"الإدارة السعودية وتعيين السفراء اليمنيين"..
دبلوماسية "القيادة الرئاسي" وأذرع إيران اليمنية.. "خالد شطيف" مهندس التقارب بين الإخوان والحوثيين
"السفير اليمني لدى سلطنة عمان، يعمل على إدارة خلايا إلكترونية ممولة من دولة إقليمية لمحاولة الإساءة الى دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن تلك الحملات فشلت الأمر الذي يوحي بان مهمة بن شطيف لم تنجح"
قالت ثلاثة مصادر دبلوماسية أحدها في العاصمة السعودية الرياض، إن سفير حكومة مجلس القيادة الرئاسي اليمني المؤقت، لدى سلطنة عمان (الجارة)، عمل منذ تعيينه على خدمة المشروع الإيراني في اليمن، وان المجلس المدعوم من السعودية، وقف عاجزا أمام تغيير السفير خالد شطيف، العضو في تنظيم الاخوان، بدعوى رفض مسقط تغييره بسفير أخر.
في العام 2016م، وفي خضم الحرب بين الحكومة التي يهيمن عليها تنظيم الاخوان، وجماعة الحوثيين الموالية لإيران، أصدرت الرئاسة اليمنية في الرياض، قرارا بتعيين العضو في التنظيم سفيرا لدى سلطنة عمان، وعقبها بأيام قليلة، سيطر الحوثيون على مدينة الحزم، مركز محافظة الجوف الاستراتيجية والحدودية مع المملكة العربية السعودية، اشارت اتهامات اليمنيين الى رئيس حزب الإصلاح الاخواني في المحافظة والمتهم بتسهيل عملية اسقاط الجوف لمصلحة الاذرع الإيرانية، كنوع من الابتزاز للسعودية، حيث ان محافظة الجوف تمثل أهمية استراتيجية للمملكة حيث تقع على حدودها، قبل ان يستخدمها الحوثيون كقواعد لأطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة.
وأكد مصدر دبلوماسي يمني في الرياض لصحيفة اليوم الثامن – طالبا عدم الإشارة الى اسمه- "أن سفير اليمن (الحكومة الشرعية)، لدى سلطنة عمان، على علاقة وثيقة بالإيرانيين والحوثيين، ويلتقي بهم بشكل دائم في مقر السفارة اليمنية في مسقط، بل ويعمل على استخراج جوازات سفر لقيادات حوثية تسافر بين مسقط وطهران، للقاء قيادات الحرس الثوري الإيراني".
وفي معرض رده على سؤال محرر صحيفة اليوم الثامن، حول موقف الحكومة اليمنية الشرعية وإدارة الملف اليمني في السعودية، قال المصدر "جرت محاولات إعادة تعيين سفير جديد في مسقط بدلاً من شطيف، الا ان الاشقاء في سلطنة عمان رفضوا السفير الجديد".
وأوضح المصدر " تعيين شطيف سفيرا لليمن في سلطنة عمان في مطلع العام 2016 اي بعد ستة أشهر من سقوط الجوف في قبضة الحوثيين، نهاية العام 2015، بطلب من (شقيقه) رئيس حزب الإصلاح في الجوف وقائد المقاومة الشعبية في المحافظة".
ولفت المصدر إلى ان عضو مجلس القيادة الرئاسي، كان يستجيب لكل طلبات قادة المقاومة المناهضين للحوثي، الأمر الذي اعتبر قرار تعيين شطيف سفيرا في سلطنة عمان، كنوع من التشجيع على مقارعة الحوثيين".
وقال مصدر جنوبي مقرب من الحكومة "إن قرارات الحكومة اليمنية السابقة (قبل تشكيل مجلس القيادة الرئاسي المؤقت في أبريل/ نيسان 2022م)، كانت تدار من قبل الجنرال علي محسن الأحمر، وهو الذي كان قريبا من القيادات الإخوانية في محافظة الجوف اليمنية، لذلك كان قرار تعيين شطيف سفيرا لدى سلطنة عمان، وهو الأمر الذي اعتبره الأحمر تشجيعا للمقاومة التي يقودها رئيس حزب الإصلاح السابق (شقيق السفير)، وحاول الأحمر اثبات جدية في قتال الحوثيين، ليطلق عملية عسكرية، انسحب على اثرها الحوثيون من الحزم، لتعلن الحكومة الشرعية استعادة الجوف والتحضير لاستعادة صعدة".
وأكد المصدر أن تحرير الجوف لم يدم سوى أقل من ثلاثة أعوام، حتى استعاد الحوثيون السيطرة على المحافظة مع قرب الحديث عن عزل الأحمر هيكلة السلك الدبلوماسي اليمني.
وقال مصدر يمني في مسقط إن سفير اليمن لدى سلطنة عمان، عقد سلسلة لقاءات بإعلاميين يمنيين من جماعة الإخوان، وحضوا على العودة إلى صنعاء، كنوع من الرسائل السياسية الموجهة للأطراف اليمنية المناهضة للحوثيين، مستغلين حالة التعاطف الشعبي مع قطاع غزة".
وخلال الأيام الماضية، قال إعلام محلي في اليمن إن صحافيا في جماعة الإخوان يدعى سمير النمري، عاد إلى صنعاء، لكنه خضع لتفتيش مهين، في اعقاب اتهام الحوثيين له، بانها عاد وفي جعبته شرائح إلكترونية، خاصة وان الجماعة اتهمته بالعمل لخدمة السعودية في بداية انطلاق عمليات عاصفة الحزم، واقتحمت مكتبه في صنعاء وصادرت مقتنيات قال النمري انها ثمينة.
وذكرت مصادر أمنية في المهرة أن مسؤولين يمنيين ساهموا في تهريب الطائرات المسيرة للحوثيين عبر موانئ برية تشرف عليها قوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، حيث يتم تهريب الأسلحة والطائرات المسيرة وأجهزة الاتصالات عبر سلطنة عمان إلى الحوثيين في صنعاء.
وقال مصدر إعلامي يمني زار سلطنة عمان، ان سفير مجلس القيادة الرئاسي في مسقط، التقى بسفير دولة محورية لدى اليمن، واتفق منهم على شن حملات إلكترونية ممنهجة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، الشريك الفاعل في تحالف دعم الشرعية.
وأكد المصدر أن القيادي في تنظيم القاعدة وأخر صحفي يقيم حاليا في تركيا، زاروا مسقط وألتقوا بالسفير "خالد شطيف" الذي أمن لهم الدعم المالي مقابل القيام بهمة وحيدة "توجيه اتهامات لدولة الإمارات، كنوع من الضغط عليها لرفع يدها عن تقديم الدعم العسكري واللوجستي للأجهزة الأمنية التي تخوض حربا ضد التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة وداعش والحوثيين".
وعلى الرغم من ان المتعارف عليه، وجود دور سعودي في تعيين المسؤوليين اليمنيين، الا انه بات من المستغرب كيف قبلت الرياض بالسفير شطيف، المعروف عنه العمل لخدمة المشروع الإيراني.