المجلس الانتقالي الجنوبي ينعي العميد "عبداللطيف السيد"..

جهود مكافحة الإرهاب في الجنوب.. موقف "السعودية" لا يزال يثير تساؤلات الصحافة

سخر مدونون سعوديون من العملية الإرهابية التي استهدفت العميد عبداللطيف السيد، حيث ذهب المدون السعودي علي عرشي الى التشفي في عملية استهداف الذي زعم بشكل ساخر ان الرئيس الأمريكي جون بايدن قد خسر واحد من قادة مكافحة الإرهاب

العميد عبداللطيف السيد وقيادات عسكرية إخوانية موالية للسعودية في صحراء شبوة - مركبة

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن
القاهرة

أعلنت قوات الحزام الأمني (عملية سيوف حوس)، -الخميس- استشهاد القائد العميد عبداللطيف بافقيه (السيد) ، وزعيم قبلي بالإضافة الى ضابط وثلاثة جنود، اثر عملية إرهابية، قال تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية انه يقف خلفها، وذلك في رابع أيام العملية العسكرية التي أطلقت لتطهير محافظة أبين من العناصر المرتبطة باشد فروع التنظيم تطرفا في العالم.
ونعى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي، قائد قوات "الحزام الأمني" في محافظة أبين الذي قُتل وعدد من مرافقيه في تفجير عبوة ناسفة، متعهدا بمواصلة الحرب على الإرهاب في الجنوب.
وقال الزبيدي  إن عبداللطيف محمد حسين بافقيه (السيد)، قائد قوات الحزام الأمني في محافظة أبين، وعدد من مرافقيه "طالغتهم أيادي الغدر والإرهاب صباح اليوم الخميس، وهم يؤدون مهامهم الوطنية، متقدمين الصفوف لمواجهة التنظيمات الإرهابية في مديرية مودية".
وأضاف: "المصاب جلل والخسارة كبيرة وفادحة على شعبنا وقواته المسلحة، باستشهاد قائد بحجم البطل عبداللطيف السيّد، الذي نذر نفسه لمعركة اجتثاث الإرهاب، متقدما الصفوف في الدفاع عن الجنوب، وحفظ أمنه واستقراره بكل صدق وإخلاص وشجاعة".
وتعهد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بعدم التراجع عن خوض معركة الحرب على الإرهاب "حتى استئصال شأفة هذه الآفة الدخيلة على مجتمعنا المُسالم، وتجفيف منابعها من كل شبر في جنوبنا الحبيب، حتى ينعم الجميع بالأمن والأمان والسلام".
وقالت وسائل إعلام سعودية إن السيد قتل في تفجير إرهابي استهدف موكبه بمنطقة وادي عومران، اثر انفجار عبوات ناسفة بالموكب، أثناء تمشيط وملاحقة الخلايا الإرهابية بمنطقة وادي عومران بمديرية مودية شرقي محافظة ابين، التي تنشط فيها عناصر تنظيم القاعدة، ما أدى إلى مقتل السيد الذي يقود قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي في محافظة أبين، وعدد من القيادات الامنية .
وبحسب المصادر، فإن من بين ضحايا التفجير قيادات عسكرية وأمنية رفيعة في القوات الجنوبية التي تقود منذ عام حملة عسكرية لطرد عناصر التنظيمات الإرهابية من محافظة أبين.
ونعت قيادات جنوبية وسياسيين، استشهاد السيد الذي وصفته بالقائد الاستثنائي، الا ان تنظيم الاخوان في اليمن كان لافتا تناوله للحادثة، فالتنظيم الذي أكتفى بتعزية قصيرة باسم فرعه في أبين، وصف العملية الإرهابية بـ(عملية إجرامية)، دون ان يشير الى تنظيم القاعدة الإرهابي الذي أعلن تبنيه العملية، فيما ذهبت قنوات التنظيم اليمن الممول سعوديا إلى الزعم ان عملية استهداف السيد، جاءت ضمن ما أسمتها بالتصفيات والاغتيالات التي عادت الى أبين.
وقالت قناة بلقيس التابعة لإخوان اليمن إن عملية استهداف السيد من قبل تنظيم القاعدة، له ابعاد؛ لكن لم تشر القناة الى تنظيم القاعدة على الاطلاق.
وألمحت القناة الى ان الهجمات الإرهابية لن تتوقف الا بان يضع المجلس الانتقالي يده في يد رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي المؤقت، والأحزاب السياسية اليمنية؛ في إشارة للقناة الى تنظيم الإخوان الذي يصنف على انه الحاضن الرئيسي للتنظيمات الإرهابية.
سعودياً، سخر مدونون سعوديون من العملية الإرهابية التي استهدفت العميد عبداللطيف السيد، حيث ذهب المدون السعودي علي عرشي الى التشفي في عملية استهداف الذي زعم بشكل ساخر ان الرئيس الأمريكي جون بايدن قد خسر واحد من قادة مكافحة الإرهاب.
لكن سخرية المدون السعودي، لم تمر دون ان تسجل السفارة الأمريكية في اليمن، تعزية في استهداف العميد السيد، الذي أكدت انه حقق نتائج كبيرة في محاربة الإرهاب.
وأكدت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية على دعم واشنطن لجهود مكافحة الإرهاب في الجنوب، الأمر الذي يؤكد على ان الدور الأمريكي لا يزال موجودا خاصة فيما يخص عملية سهام الشرق التي تخوضها القوات المسلحة الجنوبية، بدعم واسناد من الشريك الدولي في مكافحة الإرهاب دولة الامارات العربية المتحدة.
قالت مصادر يمنية في العاصمة السعودية الرياض إن قائدة التحالف لم تكن داعمة لعملية سهام الشرق التي أطلقت في أغسطس اب الماضي، ومضى عليها عام كامل، بل ان الحامية العسكرية السعودية في عدن، رفضت تماما العملية العسكرية التي أشرف عليها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
ويبدو ان واشنطن قد تدخل بقوة في دعم القوات المسلحة الجنوبية في تصفية أخر جيوب التنظيمات الإرهابية، لكن الأمر قد يسبب ازعاجا للسعودية التي ترى ان الجنوب منطقة نفوذ لها، لكن إلى اللحظة لا يمكن فهم موقف الرياض من الحرب على الإرهاب.
فالمملكة الخليجية الثرية ترى ان المجلس الانتقالي الجنوبي كيانا انفصاليا، يعمل ضد حلفائها "تنظيم الاخوان" الذين تسعى الرياض الى تمكينهم من محافظة حضرموت الغنية بالثروات النفطية.
وانشأت السعودية في حضرموت، كيانا مناطقيا، هدفه الانفراد بحضرموت لمصلحة تنظيم الاخوان الذين يمتلكون قوة عسكرية في وادي وصحراء حضرموت، وترى الرياض ان تلك القوات تمثل حماية لحدودها، فهي لا تثق بالانفصاليين الجنوبيين، كما يشير الى ذلك المدون السعودي صالح العمار.
فيما يذهب المدون السعودي الأخر علي عريشي، إلى الزعم ان جهود مكافحة الإرهاب في الجنوب التي يقوم بها المجلس الانتقالي الجنوبي، ما هي الا إرادة أمريكية، واصفا المجلس الانتقالي بانه "أداة أمريكية".
وهذه هي المرة الأولى التي يصف فيها السعوديون، الجنوبيين بانهم "أدوات للولايات المتحدة الأمريكية"؛ الأمر الذي فسر على انه تحريض للإرهابيين على تكثيف هجماتهم ضد الجنوب، بدعوى العلاقة بالولايات المتحدة الأمريكية التي يقول تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية انه يحارب.
وتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، هو اندماج فرعي التنظيم في اليمن والسعودية، وشهد خلال الفترة الماضية، انقسامات حادة، الى قبل وفاة زعيم ايمن الظواهري، ليخلفه سيف العدل الموجود في إيران، وقد حصل التنظيم على أسلحة نوعية من بينها طائرات مسيرة إيرانية الصنع، استخدمها في هجمات ضد القوات الجنوبية في شبوة.