ثلاثة أهداف مقابل هدفين..

المنتخب العراقي يفوز على نظيره العُماني في نهائي بطولة "خليجي 25"

المنتخب العماني بدأ رحلته في خليجي 25 الذي استضافته البصرة جنوب البلاد من 6 إلى 19 يناير 2023 في المجموعة الأولى بتعادل سلبي أمام العراق

كأس الخليج 25 تقام في البصرة العراقية

بغداد

فاز المنتخب العراقي بلقب كأس الخليج العربي لكرة القدم في نسختها رقم 25 في مدينة البصرة، وذلك عقب فوز مثير على نظيره العماني 3 – 2 في المباراة النهائية للبطولة.

وتقدم المنتخب العراقي في الدقيقة 24 عن طريق إبراهيم بايش، قبل أن يدرك صالح اليحيائي التعادل للمنتخب العماني في الدقيقة الثامنة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الثاني من ضربة جزاء.

وبعد انتهاء المباراة بالتعادل، لعب الفريقان شوطين إضافيين مدتهما ثلاثون دقيقة. وفي الدقيقة 114 في الشوط الإضافي الثاني سجل أمجد عطوان الهدف الثاني للمنتخب العراقي من ضربة جزاء، لكن عمر المالكي أدرك التعادل للمنتخب العماني في الدقيقة 119.

وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني سجل مناف يونس الهدف الثالث للمنتخب العراقي.

وشهدت المباراة تصدي جلال حسن حارس مرمى العراق لضربة جزاء من جميل اليحمدي لاعب المنتخب العماني في الدقيقة 82.

وتأهل العراق إلى المباراة النهائية بعد فوزه العصيب على منتخب قطر 2 – 1 أمام أكثر من 65 ألف متفرج في نصف النهائي، فيما جاء تأهل عمان على حساب حاملة اللقب البحرين 1 – 0.

وبلغ العراق المربع الأخير بعد أن تصدر المجموعة الأولى بفارق الأهداف عن عمان بفوزه على السعودية 2 – 0 واكتساحه لليمن بخماسية نظيفة.

وقال الإسباني خيسوس كاساس مدرب العراق خلال المؤتمر الصحفي الأربعاء “المباراة الأولى كانت مغلقة وسنحاول صنع الخطورة في اللقاء النهائي ولا أستطيع الإفصاح عن كيفية صنع الخطورة. عمان منذ فترة مع المدرب ذاته ولاعبوها حققوا نتائج جيدة”.

من جهته أكد لاعب المنتخب العراقي أمجد عطوان أنه في حال الفوز “سنهدي اللقب إلى ضحايا الناصرية، وأتمنى عدم الاحتفال بشكل مفرط”، في إشارة إلى وفاة مشجعين الاثنين نتيجة اصطدام حافلة كانت تقلهم بشاحنة على طريق دولي بين الناصرية والبصرة، فيما كانوا متوجهين لمشاهدة المباراة ضد قطر.

وكان المدير الفني لمنتخب عمان الكرواتي برانكو إيفانكوفيتيش قال “أنا فخور بالوصول إلى المباراة النهائية. متشوقون لأن نلعب أمام 65 ألف متفرج. المنتخب العراقي قوي على أرضه ويحظى بدعم جماهيري كبير مع مدرب جديد، ننتظر مباراة صعبة جدا ولديّ ثقة باللاعبين”.

وأردف “شعرنا بكرم العراقيين، وحفاوة استقبالهم واللعب أمام الجمهور متعة، من حقهم دعم منتخبهم، وتواجدهم سيحفز لاعبينا”.

بدأ المنتخب العماني رحلته في خليجي 25 الذي استضافته البصرة جنوب البلاد من 6 إلى 19 يناير 2023 في المجموعة الأولى بتعادل سلبي أمام العراق، ثم حقق فوزًا صعبًا على اليمن 3 – 2 في مباراته الثانية في دور المجموعات الذي اختتمه بفوز ثمين على السعودية 2 – 1.

واعتبر إيفانكوفيتيش “المنتخب العماني هو الأفضل ودائما يبقى الأفضل، مع احترامي للمنتخب العراقي وبقية المنتخبات”.

وأكد رئيس اتحاد كأس الخليج العربي، رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أن العراق نجح في تنظيم بطولة مميزة لخليجي 25، والتي اختتمت الخميس بلقاء منتخبي العراق وعمان في ملعب البصرة الدولي.

وجاء ذلك في الاجتماع الذي عقد الأربعاء، لاتحاد كأس الخليج، حيث منح درجة 10 من 10 من حيث الحُضور الجماهيري، و7 من 10 من الناحية التنظيميّة.

وكشف الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني النقابَ عن أن الاتحاد الخليجي سيدعم العراقَ لاستضافة البطولات مستقبلا. وبيّن أن “الاتحاد الخليجي سيضمن تواجدا غفيرا للجماهير العراقيّة في بطولات الخليج المُقبلة”.

دعم جماهيري

شكرَ آل ثاني “جميع اللجان التي ساهمت في تنظيم نسخة مثالية في خليجي 25”. وأضاف “الاتحاد العراقي بذل جهودا رائعةً في استضافة البُطولة، ودعم الحكومتين المحلية والاتحاديّة كان واضحا ومميزا”.

وحث رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني الجماهير على تقديم العون للقوات الأمنية والجهات الأخرى لإظهار نهائي كأس الخليج العربي بأجمل وجه.

وقال السوداني، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر “أهلنا في البصرة الفيحاء، وفي كل مدن العراق، بفضل طيبتكم وكرمكم وصبركم، عكستم الصورة المشرقة والناصعة لوجه العراقيين الأباة”.

وأضاف “لقد ساهمتم طيلة الأيام الماضية بتمثيل بلدنا العزيز خير تمثيل وبشكل يليق بتاريخه ومكانته بين الأمم”.

وخاطب رئيس الحكومة العراقية أهالي محافظة البصرة “نأمل منكم ذلك الحرص، وتلك الروح الوطنية العالية وتقديم العون والمؤازرة لكل إخوتكم في الجهات المعنية لإظهار نهائي بطولة خليجي 25 بأجمل وجه”.

وكان مصدر طبي عراقي أفاد بتسجيل حالة وفاة و60 إصابة بين المشجعين نتيجة التدافع بمحيط ملعب جذع النخلة في البصرة 550 كمترا جنوبي العراق، مشيرا إلى أن “هناك حالات حرجة بين المصابين”. وشهد ملعب جذع النخلة، تدفقا جماهيريا غير مسبوق ضم عشرات الآلاف من العراقيين اكتظت بهم الشوارع ومحيط الملعب. وعقد السوداني، فور وصوله إلى البصرة، اجتماعا عاجلا مع عدد من الوزراء والمحافظ، وفق بيان للحكومة العراقية.

وكانت قيادة عمليات البصرة أعلنت نشر الآلاف من القوات الأمنية ووضعها تحت حالة الإنذار القصوى لتأمين الحماية للجماهير الغفيرة.

كما أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم فتح جميع الملاعب العراقية وتجهيزها بشاشات عملاقة لاستقبال الجمهور كما تم نشر أكثر من 20 شاشة عملاقة في الشوارع والساحات لاستيعاب الجماهير ومشاهدة نهائي كأس الخليج العربي.

رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم يؤكد أن نجاح العراق في تنظيم خليجي 25 سيحسب للجميع دون استثناء

وأعلنت اللجنة الأمنية الخاصة ببطولة الخليج العربي بنسختها 25، صباح الخميس، عن وضع خطة محكمة للسيطرة على تدفق الجمهور، مشيرة إلى تخصيص البوابة رقم 3 للجماهير العمانية مع تأمين باصات تقلهم داخل الملعب، فيما وصفت الإقبال الجماهيري بأنه “مهول بشكل لا يصدق”.

وقالت اللجنة في بيان صحافي “إن اجتماعا انتهى مع القادة الأمنيين بكافة فصائلهم عقد في البصرة، وتم اتخاذ كل الاحترازات الأمنية الخاصة بمباراة الختام”.

وأضافت “الاجتماع ناقش السيطرة على الجانب التنظيمي وتدفق الجمهور الغزير الذي قدم من المحافظات العراقية وسلطنة عمان”. وأوضحت “الإقبال الجماهيري بات مهولا بشكل لا يصدق ومن كل محافظات العراق، ولا بد من وضع خطة محكمة للحد من خرق انسيابية دخول الجماهير الغفيرة للملعب الذي يستوعب 60 ألف متفرج فقط” .

ودعت اللجنة في ختام بيانها الجمهور العراقي إلى عدم إرباك العملية الأمنية، وعدم الحضور إلى الملعب ما لم يمتلك الشخص تذكرة رسمية وعدم شراء التذاكر من الأماكن غير المخصصة، كما تم توفير شاشات عملاقة قرب الملعب لنقل المباراة وأخرى موزعة في مدينة البصرة مطالبة من الجماهير التعاون ولدينا ثقة عالية بجمهورنا الكريم الذي ساهم بشكل فاعل في إنجاح البطولة”.

مسؤولية كبيرة

أكد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال وهو رئيس اللجنة المنظمة لبطولة كأس الخليج العربي أيضا أن نجاح العراق في تنظيم خليجي 25 سيحسب للجميع دون استثناء.

واعتبر أن خليجي 25 ستحمّل العراق مسؤولية كبرى مستقبلا في ضرورة أن يكون دائما على قدر التحدي، وفي نفس الوقت ستحمل الدولة التي تستضيف النسخة المقبلة من البطولة مسؤوليات مضاعفة بحيث لا يقل مستوى إبهار البطولة وحفل الافتتاح عمّا قدمه العراق في هذه النسخة.

وتمنى درجال ألا يقتصر النجاح في خليجي 25 على الجوانب التنظيمية والاحتفالية فقط، وأن يمتد إلى الصعيد الفني ويظهر أثره في المباريات، وقال ” نتمنى أن نرى المنتخبات الخليجية تسير على نهج التطور وتواكب المستويات العالمية كرويا”.

وقتل ثلاثة أشخاص نتيجة تدافع بين مشجعين تجمعوا منذ الصباح الباكر أمام ملعب جذع النخلة في البصرة لمشاهدة المباراة النهائية لكأس الخليج، بحسب مصدر طبي.

وأوضح المصدر أن العشرات أصيبوا أيضا بعد تدافع آلاف المشجعين الذين لا يحملون بطاقات ويريدون مشاهدة المباراة التي تنطلق عند الساعة السابعة مساءً (16:00 بتوقيت غرينتش).

وأكد مصدر في وزارة الداخلية أن "سبب التدافع قدوم أعداد كبيرة من المشجعين خصوصاً الأشخاص الذين لا يمتلكون بطاقة".

وأضاف أن المشجعين "تجمهروا منذ الصباح وحاولوا الدخول"، ما أدى إلى الاكتظاظ أمام أبواب الملعب وحصول تدافع.

ودعت الداخلية المواطنين إلى الالتزام بالتنظيم والتعليمات الصادرة من القوات الأمنية.

وقال مدير الإعلام والعلاقات العامة في الوزارة اللواء سعد معن، في بيان إن "على المواطنين المتواجدين في البصرة، عدم التوجه إلى الملعب مالم يكن لديكم تذاكر خاصة بالمباراة".

وأضاف أن "أعداد الجماهير كبيرة جداً، ولا نريد أن تكون هنالك حالات اختناق، ويكون الضغط بشكل مضاعف على القوات الأمنية".

ودعت قيادة الجيش العراقي العراقيين في بيان إلى "الالتزام بالتعليمات والتوجيهات الخاصة بنهائي بطولة الخليج في نسختها الخامسة والعشرين"، وذلك "من أجل إتمام هذا العرس الكروي بشكل حضاري يليق بتاريخ العراق".

وقالت وكالة الأنباء العراقية إن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وصل إلى البصرة، للإشراف على تحضيرات نهائي خليجي 25.

وكان السوداني دعا في تغريدة عبر تويتر أهالي البصرة، إلى "تقديم العون والمؤازرة لكل إخوتكم في الجهات المعنية".

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور تظهر تجمّع الآلاف من الأشخاص في محيط الملعب.

ويتطلع الكثير من العراقيين إلى هذه المباراة النهائية لكأس الخليج الخامس والعشرين، وهي بطولة يستقبلها العراق على أرضه للمرة الأولى منذ أكثر من 40 عاماً، مرّ خلالها بالعديد من الحروب والنزاعات.

وإذا فاز العراق في هذه المباراة، سيكون ذلك اللقب الرابع في تاريخه والأول منذ ما يقارب 35 عاماً.

تضمّ البطولة 8 دول، هي العراق والكويت وعمان والسعودية والبحرين وقطر واليمن والإمارات.

لكن مشاكل في التنظيم ظهرت منذ افتتاح البطولة قبل أسبوعين، إذ لم يتمكن صحافيون وآلاف المشجعين من حاملي البطاقات، من الدخول إلى الملعب، بدون أسباب واضحة.

وأعرب حينها الاتحاد العراقي لكرة القدم عن "أسفه الشديد لمشاهد التدافع الجماهيريّ التي حدثت أمام الملعبِ وداخل المقصورةِ الرئيسية".

ومنذ أسبوعين، بدأت مدينة البصرة باستقبال الآلاف من المشجعين العرب الذين توافدوا إلى هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب العراق.

ويشهد العراق أحياناً حوادث مماثلة، كان آخرها حادث التدافع الذي حصل في كربلاء أثناء ذكرى عاشوراء في العام 2019، والتي يشارك فيها ملايين المسلمين الشيعة من العراق ومن دول مجاورة، وقتل فيه 31 شخصاً.