"تسليح السعودية للجيش اليمن يعرض في الاسواق"..

"القاعدة" في جزيرة العرب.. هجمات متصاعدة بطائرات مسيرة إيرانية وأسلحة أمريكية

"السعودية التي كانت تقود تحالفا عسكريا ضد الأذرع الإيرانية في اليمن، قدمت أسلحة أمريكية حديثة ومتطورة، لكن الاذرع المحلية في مأرب عرضتها للبيع في أسواق محلية، قبل ان يصل جزء منها لتنظيم القاعدة الإرهابي"

حاكم مأرب عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني المؤقت سلطان العرادة - أرشيف

ناصر الخضر
ضابط عسكري متقاعد
الرياض

صعد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، من هجماته المتكررة ضد القوات المسلحة الجنوبية، المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي - السلطة السياسية في عدن- في مؤشر خطير يؤكد حصول التنظيم على دعم لوجستي دفعه الى تنفيذ هجمات انتقامية ردا على طرده من مواقع قديمة في محافظة أبين المجاورة، فيما حذرت مصادر عسكرية يمنية من مغبة استمرار عرض اسلحة التحالف العربي بقيادة للسعودية للأسلحة الأمريكية في الاسواق المحلية بمحافظة مأرب، الأمر الذي قد يسهل للتنظيم الحصول عليها واستخدامها في القتال ضد قوات دفاع شبوة.
وحصلت صحيفة اليوم الثامن على تسجيل مرئي، يوثق بيع أسلحة أمريكية نوعية في سوق محلي بمحافظة مأرب، الخاضعة لسيطرة إخوان اليمن؛ الذراع السعودية في المناطق التي لم يصل إليها الحوثيون.
وقالت مصادر أمنية لصحيفة اليوم الثامن إن التسجيل المرئي الذي عرض لبيع الاسلحة الأمريكية في مأرب، وثقه رحالة كويتي كان قد زار مدن يمنية وجنوبية عدة من بينها مأرب.
وفي التسجيل المرئي، تحدث الرحالة بائع الاسلحة ونوعيتها وجودتها، وقال انها اسلحة نوعية وحديثة وهي أمريكية الصنع، أكدت لاحقا مصادر عسكرية أن تلك الأسلحة سبق وقدمتها السعودية للجيش اليمني في مأرب، قبل ان تجد طريقها الى الجماعات المتطرفة من خلال الاقبال على شراء تلك الأمريكية النوعية.
وتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، هو نتاج اندماج فرعي التنظيم في اليمن والسعودية، لكن منذ بداية العام 2015م، اخذ التنظيم استراتيجية أخرى، فعلى الرغم من الخطاب الديني المناهض للقاعدة بدعوى انها مناهضة للحوثيين، لكن وفقا لتقارير عديدة فان التنظيم المتطرف غير استراتيجية بالتزامن مع انتقال الأمير الجديد "سيف العدل" الى إيران التي هي الأخرى تمول التنظيم بالطائرات المسيرة والعبوات الناسفة.

وأعلنت قيادات ميدانية وعناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي عن تفاصيل صادمة تكشف عن المخطط الخطير الذي كان يستهدف محافظة شبوة وأبناءها.
وفقاً للاعترافات التي قدمتها الخلية الإرهابية التي تم القبض عليها في شبوة، تم تأكيد وجود تواطؤ وتعاون وتورط تنظيم الحوثي الإرهابي والإخوان المسلمين باليمن، بهدف تنفيذ عمليات إرهابية في المحافظة.
وأكدت الخلية الإرهابية أن مصادر التمويل المالي والعبوات الناسفة تأتي إلى تنظيم القاعدة من محافظات مأرب وصنعاء والبيضاء اليمنية عبر الإرهابي المعروف بـ “أبو الهيجاء الحديدي” وقد تم تزويد الخلية بأجهزة تفجير العبوات الناسفة وأجهزة التحكم بالطائرات المسيرة من قِبل الميليشيات الحوثية، وذلك بهدف تنفيذ الهجمات الإرهابية في شبوة.
وعندما تم التحقيق مع الخلية الإرهابية، كشفوا عن طريقة استهداف قوات النخبة الشبوانية والبنية التحتية الحيوية في المحافظة،وأفادوا بأن الإرهابي الصنعاني المدعو “كمال الصنعاني” قد قام بتهريب صواريخ نوع كاتيوشا من محافظة مأرب، وتم استخدامها في استهداف منشأة بلحاف بخمسة صواريخ.
وتحدثت الخلية حول كيفية تفجير أنابيب النفط والغاز بتوجيهات من القيادي في التنظيم المعروف بـ “أبو الهيجاء الحديدي”.
ومن خلال اعترافات الخلية الإرهابية، تبين أن مديرية مرخة تعتبر منطقة التموين اللوجستي الحوثي لتنظيم القاعدة، وتقع بالقرب من مناطق تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية.
وقال موقع درع الجنوب العسكري إن سيطرة جماعة الإخوان على محافظة مأرب مركز قيادة المنطقة الثالثة، تشكل خطرًا حقيقيًا على أمن واستقرار محافظة شبوة، خاصةً أنها ترتبط عسكريًا بمأرب.
وبناءً على هذه الاعترافات الصادمة، ودلائل على أن هناك تعاوناً وتنسيقاً بين تنظيم القاعدة مع ميليشيات الحوثي الإرهابية والإخوان المسلمين باليمن، في تنفيذ أعمال إرهابية في شبوة.
السلطات الأمنية والعسكرية صرحت بانها ستتاخذ التدابير اللازمة لمواجهة هذا التهديد الخطير وضمان أمن وسلامة المواطنين في المحافظة.
وعلى الصعيد الدولي، يجب أن تتعاون الدول الإقليمية والدولية في مكافحة الإرهاب وقطع مصادر تمويله ومحاسبة الجماعات والتنظيمات التي تدعمه، إن استمرار هذا التعاون والتنسيق، يعد ضرورياً للقضاء على الإرهاب وضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.
ولم تعلق السلطات المحلية في مأرب بقيادة عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة، على  الهجمات التي شنها تنظيم القاعدة ضد قوات دفاع شبوة المحلية، الأمر الذي اثار تساؤلات وسائل إعلام اقليمية من بينها قناة الغد المشرق التي طرحت جملة من التساؤلات حول موقف مجلس القيادة الرئاسي من تلك الهجمات الارهابية.
لم تخف مصادر قيادية سابقة في المجلس الانتقالي الجنوبي، ارتباط موقف اعضاء مجلس القيادة الرئاسي من موقف السعودية التي صنعت المجلس البديل لسلطة الرئيس "عبدربه منصور هادي"، الذي اطيح به في انقلاب بارد في العاصمة السعودية الرياض في مطلع العام المنصرم.
وعلى الرغم من ان مخرجات تشكيل المجلس قد ركزت على محاربة الحوثيين او التفاوض معهم، الا ان الرياض لم تشرك المجلس في محادثات طويلة خاضتها على الحوثيين بوساطة من سلطنة عمان.