "بينما أعمل مع الطرفين لإيجاد حلول، أحضّهما على إبداء روح القيادة والمرونة اللازمتين للتوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة وتوسيعها". ورحب الدبلوماسي السويدي في كلمته عبر الفيديو أمام مجلس الأمن الدولي، "بما أبداه الطرفان من ضبط نفس منذ انتهاء الهدنة في 2 تشرين الأول/أكتوبر، فلحسن الحظ لم نشهد أي تصعيد عسكري كبير.

عاء (ديبريفر) - كشف سياسي يمني بارز، اليوم الأربعاء، عن وجود مشاورات مباشرة مكثفة بين المملكة العربية السعودية وجماعة أنصار الله (الحوثيين) جرى عقدها مؤخراً في مدينة أبها حول تمديد الهدنة المتعثرة وجهود إنهاء الحرب بشكل كامل ومستدام. وقال وزير الخارجية اليمني الأسبق أبوبكر القربي أن قيادات حوثية زارت في وقت سابق من هذا الأسبوع مدينة أبها السعودية واجتمعت مع مسؤولين في التحالف لمناقشة بعض القضايا المتصلة بملف الأزمة اليمنية، كما عقدت جولة مفاوضات أخرى غير معلنة في العاصمة اليمنية صنعاء.

وأضاف القربي، إن تبادل تلك الزيارات بين أبها وصنعاء يؤكد حدوث إختراق مهم في جدار الأزمة وتجاوز كثير من النقاط الخلافية بينهما ووضع أسس الحل النهائي للأزمة التي طال أمدها. متوقعاً أن يتم قريباً الكشف عن فحوى تلك الاجتماعات وما توصلت اليه من نتائج.. وقال : علينا فقط أن ننتظر لنعرف تفاصيل تلك التفاهمات وأسلوب اعلان الاتفاق، دون أن يعطي أيضاحات أكثر. ولم يتسنى الحصول على تأكيدات من مصادر رسمية سعودية بشأن تلك المزاعم، في حين رفض مسؤول في حكومة الحوثيين التعليق بحجة أنه غير مخول بالتصريح لوسائل الاعلام على هذا الموضوع تحديداً.

الافاق المستقبلية للمفاوضات

هل الإجراءات المذكورة أعلاه قوية بما يكفي حتى تؤدي بالأطراف إلى إنهاء الحرب؟ على الأرجح لا. وقف إطلاق النار غير مستقر، والحوثيون يحتفظون بالهيمنة في اليمن، على الرغم من كونهم أقلية. لن يتخلوا عن “دولة” الأمر الواقع التي أقاموها في شمال ووسط اليمن والوصول إلى البحر الأحمر، ولن يخفضوا على الأرجح علاقاتهم العسكرية مع إيران.

هذا واقع يصعب على السعودية والغرب استيعابه، وسط قيود شديدة يفرضها الحوثيون في المناطق الخاضعة تحت سيطرتهم على حرية المدنيين (خاصة النساء)، واستمرار تجنيد الأطفال للقتال بين صفوفهم. فساد مؤسساتهم، واضطهاد الأقليات الدينية والتطرف في التعليم والمناهج وغيرها.

في ظل هذه الظروف، يبدو أن تمديد وقف إطلاق النار إلى أجل غير مسمى، والذي سيوفر متنفسًا لمواطني هذا البلد المنقسم والجائع والدامي، هو أفضل نتيجة يمكن توقعها في هذه المرحلة، ويبدو أيضًا بعيد المنال.

إن الوجود الإيراني المتزايد وخاصة للحرس الثوري يمكن أن يزيد التهديد على التجارة الدولية وطرق الشحن، ويعزز قدرة إيران على ضرب السفن مثل الهجوم على ميرسر ستريت قبالة ساحل عمان في يوليو 2021. ويهدف تحسين القدرات الإيرانية في مجال الحرب البحرية، وإطلاق الطائرات دون طيار، والقوارب السريعة، والصواريخ من المنصات البحرية إلى تحسين القدرة العملياتية لإيران على العمل في البحر ضد أهداف إما في سياق الحرب المتكافئة أو باعتبارها تطوير للقدرة على رد محتمل ضد إسرائيل على خلفية استمرار إلحاق الضرر بالأصول الأمنية والأهداف النووية في إيران[4].

 


الهوامش 

[1] https://www.france24.com/ar/

[2]  https://www.alaraby.co.uk/politics/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-

[3] https://debriefer.net/news-

[4] التفاهم بين السعودية والحوثيين ينهي حرب اليمن - مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية https://sanaacenter.org/ar/