قراءة في كتاب..

فلترة العقل... نضال كتاب معانقة اليأس تأليف سارة فارس

“عسى ان سقيت الغصن الاخضر داخلي ،وحميته من الموت فلابد ان ترفرف طيور الحياة عليه يوما ما”؛ سارة فارس

الكاتبة الزميلة اسمهان حطاب وغلاف كتاب معانقة اليأس للأمل - اليوم الثامن

اسمهان حطاب
كاتب وروائية عراقية تكتب لـ"صحيفة اليوم الثامن" قراءات في كتب واصدارات أدبية
بغداد

طريق الحياة لم يكن يوما سهلا ويسيرا،تعرجاته صنعت اناسا اصحاء متعافين ومرضى نفسيين ،الذكي من يخرج كهفها الى النور ويشعل مصابيح النور .
الكاتبة الشابة ( سارة فارس)ارادت في كتابها الاول ان تشعل الامل في نفوس رضت واستكانت واستسلمت لليأس.،رافضة القنوط والعتمة،من خلال ماطرحته من حوار النفس واختلاجات الشعور من انسان عانى في حياته من حياته،باحثا عن مطهرا لجروحه وضمادا لالم قديم ،تريد ان تجد مفرا من مزاجية الحياة وقسوتها وبطشها،وقد وجدت حلولا مقبولة ،عاملت الحياة كمراهق مضطرب المشاعر واحيانا عاملتهاباعتبارها وحشا بقبضبة دامية فولاذية لاترحم،ف هل ستتغلب عليها ام تغلبها؟ هل تستسلم لمرها ام تصنع حلوها؟
الحرب النفسية التي يخوضهاالمكبل بقوانين الحياة الانسان الذي يحاول الفرار من سجنها وسطوتها ،هل يفكر في حلول وهل الانتحار احد حلولها؟
الحياة تتغير كما تريد لا كما نرغب،لذا وجب علينا معاملتها بالمسايرة والقبول مع الاصرار والصبر والتحمل على كثرة  تلاطم امواجها علنا نصل الى شاطيء آمن.
من شدة وقع قسوة الحياة يولد فينا رجاء وامل متجدد ليبزغ فجر ويستعر الحديد مروضين جموح الاحزان ومتغلبين عليها.اما بالكتابة او القراءة،تلك المنافذ والوسائل كفيلة بتمريرنا بمان في متاهات الحياة،وخروج الكلمات كصرخات مدوية ،رافضة لكل انتقاد وسخرية من اليائيسين والمستسلمين،سعادة الكتابة في كونها تنفيس عن اوجاع الروح ،ومبدلة للاحوال خير تبديل ،مفتحة للابواب الموصدة والصدأة.حيث الوصول للبهجة والامل.فيها الحفر ببواطن الارض واخراج بذورها باحثين عن بذور الامل والتغيير،متناسين الوهن والعجز الذي سببته الامنا واحزاننا،لتصنع فينا اشخاص اشداء واقوياء متجاوزين المحن والظروف وصانعي السعادة،كلنا نعرف هنا اناس جعلتهم الحياة عدوانيين واخرين مسالمين يمتلكون دروعا واوسمة سماوية،هذا التضاد في الحياة هو الحياة ذاتها فهي التناقض وهي الاختلاف،خيرنا من يفلح ويمسك زمام الامور مسخرا كل مافيها لصالحه.