الصحافة الجنوبية..

حرية التعبير والقول.. من الحريات الأساسية .. حقائق حول تاريخ الصحافة في عدن

رضية شمشير: "لا شك اننا في هذه اللحظة، ونحن على مشارف انعقاد المؤتمر الأول للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين.. علينا قراءة الواقع بروح من المسؤولية، وتسمية الأدوار بمسمياتها بعيداً الإساءة والتجريح".

الصحافية الجنوبية البارزة رضية شمشير وفي الخلف غلاف صحيفة فتاة الجزيرة - أرشيف

رضية شمشير
صحافية جنوبية بارزة، حصلت على بكالوريوس صحافة وإعلام من دولة الجزائر عام 1972، كما حصلت على دبلوم صحافة وإعلام من دولة المجر الشعبية عام 1980
عدن

 

  1. المقدمة: وصف مؤتمر الأمم المتحدة المنعقد 1948، والذي كرس لبحث حرية الاعلام ... وصف هذه الحرية بانها: إحدى الحريات الأساسية وإن الاعلام بكل وسائلة المختلفة المقروء والمسموعة والمرئية في العصر الراهن من أخطر الأسلحة التي لها تأثير وانعكاسات إيجابية وسلبية على الفرد والمجتمع.

    لقد شهد الاعلام والصحافة تطورات متسارعة، بات لها فنونها.. حرفيتها.. ادواتها المختلفة 

ومن هنا يأتي دور الاعلام في نشر قيم المشاركة، التي تتعلق بفن العمل الصحفي والإعلامي، لتجاوز الأدوار التقليدية والإعلامية والصحافية، سعيا لصياغة أجندة تتضمن الأولويات من التحديات على مختلف الأصعدة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا بهدف غرس مفاهيم ومضامين التغيير المنشود، والتي يمكن بثها ونشرها الى الجمهور من خلال وسائل الاعلام المختلفة.

ناهيكم ان وسائل التواصل الاجتماعي، باتت اليوم عنصرا أساسيا من العناصر التي قربت التواصل، والحوار، والتعارف، رغم البعد الجغرافي.. الى جانب ان وسائل التواصل الاجتماعي هذه لعبت دورا سلبيا في ترويج الاشاعات، والاساءة الى الكثير من المفاهيم والقيم الإنسانية والأخلاقية.

 

  1. المدخل: الحقيقة الساطعة التي لا غبار عليها، ان الاعلام سلاح ذو حدين، فهو اما ان يقدم المعلومة بمصداقية وشفافية تخدم قضايا الانسان، واما يقدمها بصوره مغايرة حتما تؤدي الى نتائج سلبية، وتؤثر بالغا في مختلف مناحي الحياة ... وهو واقع نعيشه راهنا، مدركين تمام الأدراك ان الاعلام لا يخدم قضايا التنمية والمطالب الحقوقية للإنسان..

بل ساهم هذا الاعلام المشوه الى عرقلة التقدم والتنمية في العديد من البلدان، وتحديداَ منظومة البلدان النامية.

 

يقول د. سليمان إبراهيم العسكري، رئيس تحرير مجلة العربي، إن الاعلام إعلام عصرنا في الالفية الثالثة، وبوسائطه الكثيرة، يستحسن ان يلقب بالإعلام الأصفر، فلم تعد الصحف وحدها هي الضوء، بل أصبح لدينا قنوات صفراء، إذاعات صفراء ومواقع الكترونية صفراء، فرق صفراء من الإعلاميين الذين أهانوا المهنة من اجل حفنة من المكاسب الانيه.

2-1: ان المتغيرات المتسارعة في المشهد السياسي الراهن الناجم عن نتائج الحرب الظالمة التي اندلعت مارس 2015، وتدخل عامها التاسع  في مارس 2023، أحدثت شرخاً عميقاً في العديد من جوانب  حياتنا المادية والمعنوية، لا يمكن تجاوزها الا بالجهود الدؤوبة من قبل كل فئات المجتمع لتجاوز هذه المحنة الإنسانية التي  ستعاني منها اجيالنا القادمة في الجنوب ...كما إنني اشعر إنه بمقدور شبابنا وشباتنا تجاوز التشوية في القيم والمفاهيم بصلابة ومثابرة  لإعادة صياغة الواقع الجديد والمنشود الذي نواة بذرته الأولى الحراك السلمي الجنوبي (7/7/2007) ...... 

2-2 ان الاعلام رسالة إنسانية إذا أمكن من توجيه الرسالة الى القاري / المشاهد/ المستمع /المتابع ..... بتطلب الاختصاص الجدي والتقنية المتطورة المتنامية....

الذي ينبغي ان يكون له دور في حياة الانسان / ورسالة الصحفي والإعلامي التي تكون دوما ذات طبيعة في الغالب سياسية، الى جانب ارتباطها بالشأن العام ... كلما أزداد ارتباطها بالمجتمع، كلما أشعت افاق مجالات الابتكار

 

  1. حقائق تاريخية حول الصحافة في عدن:

3-1: شهد عقد الثلاثينيات من القرن الماضي بروز النوادي الثقافية والرياضية في عدن الذي انعكس بدوره على مجمل النشاط الثقافي في انشاء الصحف الإخبارية والثقافية والدينية..

حيث صدرت اول صحيفة في الجزيرة العربية والخليج (فتاة الجزيرة) لمؤسسها الراحل محمد علي لقمان، تلتها إصدارات صحفية متعددة وفي سنوات تراوحت بين منتصف عقد الأربعينات الى ما قبل الاستقلال العظيم في 30 /نوفمبر/1967 ...على سبيل المثال:

1-النهضة 2- اليقظة 3- الأيام 4- الريكورد 5- المستقبل 6- العامل 7- البعث 

 

3-2: خلال الفترة (1945-1965) لعبت الصحافة دورا هاما في تناول قضايا ذات الصلة بالمرأة في العمل، الى جانب تناول الكثير من القضايا ذات الصلة بالمرأة، الى جانب مواضيع سياسية واجتماعية..

مجلة (فتاة شمسان) لصاحبتها ورئيس تحريرها الفقيدة ماهية نجيب، حيث صدر العدد الأول لها في عام 1962.. وقياسيا، فهي كانت المجلة النسائية الأولى التي صدرت على صعيد الجزيرة والخليج 

 3-3: عدن حاضرة المدن الجنوبية، عرفت تأسيس أول إذاعة في الإقليم والجزيرة والخليج (1952) وأول قناة تلفزيونية (1968).. وكل الكفاءات والقدرات الإعلامية في الإذاعة والتلفزيون من أبناء عدن والجنوب..

حيث احتلت المرأة مكانتها ودورها كمذيعة /مهندسة صوت / معدة برامج /محرر اخبار في وكالة انباء عدن.. الى جانب صدور صحيفة (14 أكتوبر يناير 1968) التي بصدورها عكست نشاط الدولة الفتية التي نالت الاستقلال في 30 نوفمبر، بل تجاوز هذا النشاط الإعلامي لصحيفة (14 أكتوبر) الى تسليط الأضواء على صعيد مجريات الاحداث والتطورات في عدن والمحافظات الجنوبية

3-4: الاعلاميات الرائدات في مجال الصحافة المرئية والمسموعة:

  1. عديلة بيومي اول مذيعة في عدن، إبان تأسيس الإذاعة (1952) تولت أعداد وتقديم برامج الأطفال قراءة والنشرة.
  2. رضية إحسان الله عمر سكرتيرة تحرير صحيفة (العامل) الصادرة 1952م ...
  3. فوزيه عمر، مذيعة في إذاعة عدن من (1961)، وتعتبر اول مذيعة تم تعينها رسميا في الإذاعة.. ومن اهم برامجها (مع المستمعين) وبرنامج (30 فنان في ليالي رمضان 1965) وبرنامج ما يطلبه المستمعون.
  4. فوزية غانم معدة ومقدمة برامج المرأة، والبرامج الاجتماعية منذ تأسيس تلفزيون عدن 1962
  5. أسمهان بركات، بدأت مشوارها في الإذاعة (1964) كعاملة هاتف (أوبريتر) (1964 - 1966)، تحولت لاحقا إلى العمل كضابطة صوت.
  6. السيدة ماهية نجيب، التحقت بالعمل الإذاعي في (1959) كمعدة للبرنامج اليومي الصباحي (ركن ربات البيوت) مع مدام ماري الى جانب إعدادها لبرنامج التلفزيون (ركن المرأة)
  7. إحسان جرجرة، محررة في مجلة (فتاة شمسان) منذ صدورها 1962م
  8. عديلة إبراهيم، مذيعة أخبار تلفزيونية (قراءة نشرة)
  9. زينب عبد الرحمن، قراءة نشرة ومذيعة ربط تلفزيون عدن
  10. أمينة زكريا أول مخرجة تلفزيونية
  11. عائدة صالح عبد اللاه أول مهندسة مونتاج في تلفزيون عدن
  12. فوزية باسودان مذيعة وقراءة نشرة تلفزيونية
  13. نبيهة محسن (ماما نبيهة) برامج الأطفال معدة ومقدمة
  14. نجيبة محمود حداد
  15. نبيلة حمود
  16. صفية لقمان
  17. أمل بلجون
  18. سميرة أحمد
  19. كاميليا مخرجة تلفزيونية

والقائمة طويلة

كما تجد الإشارة إلى أن هناك برامج تلفزيونية كانت من البرامج الاسبوعية التي حظيت بالتقدير لعل أبرزها:

1.       برنامج سهرة التلفزيون

2.       فتجان شاي

3.       عالم الثقافة 

4.       لقاء الأسبوع

5.       برنامج الأسرة والمجتمع

حيث كان للأختين نور باعباد كسكرتيرة للدائرة الإعلامية في الاتحاد العام لنساء اليمن، الاعداد والتقديم لبرنامج الاسرة والمجتمع خلال الفترة (1977 - 1980)

كما كان لكاتبة المداخلة مساهمات في إعداد وتقديم فقرات في عالم الثقافة / فنجان شاي /بعد انسحاب الفقيد فضل النقيب من تقديم البرنامج.. كما تولت الإعداد والتقديم لفقرات برنامج الأسرة والمجتمع خلال الفترة (1983 - 1988)..

وكما تمت الإشادة لأعلاه، القائمة طويلة.. وأجدها فرصة مناسبة ونحن على مشارف انعقاد المؤتمر الأول (التأسيس) للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين أن يجري تكريم هذه الكوكبة الرعيل من الإعلاميات الأول.

 

3-5 : ان تغييب الحقائق التاريخية أمر له ودلالته وعملية الاقصاء والتهميش....

الحقيقة المائلة امامنا تقول: "صدر العدد الأول من مجلة نساء اليمن مارس (1975) ,تضمن العدد (صفر) لتغطية شاملة كرست بمناسبة مرور عام على صدور (قانون الاسرة)..

  1. الخاتمة:

 الاعلام والصحافة من المهن، التي شهدت تطورات متعددة، خلال العقدين الماضيين من الالفة الثالثة حيث تميز التطور خلال هذين العقدين بالعديد من القضايا ذات الصلة بالديمقراطية لمفهوم يتعلق بحقوق الانسان. ولعل ما شهدة الوطن العربي من (ثورة الربيع العربي) لعبت دورا رئيسيا في افساح المجال واسعا امام المرأة لتبرز كصوت قلم/ محلل سياسي/ قارئ نشرة/التغطية للأحداث.. ولعل ما حدث من اغتيال للصحفية (شيرين أبو عاقلة) وهي تنقل بالصوت والصورة الانتفاضة الفلسطينية خير دليل على الدور الإعلامي المتميز للمرأة..

وهيهات هيهات، حيث جاء (الربيع العربي) لاحقا بمعطيات مؤلمة ومأساوية..

يقال ان الاعلام والعمل الصحفي تحديدا هي مهنة البحث عن المتاعب فهي تقود في أحاديث كثيرة الى قفص الاتهام، والوقوف امام القاضي كمتهم ...ولنا في الشهيد الإعلامي الصحفي (هشام باشراحيل) النموذج الذي ظل حاضرا في المشهد. ولعل ما تعرض له الزميل (عيدروس باحشوان) لتناوله معلومة حقيقية واقعية لتدهور الوضع البيئي في مديرية المنصورة خير شاهد على الوسائل القمعية الممارسة لإسكات الصوت..

اختتم القول ماذا بعد تحرير عدن وبعض المحافظات الجنوبية للحرب التي شهدتها الجنوب 2015...

يمكن القول ان تعيين الزميلة (نادرة عبد القدوس) رئيسا لتحرير صحيفة (14 أكتوبر) حمل الكثير من الرسائل أهمها حق المرأة في تبوا مواقع صنع واتخاذ القرار.. الا ان القرار لاحقا تميزها بالتصنيف الوظيفي.

تحملت المرأة الصحفية خلال الفترة (1984-1974) منصب سكرتير تحرير مجلة الثقافة الجديدة) وهي مجلة سياسية فكرية اقتصادية ثقافية. حظيت ان تكون في مصاف المجلات الشهرية العربية (قضايا العصر/الطريق/مواقف الثقافة الجديدة العراقية)..

6-وتعرضت لنفس موقف زميلتها نادرة عبد القدوس، بقرار في الغاء التعيين، وتعيين رجل في منصب سكرتير تحرير مجلة (الثقافة الجديدة)

(فن الكاريكاتير) رسالة إعلامية راقية.. غابت عن الصحافة؟؟  أتمنى ان تعود فهي ابلغ من كل مقال..