تحديات جديدة تواجه الجنوب..
عودة شبح الإرهاب: تنظيم القاعدة يستهدف القوات الجنوبية في عملية انتحارية جديدة
أعاد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تأكيد وجوده القوي في محافظات الجنوب ذلك بتنفيذه هجوماً دمويًا استهدف القوات المسلحة الجنوبية، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.
في خطوة تهدف إلى زعزعة الاستقرار في محافظات الجنوب ، نفذ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هجوماً إرهابياً استهدف القوات المسلحة الجنوبية وتأتي هذه العملية لتؤكد تصميم التنظيم على عرقلة أي مساعٍ نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة، وتقويض نفوذ المجلس الانتقالي.
أعاد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ظهوره في مدن الجنوب من خلال تنفيذه لعملية دموية أوقعت عددا كبيرا من القتلى والجرحى في صفوف القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي صاحب النفوذ الأبرز في تلك المناطق والمطالب باستعادة دولة الجنوب المستقلّة.
ورأى خبراء الشؤون الأمنية أنّ التفجير الانتحاري الذي نفّذه التنظيم واستهدف به ثكنة للقوات الجنوبية في مديرية مودية بمحافظة أبين، مخلفا ستة عشر قتيلا وثمانية عشر جريحا في صفوف تلك القوات تمّ اختيار توقيته بعناية ليعمّق حالة التوتّر وعدم اليقين في مناطق نفوذ الانتقالي الذي يمثّل عدوّه الأول بالنظر إلى الحرب التي خاضها ضدّه خلال السنوات الماضية وأفضت إلى طرده من عدّة مناطق كان قد تمركز فيها وطمح إلى تأسيس إمارة تابعة له داخلها كما هي الحال في مدينة المكلاّ مركز محافظة حضرموت شرقي البلاد، وكذلك الشأن بالنسبة لمحافظتي أبين وشبوة.
وتميّزت الأجواء في مناطق الشرعية خلال الأيام الأخيرة بارتفاع منسوب التوتّر حيث شهدت محافظة حضرموت احتجاجات قبلية ومطالبات للسلطة التي يقودها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بتوجيه موارد المحافظة لتحسين الأوضاع الاجتماعية والخدمية الصعبة لسكانها.
كما شهدت العاصمة عدن مركز نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي والتي تتّخذها السلطة الشرعية عاصمة مؤقتة لها بسبب وقوع عاصمة البلاد صنعاء تحت سيطرة جماعة الحوثي، خلال الأيام الأخيرة، سلسلة احتجاجات نظّمتها قبيلة ضابط كان اختطف في أبين المجاورة، ورأى فيها المجلس الانتقالي تحريضا ضدّه بتحميله مسؤولية حادثة الاختطاف، معتبرا أن الغاية الأصلية من الاحتجاجات هي محاولة زعزعة استقرار المدينة.
كما لم تخل علاقة الانتقالي بالسلطة الشرعية من توتّر نتج عن قيام المجلس بإغلاق مقرّ افتتحته سلطة العليمي في عدن معتبرا أنّ افتتاحه وتعيين جملة من الموظفين لإدارته مخالف للاتفاقات المبرمة بين الطرفين والتي أنشئ بموجبها مجلس القيادة الرئاسي.
ونتج التوتر أيضا عن منع الانتقالي الجنوبي إقامة فعاليات وأنشطة في عدن قال إنّها ذات طبيعة سياسية وتجسّد فكر قوى شمالية معادية للمجلس ومشروعه لاستعادة دولة الجنوب.
ويجد تنظيم القاعدة في مثل تلك التوترات فرصة لمعاودة محاولته اختراق مناطق الجنوب التي سبق له أن خسر ما حققه من مكاسب ميدانية داخلها خلال حقبة الاضطرابات التي شهدها اليمن مطلع العشرية الماضية كامتداد لأحداث الربيع العربي وأعقبتها حرب بين الحوثيين والقوى المناهضة لهم والمدعومة من قبل تحالف عسكري قادته السعودية.
الأجواء في مناطق الشرعية تميّزت خلال الأيام الأخيرة بارتفاع منسوب التوتّر
لم يتردّد المجلس الانتقالي الجنوبي في ربط هجوم مودية بالأوضاع السياسية القائمة وما يميّزها من توتّرات.
وقالت القوات المسلحة الجنوبية في بيان لمتحدّثها الرسمي محمد النقيب إنّ عملية تنظيم القاعدة جاءت “نتاجا لتصعيد سياسي وخطاب تحريضي إرهابي، يستهدف قواتنا المسلحة الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي إضافة إلى التحشيد والتعبئة المغلوطة والمغرضة التي يحركها المال السياسي لتمويل الإرهاب في الجنوب وتغذيها وسائل الإعلام والدعاية المعادية الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتمرير المشاريع المشبوهة التي تستهدف قضية شعب الجنوب وكسر إرادته”.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي قد كثّف خلال السنوات الماضية من هجماته على عناصر القاعدة في أبين محقّقا انتصارات على التنظيم الذي اضطر إلى الانسحاب من أغلب مناطق المحافظة.
وعلى هذه الخلفية وصف الهجوم الأخير في مودية بالانتقامي من المجلس وقوّاته. وذكر النقيب أنّ “العملية الإرهابية جاءت متزامنة مع الذكرى الثانية لانطلاق عملية سهام الشرق”.
وانطلقت العملية المذكورة في أغسطس 2022 وتم تنفيذها على مراحل وكبّدت تنظيم القاعدة خسائر كبيرة وفككت معسكرات كان أقامها في عدد من المديريات. وكانت أبين قبل تلك العملية من ضمن المناطق التي تعتبر مركز نشاط رئيسيا لتنظيم القاعدة الذي نفّذ خلال الأشهر الستة التي سبقت حملة سهام الشرق ما لا يقل عن ثماني هجمات كبيرة في مديريات وادي عومران والمحفد ومودية خلفت العشرات من الضحايا بين قتلى وجرحى.
وأكدت الحكومة اليمنية ان الهجوم الارهابي الجبان الذي استهدف موقعًا عسكريا للواء الثالث دعم وإسناد بمديرية مودية محافظة أبين، وخلف عددا من الشهداء والجرحى الميامين، لن تنال من عزيمة اليمنيين في معركتهم لاستكمال استعادة الدولة، وهزيمة التنظيمات الاجرامية، وعلى راسها تنظيمي القاعدة وداعش المتخادمين مع مليشيا الحوثي الارهابية المدعومة من النظام الايراني.
وأوضح بيان صادر عن الحكومة، ان هذا العمل الإرهابي الغادر يشير مجددا إلى التخادم الواضح بين مليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة.. مشددا على أهمية اليقظة العالية ورفع الجاهزية الأمنية وتعزيز جهود مواجهة قوى الإرهاب والظلام، وتكامل عمل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية مع الرفض الاجتماعي والشعبي للحركات الإرهابية بطريقة تصب في مسار تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على عناصره الضالة.
كما أكد البيان إن هذا الهجوم الإرهابي هو تذكير بأهمية مضاعفة الجهود لمكافحة التنظيمات الإرهابية بالتعاون مع شركاء اليمن في مكافحة الإرهاب، وعدم التهاون في مواجهة هذه الأعمال، باعتبار الارهاب ظاهرة عالمية تستدعي تظافر كافة الجهود لاستئصالها والقضاء عليها.. داعيا المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الأعمال الإجرامية التي يتجاوز خطرها اليمن ليمتد إلى المنطقة والعالم.
ولفت إلى ان استئصال شافة الإرهاب يستوجب دعم الحكومة اليمنية ومؤسساتها للقيام بواجباتها وتقوية قدراتها للتعاطي مع التهديدات التي تمس الأمن والاستقرار على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
وعبرت الحكومة عن تعازيها الحارة لأسر الشهداء الذين سقطوا في هذه العملية الإجرامية الآثمة.. ووجهت بتقديم الرعاية لذويهم والعناية بالجرحى حتى يتماثلوا للشفاء.
وتلقى الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اتصالا هاتفيا من العميد طارق صالح لتعزيته في ضحايا الهجوم الإرهابي ضد قوات اللواء الثالث دعم وإسناد.
وأعرب طارق صالح عن خالص التعازي والمواساة للرئيس الزُبيدي، ولأسر وذوي الشهداء الأبطال من منتسبي القوات المسلحة الجنوبية الذين ارتقت أرواحهم الطاهرة في هذه الجريمة الإرهابية الغادرة، وتمنياته للجرحى بالشفاء العاجل.
وعبر الزُبيدي، عن خالص تقديره للعميد طارق صالح، على الاتصال ومبادرته لتقديم التعازي في ضحايا التفجير الإرهابي الغادر، مؤكدا أن مثل العمليات الجبانة لن تزيد قواتنا المسلحة الجنوبية إلا عزيمة على مواصلة جهودها في مكافحة هذه الآفة الخطيرة حتى استئصالها من شأفتها.
وأدانت سفارة الولايات المتحدة لدى اليمن بشدة الهجوم الإرهابي المروع الذي وقع في محافظة أبين، والذي أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى من القوات المسلحة الجنوبية.
وفي بيان رسمي، عبرت السفارة عن تعازيها القلبية لأسر الضحايا الذين فقدوا حياتهم في هذا الهجوم المأساوي، كما تمنت الشفاء العاجل للمصابين.
واقتحم الانتحاري الحواجز الامنية بسيارته المفخخة وقام بتفجيرها في مقر مدرسة الفريض التي تتمركز فيها القوات الجنوبية عند الساعة السابعة من صباح اليوم الجمعة.
إلى ذلك أعلن تنظيم القاعدة الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف ثكنة عسكرية لقوات اللواء الثالث دعم وإسناد في منطقة الفريض بمديرية مودية، محافظة أبين.
وأفاد التنظيم في بيان له، أن الهجوم نُفذ بسيارة مفخخة يقودها انتحاري، مستهدفاً القوات المتمركزة في الموقع.
ويأتي الهجوم الإرهابي الأخير ضمن سلسلة من الأعمال الإرهابية التي يشنها التنظيم في محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في الجنوب، للتغطية على الهزائم الكبيرة التي يتكبدها التنظيم الإرهابي من القوات الجنوبية والتي وصلت لمعاقل التنظيم الرئيسية في وادي عومران في مودية.