"مذكرات ورسائل"..

رسائل الشاعرة مايا أنجلو الى كل نساء العالم (قراءة في كتاب)

الكتاب عبارة عن مذكرات ورسائل للكاتبة الى جميع النساء في العالم،  فتستهل المقدمة بخطاب عنوانه ( الى ابنتي العزيزة ) لتوضح فيما بعد ان الهدف من توثيق سيرتها الذاتية وتجاربها الحياتية على الورق

الكاتبة رند علي الأسود وغلاف الشاعرة مايا أنجلو - مركبة

رند علي الأسود
صحافية عراقية حاصلة على البكالوريوس من قسم التاريخ في كلية المأمون الجامعة وتعمل حالياً في مؤسسة المدى للثقافة والفنون .. تكتب لدى صحيفة اليوم الثامن
عدن

من اهم سمات السير الذاتية إنها تقوم دائماً على تلخيص تجربة حقيقية اختبرها الكاتب في حياته وهذا مايجعل لها اقبالاً واسعاً عند القراء ، ففي الآونة الأخيرة خصصت دور النشر مساحات كبيرة من إصداراتها لهذا النوع من الأدب إما بعض الجامعات فقد وضعت بين مناهجها الدراسية كتب السير الذاتية لأهم الكتاب والشعراء والمؤثرين مثل مؤلفات الكاتبة والشاعرة الأمريكية مايا إنجلو  التي يتم تدريس كافة أعمالها في مختلف المدارس والجامعات في الولايات المتحدة. 

هل كانت تعلم مارجريت آن جونسون ( الشهيرة بمايا انجلو) والمولودة عام 1928 م ، في سانت لويس التي عاشت حياةً مليئة بالعقبات إنها ستدخل عالم الشهرة والابداع من اوسع ابوابه وستحصل على عشرات الجوائز العالمية واكثر من ثلاثين شهادة دكتوراه فخرية. 

بمسيرة ابداعية لأكثر من 50 عاماً مابين الشعر والكتابة والغناء والتمثيل والإخراج كان لكتب السير الذاتية النصيب الأكبر بين أعمال مايا أنجلو ومن بين  اهم الكتب التي سجلت  فيها صاحبة قلب امرأة تجاربها الشخصية هو ( رسالة الى ابنتي) الصادر حديثاً عن ( منشورات جدل) في الكويت بترجمة منير عليمي. 

الكتاب عبارة عن مذكرات ورسائل للكاتبة الى جميع النساء في العالم،  فتستهل المقدمة بخطاب عنوانه ( الى ابنتي العزيزة ) لتوضح فيما بعد ان الهدف من توثيق سيرتها الذاتية وتجاربها الحياتية على الورق هو الدروس والعبر المستقاة منها والتي شكلت وعيها. 

( انجبت طفلاً ذكراً ، لكن ، كان لدي آلاف البنات . انتِ بيضاء وسوداء ، يهودية ومسلمة، آسيوية ، ناطقة بالإسبانية ، امريكية أصلية وألوت. بدينة ونحيفة وجميلة وعادية، مثلية وسوية، متعلمة وغير متعلمة. أنا اكتب الى جميع الفتيات وأتحدث إليهن جميعاً فيكِ) 

تكتب أنجلو في الفصل الأول عن نشأتها  في ستامبز فمثل جميع الامريكين من اصل افريقي عانت من التفرقة العنصرية آنذاك فتقول ( من دون معرفة السبب بالضبط ، لم اصدق أنني كنت ادنى من اي شخص بإستثناء شخص واحد ، ربما كان أخي. كنت اعلم إنني ذكية لكنني كنت اعلم ان بيلي كان اذكى).

و عن مفهوم الوطن بالنسبة لها فتقول ( قد نتصرف بأسلوب معاصر له ابعاده الكونية ، ولكنني اعتقد أن شعورنا بالأمان يتحقق عندما نغوص في ذواتنا ونعثر على الوطن وهو المكان الذي لنا علاقة به وربما المكان الوحيد الذي ننتمي إليه)

كانت مايا شديدة التعلق بجدتها التي نشأت في منزلها بعد طلاق والديها، وكذلك والدتها التي بدأت بالعيش معها في عامها الثالث عشر لتتعلم منهما اهم صفة وهي ( العطاء) سواء بالكلمة الطيبة او العمل الخيري من اهم سمات الإنسانية. 

تزوجت صاحبة اطفال الرب مرتان وانجبت ابنها الوحيد عندما كانت تبلغ من العمر (16عام) من علاقة مع احد زملائها ورغم إنها تعترف بتسرعها في هذه العلاقة الا انها احبت شعور الأمومة فتقول:  ( تعلمت ان احب ابني دون ان ارغب في امتلاكه وتعلمت كيف اعلمه ان يعلم نفسه).

ناقشت مايا انجلو في كتابها العديد من المواضيع مثل الإيمان و الإمتنان والصداقة والعنف والبذاءة والإستقلالية وتطرقت في اكثر من فصل الى مشكلة العنصرية ضد الإمريكيين السود فذكرت بعض الابيات للشاعرة ( ماري ايفانز) تقول في مطلعها 

انا امرأة ببشرة سوداء 

طويلة مثل شجرة السرو 

قوية واتعدى كل المفاهيم 

مازلت اواجه المكان والزمان والظروف 

منيعة 

ومحصنة 

انظروا إلي 

بنظرة جديد 

كانت صاحبة الأغنية الصاعدة ومازالت من اهم الكاتبات اللاتي أثرن في ملايين القراء حول العالم ،  فحلصت على العديد من الجوائز نظير أعمالها الأدبية الخالدة ، و التي منها جائزة الكتاب الوطني عن كتاب ” أعرف لماذا يغرد الطائر الحبيس” ، و جائزة بوليتزر عن الديوان الشعري ” أعطني كوب ماء بارد قبل أن أموت” ، و جائزة توني عن دورها في مسرحية ” فلننظر بعيدًا” ، كما حصلت على ثلاث جوائز غرامي عن ألبوماتها الصوتية ، و في عام 2000م حصلت على الميدالية الوطنية للفنون ، و في عام 2008م حصلت على وسام لينكولن ، وقال عنها الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون بعد وفاتها "كانت من اهم الاصوات واقواها في العالم".