"نصب نفسه مرشدا أعلى لليمن"..

"عبدالملك الحوثي" يطيح بحكومة غير معترف بها.. السعودية تلتزم الصمت وإعلامها يعتبره مكسباً

المملكة العربية السعودية التي تخوض محادثات مع الحوثيين برعاية من سلطنة عمان، ألتزمت الصمت حيال هذه الإجراءات التي قام بها زعيم المتمردين الحوثيين

رئيس حكومة الحوثيين المقال عبدالعزيز بن حبتور وسفير السعودية لدى اليمن محمد ال جابر في صنعاء - مركبة

الرياض

أطاح زعيم المتمردين الحوثيين الموالين لإيران، عبدالملك الحوثي، بالحكومة الانقلابية في صنعاء -التي لم تحصل على أي اعتراف-، في خطوة اعتبرها سياسيون بأن الحوثي من خلالها نصب نفسه مرشدا أعلى لليمن، على غرار النظام الإيراني.

وقالت وسائل إعلام محلية في اليمن إن قرار عبدالملك الحوثي جاء تنفيذا لما وصفها بـ ”التغييرات الجذرية” في مرحلته الأولى.

وقال صحف إلكترونية يمنية إن جماعة الحوثيين تراجعت عن تنفيذ وعودها بفعل المستجدات الجديدة حين خرجت تظاهرات شعبية في صنعاء وعدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها، احتفالا بذكرى 26 سبتمبر.

وكان حزب المؤتمر قد استبق إعلان زعيم الميليشيا عن “التغييرات الجذرية” وقال في بيان بمناسبة الذكرى الـ61 لثورة سبتمبر قبل يومين، إن “أي تحول أو تغيير يجب أن يرتبط وينطلق ويستمد مشروعه وقيمه ومبادئه من الأهداف الستة لثورة 26 سبتمبر وقيمها ومُثُلها الوطنية التي كانت وستظل شعاع النور والتنوير الذي يجب أن نهتدي به في كل مراحل التحولات التي تمر بها اليمن واليمنيون”.

وأشار إلى أن حكومة بن حبتور تشكلت بتحالف بين الحوثيين وحزب المؤتمر الذي كان يقوده الرئيس الأسبق علي صالح، عام 2016، قبل الخلاف بين الطرفين والذي تسبب بمقتل صالح على يد حلفائه في ديسمبر 2017.

وكان بن حبتور قد دخل في خلافات كبيرة مع القيادي الحوثي البارز المعين رئيسا لما يسمى بمكتب الرئاسة احمد حامد، والذي كان قد طالبه بتقديم استقالته.

واعتبر السياسي الجنوبي قرار عبدالملك الحوثي بأنه نصب نفسه مرشدا أعلى لليمن بعد ان إلغاء القانون والدستور والنظام الجمهوري.

وقال بكران لصحيفة اليوم الثامن :" نستطيع القول اليوم إن ما حصل في صنعاء هو بداية عهد الجمهورية الإسلامية اليمنية في صنعاء، وهو اعلان عن التغييرات الجذرية فعلاً؛ في تأكيد على ان اليمن أصبح يدار وفق سياسة نظام ولاية الفقيه.

المملكة العربية السعودية التي تخوض محادثات مع الحوثيين برعاية من سلطنة عمان، ألتزمت الصمت حيال هذه الإجراءات التي قام بها زعيم المتمردين الحوثيين، الا ان صحيفة سعودية عريقة ذهبت الى الزعم ان الإطاحة بحكومة الحوثيين، هو ثمرة انتفاضة شعبية محدودة في صنعاء ضد الحوثيين.

وزعمت صحيفة «عكاظ» السعودية على لسان مصادر وصفتها بالموثوقة في صنعاء :"أن الجماعة الحوثية في حالة استنفار كبير جراء حالة الغضب، خصوصاً بعد الاشتباكات التي اندلعت بين مسلحي المليشيا وشباب خرجوا للاحتفال بالعيد الوطني في صنعاء ليل الثلاثاء.

وذكرت الصحيفة السعودية أن المليشيا الحوثية تعيش حالة رعب جراء تدفق المئات من الشباب الأحرار إلى الشوارع واندلاع اشتباكات بالأيدي والحجارة بينهم وبين عصابات الحوثي التي ردت بإطلاق النار على المتظاهرين، متوقعين أن تتواصل شرارة «26 سبتمبر» في إيقاد شعلة الحرية في أوساط الكثير من الشباب الغاضبين، في ظل الممارسات الحوثية.

وأشارت إلى أن الشعارات والأهازيج التي أطلقها الشباب في صنعاء وإب وطالبت برحيل الحوثي «لا حوثي بعد اليوم» و«ثورة ثورة يا أحرار» و«جمهورية وما قرح يقرح»؛ أثارت حالة من الرعب في أوساط المليشيا التي تعيش أزمة داخلية وصراع أجنحة دفعتها لإقالة حكومة الانقلاب.

ووصفت عكاظ إعلان زعيم المليشيا إقالة الحكومة بأنه محاولة للالتفاف على مطالب الشعب، معتقداً أن مليشياته ستنجو من الغضب المتصاعد بهذه الحركة المفضوحة".

ورأت صحيفة عكاظ أن ما أعلن عنه زعيم المليشيا الحوثية الإرهابي عبدالملك الحوثي اليوم يؤكد أن المليشيا تعيش حالة انهيار داخلي كبير وتحاول البحث عن مخرج للواقع الذي يعصف بها، في ظل فساد قياداتها ونهبهم إيرادات الدولة وتوظيفها لمصالح شخصية بحتة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحلول الترقيعية التي أعلن عنها زعيم الانقلاب لن تزيد الشعب إلا أصراراً على طرد هذه (...) وبناء الدولة اليمنية القوية، مؤكدين أن الشعب اليمني ليس جاهلاً كما يعتقد الحوثي، بل أكثر ذكاء وقوة، والدليل على ذلك ما حدث الليلة الماضية من خروج شعبي أرهب المليشيا وأقلق قياداتها التي أظهرت وجهها القبيح عبر منصة «إكس» وما وجهته للمحتفلين بثورة سبتمبر من أوصاف واتهامات ومزاعم كاذبة تمس شرف ومكانة الشعب اليمني.