المنطقة العسكرية الأولى شريان الحياة لمشروع الاذرع الايرانية..
مجلة أمريكية: حزب الله العقل المدبر لـ "الهجمات السعودية - اليمنية" والحكومة اللبنانية تتماهي
المنطقة العسكرية الأولى شريان الحياة لمشروع الحوثي من خلال التخادم مع الإخوان، بسبب عمليات التهريب والدعم العسكري والمالي والنفطي عبر حضرموت إلى مناطق الحوثيين
سلطت صحيفة إندبندنت البريطانية في نسختها العربية الضوء على دور ميليشيا حزب الله اللبناني في إطالة أمد الحرب التي تشهدها اليمن منذ ثماني سنوات جراء انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية على السلطة وسيطرتها على مؤسسات الدولة بقوة السلاح.
الصحيفة تحدثت في سياق تقرير لها عن دور حزب الله كقوة لبنانية تحظى بدعم إيراني في الحرب السورية، لكنها ركزت على مشاركتها في الحرب اليمنية التي كان لها فضل كبير في تطوير القدرات العسكرية لميليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية.
ونقلت الصحيفة عن قيادات عسكرية يمنية تصريحات تشير إلى أن اليمن تحولت إلى مقبرة لخبراء ومقاتلي حزب الله الذين دخلوا البلاد سراً لدعم الميليشيات الحوثية وتدريب عناصرها، مستعرضة أسماء بعض تلك القيادات التي لقيت مصرعها في المواجهات الأخيرة.
وكانت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، قد كشفت في تقرير سابق لها أن حسن نصر الله أمين عام حزب الله هو العقل المدبر لمعظم ما حدث على الحدود السعودية - اليمنية، مشيرة إلى أن في 5 مايو 2015، بدأ الحوثيون وحلفاؤهم بقصف أهداف على الحدود السعودية تحت إشراف "حزب الله" اللبناني، حيث كانت بداية باستخدام قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، لكنهم زادوا تدريجياً مستوى هجماتهم باستخدام صواريخ وقذائف ذات شحنات متفجرة أكثر وزناً وأطول مدى.
وكشفت عن أن "حزب الله" اللبناني كان يدير منصات الصواريخ، وأن نائب قائد قوة القدس حينها، إسماعيل قاآني، قام بنفسه بالإعلان أن المتمردين الحوثيين تلقوا تدريباً "تحت راية الجمهورية الإسلامية"، مضيفة إن "حزب الله" عمل على برنامج التدريب والتسليح هناك، ووفق الصحيفة فإن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية أكدوا أن فيلق القدس و"حزب الله" ينشطان في اليمن.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن عقيد ركن التوجيه المعنوي والإعلام محور صعدة، عبدالله الحميقاني، "أن تدخل حزب الله" في اليمن لم يعد سراً، وبات مكشوفاً لدى الحكومة اليمنية التي أرسلت عدداً من مذكرات الاحتجاج للإخوة في الحكومة اللبنانية"، متأسفاً على عدم اتخاذ لبنان أي موقف أو إجراء لمنع تدخل الحزب المستمر في تأجيج الصراع اليمني، لافتاً إلى أن معظم النخب السياسية في لبنان تماشت وتماهت مع ما يرتكبه "حزب الله" من جرائم وإرهاب بحق الشعب اليمني.
وكشف عن سقوط أعداد كبيرة من عناصر "حزب الله" في اليمن كان آخرهم في الأيام الماضية المدعو أبو حيدر سجاد، والقيادي في الحزب أكرم سيد، الذي قتل على جبهات مأرب بتاريخ 10 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
وشدد على أن ارتفاع أعداد القتلى دفع نصر الله لإرسال توجيه عاجل وسري بدفن القتلى بمدافن تابعة للحوثيين وضرورة اقتصار المراسم على أقل عدد ممكن، مؤكداً أن هذا الإجراء يهدف لعدم كشف الأعداد المتزايدة من القتلى، سواء كانوا التابعين لـ"حزب الله"، أو عناصر الحرس الثوري الإيراني. وأضاف، "يجري دفن جثث العشرات من خبراء ومقاتلي إيران و"حزب الله" في سرية تامة بعد نقلهم إلى المقابر الجماعية في صعدة".
فيما تحدث الكاتب السياسي المتابع للشأن الخليجي، طارق أبو زينب، عن اللبنانيين الذين قتلوا خلال الأسابيع الماضية على جبهات مأرب، وأكد أنهم من الرتب القيادية، حيث تشير المعلومات إلى أن القتيل أكرم السيد من أبرز الخبراء العسكريين في "حزب الله"، الذي تسلل إلى اليمن واستقر فيه منذ عام 2017، وكان له دور أساسي في توجيه ميليشيات الحوثي في محافظة مأرب وسط البلاد، بمواجهة القوات الحكومية الشرعية، في حين أن مهمة القيادي في الحزب مصطفى الغراوي، الذي قتل أخيراً في غارات التحالف العربي، كان مكلفاً تدريب مليشيات الحوثي على الانتشار في الجبهات الأمامية والتموضع في مواقع استراتيجية.
وكشف أبو زينب عن وجود آلاف المقاتلين الذين يدخلون الأراضي اليمنية بشكل غير شرعي، عبر أسماء وجوازات مزورة، أو عبر الدخول خلسةً من الحدود البحرية والبرية، وأن معظم هؤلاء شاركوا سابقاً في الحرب السورية، الأمر الذي يعكس حجم ومستوى انخراط "حزب الله" المدعوم من إيران في التصعيد العسكري الذي تشنه مليشيات الحوثي في مختلف جبهات القتال اليمنية.
واعتبر إدراج الخزانة الأميركية سابقاً اللبناني خليل يوسف حرب، وهو مستشار مقرب من نصر الله، على قوائم العقوبات، تأكيد على انخراط هذه الميليشيات في الحرب باليمن.
وقد عرضت الولايات المتحدة الأميركية مكافأة مالية قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، كونه أسهم في تهريب مبالغ مالية ضخمة للحوثيين، ما يثبت بالأدلة الدامغة دور الحزب في إدارة المعارك وعمليات التمويل.
وقالت تقارير صحفية إن اسم المنطقة العسكرية الأولى رديفاً للأهداف الإخوانية، المتمثلة في حزب التجمع الوطني للإصلاح في محافظة حضرموت في الجنوب اليمني. بالإمكان وصفها على أنّها عنوان للصراع بين الإخوان والجنوبيين حول شكل الدولة في البلاد، التي يسيطر الحوثيون على معظم مساحتها في اليمن الشمالي، بينما تحرر الجنوب بشكل شبه كامل من السيطرة الحوثية.
وبينما يطالب الجنوبيون، وعلى رأسهم المجلس الانتقالي الجنوبي الأكبر وجوداً شعبياً وعسكرياً باستعادة دولة الجنوب التي ظلت موجودة حتى عام 1994، يستند الإخوان إلى الإرث الشمالي الجمهوري والوحدوي كمحرك للهيمنة على الجنوب، باعتباره جزءاً من دولة اليمن اليوم، فضلاً عن عوامل أخرى تتعلق بالحواضن الشعبية من الإصلاحيين الجنوبيين.
وشهدت مدينة سيئون، كبرى مدن وادي وصحراء حضرموت فعاليات شعبية من مؤيدي المجلس الانتقالي الجنوبي في إطار حملتهم للضغط نحو تنفيذ اتفاق الرياض لعام 2019، بشأن إخراج المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت، لحرمان خصومهم من حزب الإصلاح من أقوى أداة نفوذ في منطقة جغرافية هامة، تتشارك الحدود الدولية مع السعودية.
وعقب ذلك بيومين تعرض طقم عسكري تابع لكتيبة الحضارمة لاعتداء خلال مرافقته وفد أممي إلى محافظة مأرب. وحمّل الانتقالي الجنوبي المنطقة العسكرية الأولى المسؤولية عن الجريمة.
وقال نائب رئيس لجنة الدراسات والبحوث والتدريب بالجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، عمر باجردانة، لمركز دراسات حفريات “إنّ تاريخ المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت يعود إلى الوحدة الإجبارية عام 1994، وتقوم بمهمتين أساسيتين، تغيرتا قليلاً في عام 2014. الأولى تأمين ثروات المحافظة الجنوبية من النفط لصالح النافذين من الشماليين، والثانية هي منطقة نفوذ لصالح شريك الحرب ضد الجنوبيين حزب الإصلاح الإخواني”.
وأفاد باجردانة بأنّ المنطقة العسكرية الأولى قوات ذات بُعد عقائدي كبير، وتخضع تنظيمياً بدرجة كبيرة للإخوان، منذ احتلال الجنوب عام 1994، خاصة لأهمية وادي وصحراء حضرموت كمنطقة إستراتيجية لهم. وتابع بأنّ هذا الوجود يأخذ بعداً سياسياً وأيديولوجياً واجتماعياً، في منطقة تتشارك القبائل والحدود مع المملكة العربية السعودية.
علاوةً على الإرث الشمالي الجاثم على قلوب الحضارمة، هناك إثمّ دولة الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) التي اصطدمت بالمكونات الاجتماعية التقليدية في محافظات جنوبية مثل حضرموت وشبوة والمهرة.
وعندما يدخل عامل الوقت تتبدل هذه المعادلة، فمنذ العام 2011 لم يعد الشماليون كما كانوا، بخلاف الصحوة الجنوبية، التي حققت مكاسب جنوبية بينما تراجع الشماليون في عقر دارهم. كما تمنح النتيجة السابقة فرصةً قويةً للحضارمة الجنوبيين وداعمهم الانتقالي الجنوبي في مواجهة الشماليين، لها تبعاتها من نزوح شمالي إلى مناطق جنوبية وحضرمية خصوصاً أدى إلى خلق واقع سكاني جديد، سيجعل الحضارمة أقلية أصيلة في مواجهة أغلبية نازحة مدعومة من خصومهم الإخوان. بتفسير آخر هم مواطنون في دولة اليمن التي ما زالت الغطاء الشرعي للبلاد.