(المرهقون) فيلم يمني أنتج بتشجيع من "الانتقالي الجنوبي"..

السعودية.. "البحر الأحمر الدولي" يرفض فيلما يمنيا يعرض نتائج الحرب على الجنوب

يحكي الفيلم المرفوض عرضه في السعودية حكاية شائكة لأسرة يمنية تحاول التخلص من جنين الأم بسبب غلاء المعيشة وهذا يضع العائلة بمواجهة مجتمع يحرِّم ويجرِّم الإجهاض"

مرهقون فيلم من انتاج محسن الخليفي واخراج عمرو جمال - أرشيف

المحررالثقافي
فريق تحرير القسم الثقافي والأدبي والفني
عدن

علمت صحيفة اليوم الثامن من مصادر يمنية أن القائمين على مهرجان البحر الأحمر  الدولي الذي يقام سنويا في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، رفضوا الفيلم اليمني "المرهقون" لمخرجه "عمرو جمال"، بدعوى انه يستعرض نتائج الحرب التي شهدتها العاصمة عدن ومدن الجنوب الأخرى؛ في إشارة ضمنية إلى ان الفيلم يوجه اتهامات مبطنة للرياض التي قادت تحالفا عربيا عسكريا من عشر دول لمنع تمدد الحوثيين صوب باب المندب وخليج عدن وشريط بحر العرب.

وكانت السعودية قد أطلقت في مارس/ آذار من العام 2015م، عملية عسكرية بمشاركة عشر دول أبرزها الإمارات ومصر والبحرين، عقب محاولة الأذرع الإيرانية في صنعاء، السيطرة على عدن (العاصمة)، ومدن الجنوب الأخرى، وقد نجح التحالف العسكري بالتحالف مع المقاومة الجنوبية في طرد الحوثيين من كامل مدن الجنوب، لكن أثار الحرب ألقت بظلالها على الوضع الأمني والعسكري، بعد ان تدخلت جماعة الإخوان عسكريا مرة أخرى بغية السيطرة على الجنوب، وتعويض ما خسرته الجماعة في محافظات اليمن الشمالي، الأمر الذي ساهم في إطالة أمد الصراع والأزمات في كافة مناحي الحياة.

وقالت مصادر يمنية مقربة من مخرج الفيلم لصحيفة اليوم الثامن إن المخرج "عمرو جمال"، تقدم إلى مهرجان البحر الأحمر، بطلب عرض فيلم "المرهقون"، الذي أنتج بتمويل غربي، إلا ان شروط المهرجان لم تنطبق عليه، الأمر الذي أدى الى رفض الفيلم تماماً، مع افساح المجال امام إمكانية أن يشارك المخرج عمرو جمال في المهرجان المزمع اقامته خلال الفترة بين 30 نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى 9 ديسمبر/ كانون الأول.

ويقدم المخرج عمرو جمال في فيلم "المرهقون"، وهو من انتاج محسن الخليفي، قصة حقيقية وقعت أحداثها في العاصمة عدن عام 2019 عن أسرة من الطبقة المتوسطة مكونة من أب وأم و3 أطفال، وتعاني الأسرة بعد الحرب التي وقعت في 2015، ويفقد الأبوان وظيفتهما ويعيشان تحت خط الفقر، وتفاجأ الأم بأنها حامل وتنتظر مولودا جديدا قبل أن تقرر رفقة زوجها التخلص من الجنين.

وفي تصريحات صحفية قال المخرج عمرو جمال إن الإجهاض المقصود في الفيلم يرمز للمستقبل والأحلام وهو حال البلد الذي لا يزال يعيش تحت ظروف اقتصادية وسياسية مؤلمة أجهضت الأحلام والطموحات والمستقبل وأجبرت الأشخاص على تقديم تضحيات صعبة.

وقال إن فيلميه "10 أيام قبل الزفة" و"المرهقون" نجحا في وضع السينما اليمنية على خارطة السينما العربية والعالمية، وهو يأمل أن يكون ذلك حافزا للمخرجين والمنتجين وللسينمائيين من مختلف المحافظات لإعادة الوهج الفني والمسرحي للبلاد بعد سنوات من الأفول والانكماش.

 

وكان جمال قد بدأ تصوير فيلمه "المرهقون" في أكتوبر/تشرين الأول 2021، في حي "القطيع" وهو أحد أعرق الأحياء الشعبية في عدن.

وحصد الفيلم خلال مراحل انتاجه بتمويل من ألماني، على العديد من الجوائز ، حيث حصل الفيلم اليمني "المرهقون" على جائزتين من مهرجان فالنسيا الدولي في دورته الـ38، حيث فاز بجائزة أفضل مخرج لعمرو جمال وأفضل سيناريو لعمرو جمال ومازن رفعت.

وتنضم الجائزتان إلى مجموعة التكريمات التي حصل عليها الفيلم، وذلك بعد فوزه بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان تاييبي السينمائي في تايوان قبل أيام.

وشارك الفيلم في عدد من مهرجانات السينما العالمية، إذ جاء العرض الأول في مهرجان برلين السينمائي في فبراير/شباط الماضي، وبذلك يصبح أول فيلم يمني يشارك في مهرجان برلين، كما حقق الفيلم جائزة "أمنستي" (Amnesty International Film Award) التي تُمنح للفيلم الأكثر تأثيرا في الجانب الإنساني من بين جميع أقسام المهرجان، وحصل أيضا على ثاني أعلى نسبة تصويت في جائزة الجمهور، بعد تصويت أكثر من 22 ألف شخص لهذه الجائزة.

 

وجاب الفيلم العالم بمشاركته في العديد من المهرجانات مثل سيدني، تايوان، شنغهاي، بكين، أرمينيا، سلوفاكيا، ومؤخرا مهرجان تاييبي في تايوان وفالنسيا. 

ومشروع الفيلم أيضا قد حظي باهتمام من العديد من المهرجانات التي ساهمت في دعمه وتطويره، منها فوزه في سوق مهرجان "كارلوفي فاري" للأفلام قيد الإنتاج والمقام في دولة التشيك، وبجائزتين لاستكمال مراحل ما بعد الإنتاج من مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد.

 

وتعليقا  على سؤال حصول الفيلم على تمويل سعودي لإنتاجه، قال عمرو جمال "إذا قررنا محاسبة كل الجهات التي لها علاقة بحرب اليمن، سنجد أنفسنا بعيدين عن كل المهرجانات وكل صناديق التمويل، فنصف العالم وأكثر له علاقة بالحرب في اليمن، ولما كنت متواجداً اليوم في هذا المهرجان وفي أوروبا التي تبيع السلاح للمتقاتلين، نحن فنانون ونحاول التعامل مع فنانين، ومهرجانات فنية وصناديق تدعم الفن، ومن الجيد أن السعودية تقدّم دعماً للسينما، فمعياري هو عدم التدخل في النص أو سيرورة الفيلم، لقبول التمويل".