مليونية دعم قوات النخبة الحضرمية..

الآلاف يتظاهرون في "المكلا" دعما لقوات النخبة و"الزبيدي" يؤكد استمرار مواجهة "قوى الغزو والإرهاب"

"قوات النخبة منجز عسكري وطني ساهمت دول التحالف العربي في إنشائه وتشكيله ودعمه، والتفاف جماهير حضرموت حولها، مطالبا بتمكينها من بسط يدها على كامل التراب الحضرمي ساحلا وواديا لاستتباب الأمن والاستقرار كافة أراضي حضرموت"؛ بيان مليونية المكلا

هناك إرادة شعبية في حضرموت ليست وليدة اللحظة

المكلا

احضنت مدينة المكلا - مركز محافظة حضرموت- مساء السبت، تظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف من أبناء المحافظة، دعما لقوات النخبة التي تواجه، تحديات أمنية، من خلال محاولة اطراف يمنية مسنودة "اقليميا"، إدخال قوات اليمنية إلى المكلا التي ظلت أمنة منذ أبريل نيسان العام 2016م، حينما نجحت قوات النخبة المحلية بدعم من القوات المسلحة الإماراتية، استعادة ثاني أهم ميناء جنوبي بعد عدن، من قبضة تنظيم القاعدة الإرهابي الذي ظل يحتل المدينة لأكثر من عام.
وخلال الاسابيع الماضية، حاول "رشاد العليمي"، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني المؤقت، نشر قوات درع الوطن المدعومة من السعودية، في مدينة المكلا، في محاولة لتسجيل حضور سياسي على حساب المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لاستعادة دولة اليمن الجنوبي السابقة، وهو الأمر الذي قوبل برفض قوات النخبة، قبل ان تعلن القوى السياسية والمدنية والحقوقية دعمها المطلق لتوجهات قوات النخبة، ورفض ادخال اي تشكيلات عسكرية إلى المدينة.
وأكد البيان الختامي لمليونية النخبة لكل حضرموت، في مدينة المكلا، بساحل حضرموت،  السبت، أن قوات النخبة صمام الأمان في الساحل الحضرمي، مؤكدا أنها كانت فعلاً لا قولاً.
وأشاد بجهود قوات النخبة والأمن العام في تأمين مدن ساحل حضرموت، مؤكدا دعم المحتشدين للقوات، وتضحياتها الكبيرة في سبيل تحقيق الأمن والاستقرا.
ولفت إلى أن قوات النخبة منجز عسكري وطني ساهمت دول التحالف العربي في إنشائه وتشكيله ودعمه، والتفاف جماهير حضرموت حولها، مطالبا بتمكينها من بسط يدها على كامل التراب الحضرمي ساحلا وواديا لاستتباب الأمن والاستقرار كافة أراضي حضرموت.
وحذر البيان الختامي لمليونية المكلا من محاولات تزوير إرادة أبناء حضرموت، مشددا على إصرار أبناء حضرموت والجنوب كافة على استعادة دولة الجنوب الفيدرالية كاملة السيادة، وإدارة أبناء حضرموت شؤون محافظتهم.
وقال السياسي الجنوبي البارز "د. سعيد الجريري" إن هناك إرادة شعبية في حضرموت ليست وليدة اللحظة، وتقصر دونها أي رغبة براشوتية من هنا أو هناك. لذا، فالمواطن البسيط يثبت مرة بعد أخرى على الأرض أنه أكثر نضجاً ووعياً من فذلكة أو فهلوة أي قافز تلك الإرادة".
وأصدر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي - عيدروس الزبيدي- بيانا صحافيا، استعرض فيه ما عانته حضرموت والجنوب عامة منذ اجتياح يوم السابع من يوليو 1994م،  وصفها بـ"صنوف القمع والإجرام، قبل أن ينتهي الأمر إلى تسليم مدينة المكلا وساحل حضرموت لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، كما سلّم شركاؤهم العاصمة عدن وبقية مناطق الجنوب لميليشيا الحوثيين الإرهابية في العام 2015م، فاستنهض شعبنا وحشد كافة قواه وإمكاناته بعزيمة لا تلين، وقيّض الله إلى جانب شعبنا النصير والحليف من الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومثّل الحضور والدور الميداني الفاعل لقوى شعبنا الجنوبي، إلى جانب الإسناد الجوي والدعم الكبير من الأشقاء علامة فارقة في حسم الصراع، إذ تكللت تلك الجهود بتحرير معظم أرض الجنوب الحبيبة من الميليشيات الإرهابية".
وقال الزبيدي "إن  يوم الرابع والعشرين من ابريل 2016م،شكّل لحظة حاسمة في تاريخ هذه المدينة المسالمة، كيف لا وهو اليوم الذي تنفست فيه الصعداء، حيث شهدت إطلاق معركة تحرير المكلا، وتطهير ساحل حضرموت وهضبتها من عناصر التنظيمات الإرهابية، والتي شكلت بانطلاقتها نقطة محورية على طريق تأسيس وبناء قوات النخبة الحضرمية مواصلة لأمجاد التاريخ العسكري بحضرموت التي سطرها جيش البادية الحضرمي وما مثله من ركيزة راسخة انخرطت من خلاله حضرموت في تأسيس الجيش الجنوبي غداة الاستقلال الوطني المجيد عام 1967م ، وها هي حضرموت اليوم ومن خلال قوات نخبتها الفتية تجسد أحد أهم النجاحات والانجازات التي شهدتها في العصر الحديث، إن لم تكن هي الإنجاز الأعظم الذي يحق لنا أن نفخر ونفاخر به".

قوات النخبة الحضرمية

واضاف :"إن قوات النخبة الحضرمية باتت تشكل عماد الأمن والاستقرار في ساحل حضرموت، وتتكامل مع بقية قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة في بقية أرض الجنوب لتشكل حائط صد منيع في وجه قوى الغزو والإرهاب، وبناء على ذلك باتت المسؤولية التاريخية في هذه اللحظة الفارقة تقتضي الإسراع في تعميم تجربة النخبة الحضرمية وما تحقق من نجاحات على أيادي وجهود هذه القوات إلى مناطق وادي وصحراء حضرموت، وإلى كافة ربوع وطننا الجنوبي الحبيب، فلن يحفظ أمن الجنوب ويحمي مصالح الأشقاء والأصدقاء في هذه البقعة الحيوية من العالم غير أهل هذه الأرض ورجالها، وتلك حقائق أثبتتها تجارب التاريخ القديم والحديث، وأبرز دليل على ذلك هو النجاح الكبير الذي حققته قوات النخبة الحضرمية في حفظ أمن المناطق الواقعة تحت سيطرتها، مقابل الفوضى العارمة التي تعيشها مدن وادي وصحراء حضرموت، ومحافظة المهرة، وهو ما يوجب العمل دون تأخير لتوسيع تجربة النخبة وتسليم مدن وادي وصحراء حضرموت، ومحافظة المهرة، لقوات جنوبية من ابنائها".

هجمات ميليشيات الحوثيين الإرهابية

وقال الزبيدي "إن ما تشهده جبهات العزة والكرامة بمختلف محاورها في عموم أرض الجنوب الحبيبة، من عمليات تصعيد وحشود وهجمات عدائية من قبل ميليشيات الحوثيين الإرهابية، في محاولة منها لإعادة اجتياح الجنوب، وفي ظل مساعيها لحرف الأنظار عن تلك الهجمات الإرهابية والعمليات العدوانية التي تستهدف أرض الجنوب، وفي مقدمتها ما تشهده جبهة بيحان العزة والصمود من هجمات متكررة، تؤكد إن تلك الميليشيات ترفع شعار نصرة فلسطين في حين تمارس أعمال الإبادة والجرائم ضد الإنسانية في الجنوب واليمن، وتمارس التضليل الإعلامي بأبشع صوره لحشد الشباب والرمي بهم في المهالك، وجمع التبرعات واستمالة الرأي العام، وخداع الشعوب الشقيقة والصديقة بشعارات ظاهرها مناصرة المظالم وباطنها الغزو والإرهاب وخدمة المصالح الإيرانية، في محاولة منها لتبيض صفحتها الملطخة بالدماء والدمار والإرهاب والغزو والحروب الفاشية.
إن ما تنفذه تلك الميليشيات الإرهابية من هجمات وتحشيد عسكري ومحاولة غزو الجنوب من جديد، بالتزامن مع عملياتها التي تستهدف الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر، تؤكد بأنها تمثل أكبر تهديد للأمن القومي والغذائي للجنوب، وللاقتصاد الدولي، وللأمن والسلم الدوليين، وهو ما يستوجب تنسيق الجهود المحلية والإقليمية والدولية وتضافرها لمواجهة هذه المهددات الخطيرة، ولقد حان الوقت لإعادة تصويب البوصلة وتصحيح المعادلة، على الوجه الذي يضع الأمور في نصابها ويُنهي حالة المراوحة التي بات الجنوب ضحيتها والمتحمل لأعبائها.

المجلس الانتقالي الجنوبي وعملية السلام

ولفت الزبيد إلى أنهم في المجلس الانتقالي الجنوبي عملوا على إيلاء أولوية لدعم جهود السلام والحوار والتفاوض والحلول السلمية، كخيار دائم، وأبدينا ولا زلنا دعمنا للجهود التي يبذلها الأشقاء والاصدقاء في الإقليم والعالم بهدف الوصول إلى سلام عادل وشامل ومستدام، يعالج كافة القضايا وفي طليعتها قضية شعب الجنوب، إلا إن ممارسات ميليشيات الحوثي الإرهابية تؤكد عدم جديتها وعدم استعدادها للسلام".
وتحدث الزبيدي عن الاوضاع الاقتصادية في بلاده، قائلا "شهدت الأوضاع الاقتصادية أزمة خانقة متأثرة باوضاع الحرب التي قادتها ميليشيات الحوثي الإرهابية، ولقد تفاقمت الأوضاع بشكل أكبر منذ تنفيذ هذه الميليشيات هجماتها على موانئ الضبة في حضرموت، والنشيمة في شبوة، والتي تسببت بتوقيف تصدير النفط والغاز، علاوة على أن استهداف الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر، قد أنتج أزمة إنسانية كارثية باتت تهدد حياة الشعب كافة من أبناء الجنوب واليمن، وهو ما يتطلب اجراءات عاجلة في إطار مبادرة إقليمية ودولية تنقذ شعبنا من هذه الأزمة الإنسانية غير المسبوقة".

القوات المسلحة الجنوبية وجهود مكافحة الإرهاب

وتوجه الزبيدي بكلمة الى القوات المسلحة الجنوبية، قائلا :"أنتم حماة الوطن، وأمان المواطن، ودرع الجنوب، وطوق أمنه، وحزام أمن الجزيرة العربية، لقد جسدتم أروع ملاحم الفداء والتضحية في مختلف ميادين البطولة، وقدمتم تضحيات كبيرة في سبيل أمن واستقرار وطننا الجنوبي الحبيب، ولا زلتم وستظلون تجسدون أروع قيم التضامن والدفاع عن النفس وحماية المدنيين والذود عن حمى أرض الجنوب الطاهرة، وهذا قدرنا وقدركم، ولكنكم أثبتم للخصوم قبل الحلفاء بأنكم الحصن المنيع الذي تتحطم على عتباته جحافل الغزو الحوثي-الإيراني، ويرسي مداميك دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة على كامل حدودها، وفق أسس صلبة تستلهم الدروس والعبر من تجارب الماضي المريرة، وتمضي صوب المستقبل بروح جديدة ومبادئ قويمة وهوية تاريخية وعقيدة وطنية متماسكة، عمادها إعلاء مصالح شعب الجنوب فوق كل مصلحة واعتبار".

ووجه رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس بالمحافظة العميد الركن سعيد أحمد المحمدي، رسالة شكر وتقدير باسم أبناء المحافظة للرئيس  عيدروس الزبيدي على اهتمامه بحضرموت ودعمه لمطالب أبنائها وتجاوبه مع أي مقترح يصب في مصلحة حضرموت.. مشيرا إلى أن الرئيس عيدروس استجاب فورا لمقترح تنظيم هذه المليونية الداعمة لقوات النخبة، ووجه بدعمها ورعايتها.
وأكد المحمدي في كلمته أن أبناء حضرموت بمختلف انتماءاتهم يقفون إلى جانب نخبتهم، ويطالبون بتمكينها من الانتشار على ربوع حضرموت وتحرير واديهم من قوات المنطقة العسكرية الأولى..
كما ألقيت في المليونية كلمة باسم قوات النخبة الحضرمية، ألقاها العميد الركن أنور السعدي مساعد قائد قوات النخبة "ركن القوة البشرية"، أشاد فيها بالالتفاف الجماهيري حول نخبتهم، مؤكدا أن النخبة ستبذل الغالي والنفيس في سبيل استقرار حضرموت وحفظ أرواح وممتلكات أبنائها..
وتضمنت المليونية فقرات شعرية وأناشيد وطنية ممجدة لقوات النخبة والقوات الجنوبية، ومطالبة برحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى، وتخفيف معاناة المواطنين الذي تسبب به الانهيار المتواصل للعملة المحلية..