"تفاصيل حصرية عن لقاءات فندق "إيلاف غاليريا بجدة"..

المملكة العربية السعودية تمضي بإجراءات توقيع اتفاق مع الحوثيين بعيداً عن الجنوب

"يتضمن الاتفاق المعتزم ابرامه بين الأذرع الإيرانية والمملكة العربية السعودية، ان تلغي الأخير فكرة إنشاء جدار عازل على الحدود، مقابل التزام الحوثيين بمنع كل أنواع التهريب"

القيادي في ميليشيات الحوثي يحيى الرزامي خلال تأدية مناسك الحج في مكة المكرمة - أرشيف

صنعاء

  وسط حراسات أمنية مشددة، ظهر اللواء يحيى الرزامي – أحد ابرز قادة الحوثيين والمطلوب على قوائم الإرهاب السعودية – يؤدي مناسك الحج للعام 1444هـ، وبعد الانتهاء انتقل الى مقر اقامته في "فندق إيلاف غاليريا"؛ أحد اضخم الفنادق في المملكة العربية السعودية.

في "إيلاف غاليريا"، يصحى الرزامي باكرا، يتناول القهوة العربية ثم يذهب إلى حوض الاستحمام العميق، يذهب عقب ذلك إلى مركز اللياقة البدنية، وعند الـ11 ظهر يبدأ استقبال المسؤولين السعوديين، الذين يخصصون أحدى قاعات الفندق الـ12 لعقد اجتماعات مطولة منقولة عبر تقنية الاتصال المرئي او هكذا يتم توثيقها.

قبل بدء الاجتماع تظهر الابتسامات والضحكات، لنحو عشرة مجتمعين في قاعة تتسع لـ50 شخصا على الأقل، يظهر الرزامي بزيه اليمني، فيما يظهر المسؤولون السعوديون بزيهم الرسمي.

حالة من الهدوء الا من أصوات حركة الكراسي في محيط الطاولة يتم استعراض بعض الأوراق ينهمك الجميع في القراءة ثم يتم تبادل الحديث بأصوات منخفضة، ثم ينفض الاجتماع بالسلام.

يعود الرزامي الى جناحه الفاخر، وفي الصالة يجد وجبة الغذاء جاهزة باللحوم الطرية ممزوجة بالأرز، والمعروفة في الأوساط السعودية بـ"الكبسة".

استمر هذا الوضع لأسابيع، قبل ان يغادر الرزامي على متن طائرة يمنية إلى صنعاء، وهناك جرى استقباله والوفد المرافق له بصورة رسمية.

قالت مصادر يمنية لـ(اليوم الثامن):"إن زيارة الرزامي كانت بطلب من المملكة العربية السعودية لبحث بعض الملفات الأمنية، خاصة فيما يتعلق بالحدود اليمنية السعودية".. مشيرة الى ان المسؤول الحوثي أعلن استعداد الحركة الحوثية حماية الحدود اليمنية السعودية، ومنع كل اشكال التهريب، على ان يكون أمن السعودية خط أحمر بالنسبة للحوثيين في صنعاء.

وأكدت المصادر "أن الحوثيين اشترطوا على السعودية استمرار ارسال الأموال التي كانت ترسلها لقبائل حاشد وبكيل، وهو ما أكد عليه المسؤولون السعوديون بأن الأموال لا تزال تدفع للقبائل اليمنية، الأمر الذي اضطر الحوثيين الى سحب صفة شيخ قبائل حاشد من أولاد الأحمر وتعيين زعيما قبليا مواليا للجماعة على رأس قبائل حاشد التي أصبحت تدين بالولاء للمشروع الحوثي.

وذكرت المصادر انها ليست المرة الأولى التي يدخل فيها وفد حوثي المملكة العربية السعودية بل دخلت العديد من الوفود الحوثية، لكن هذه المرة الوضع مختلف، بطهران يبدو انها قد أصبحت تلعب دور الوسيط بين الحركة الحوثية والرياض، وهو ما يشير إليه تخليص الحركة للقبيلة اليمنية من سيطرة أولاد عبدالله بن حسين الأحمر لنحو نصف قرن، بتعيين أمين عاطف شيخا قبليا لأكبر القبائل الزيدية.

من ناحية أخرى، علمت صحيفة اليوم الثامن من مصادر يمنية رفيعة إن وفدا من الأذرع الإيرانية في اليمن، يعتزم زيارة العاصمة السعودية الرياض، بدلا من ان كان مقرر ان يذهب وفد سعودي برئاسة السفير محمد سعيد ال جابر إلى صنعاء، لاستكمال ما اسمته المصادر "اتفاق حوثي سعودي"، بعيدا عن الجنوب الذي يواجه مشاريع تقسيمية خطيرة، تديرها الرياض، بمعزل عن التفاهمات مع إيران وأذرعها اليمنية.

وقال مصدر دبلوماسي يمني لصحيفة اليوم الثامن إن الأذرع الإيرانية في اليمن تعتزم ارسال وفد برئاسة القيادي حسين العزي، لعقد لقاءات مكثفة بحضور مسؤولين إيرانيين، والهدف التوصل الى تسوية سياسية عاجلة قبيل الحل الشامل الذي يجري التحضير له، ولكن بعد ان تحصل السعودية على ضمانات كافية من الحوثيين".

وقال مصدر يمني وثيق الاطلاع في صنعاء لصحيفة اليوم الثامن إن اللقاء الذي جمع سفير السعودية ال جابر مع رئيس الحوثيين مهدي المشاط، قدم الأخير وعودا للسفير السعودي تضمن تأمين كامل للحدود اليمنية السعودية من طرف الحوثيين، بما في ذلك منع تهريب المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات والأسلحة للملكة العربية السعودية، دون حاجة الرياض الى بناء جدار عازل قد يكلفها المليارات.

وفي مارس/ آذار الماضي، أعلنت السعودية عن اعتزامها بناء جدار عازل بطول 900 كيلو متر كشفت مصادر إعلامية تفاصيل الجدار العازل الذي تعتزم السعودية بناءه بينها وبين اليمن عقب الاتفاق على إنهاء الحرب مع جماعة أنصار الله الحوثيين.

وذكرت المصادر أن المملكة العربية السعودية تعتزم بناء جدار عازل بطول 900 كيلو متر بطول حدودها مع اليمن، يحتوي على أبراج أمنية ورادارات ومهابط لطائرات الهيلوكوبتر مع أجهزة إنذار وكاميرات حرارية.

الإعلان السعودي جاء في اعقاب تعنت الحوثيين خلال مفاوضات رعتها سلطنة عمان في العاصمة مسقط، وضمت سفير السعودية محمد ال جابر ومتحدث الحوثيين محمد عبدالسلام فليتة، لكن محمد ال جابر، سافر الى صنعاء في مناسبتين منفصلتين، في تأكيد على رغبة بلاده التوصل الى تسوية، وهو ما عزز ذلك تطبيع العلاقات بين طهران والرياض في العاشر من مارس/ آذار الماضي.

وقال مصدر يمني في صنعاء إن المشاط عقد اجتماعا مع مسؤولي وسائل إعلام صنعاء الرسمية والأهلية، وأطلعهم على مستقبل التفاوض مع السعوديين، مؤكدا لهم ان التفاوض وصل الى مرحلة متقدمة، وان هناك تباينات حول بعض التفاصيل، لكن هناك موافقة مبدئية من السعوديين على ان يتم دفع ما نسبته 85 % من إيرادات موارد النفط إلى خزينة البنك المركزي في صنعاء، وإلغاء البنك المركزي في عدن واعتباره كفرع المركزي في صنعاء.

واعتبرت مصادر يمنية، وصول الإعلان عن وصول وفد حوثي مرتقب إلى العاصمة السعودية الرياض، يعد بمثابة التوصل الى صيغة نهائية للاتفاق؛ في إشارة الى ان هناك زيارات سرية لم يتم الإعلان عنها خلال الفترة الماضية.

السعودية التي أنشئت كيانات مناطقية في الجنوب، تسعى لحصول الحوثيين على نسبة 85 % في من الموارد، الأمر الذي فتح المجال الى العديد من التأويلات بشأن مستقبل العلاقة مع الجنوبيين، الذين يصفهم الإعلام السعودية، بالشيوعية والماركسية.

ورفض مصدر مقرب من رشاد العليمي الحديث عن بأي معلومات بشأن مستقبل مجلس القيادة الرئاسي الذي أصبح يدير الأمور من بلد شقيق وجار.