الرحلة من أكاديمية إلى عالم خفي..

كريستيانا بارسوني: المرأة الغامضة وراء أجهزة النداء المتفجرة.. دلالات وتبعات القصة (ترجمة)

في تطور مثير للأحداث، أثارت كريستيانا بارسوني، الرئيسة التنفيذية لشركة BAC للاستشارات، جدلاً واسعاً بعد ارتباط اسمها بأجهزة النداء المتفجرة التي تسببت في مقتل 12 شخصاً وإصابة أكثر من 2000 آخرين في لبنان. بينما تصر بارسوني على أنها لم تكن سوى وسيطة، تواصل الحكومة المجرية تحقيقاتها في هذا الأمر، وسط تقارير تشير إلى وجود صلات مع أجهزة استخبارات إسرائيلية.

قطع من جهاز النداء المنفجر في صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، 17 سبتمبر 2024

واشنطن

تتحدث كريستيانا بارسوني أرسيداكونو، التي تبلغ من العمر 49 عاماً، سبع لغات وتحمل درجة الدكتوراه في فيزياء الجسيمات. تعيش في شقة ببودابست، مليئة برسومات الباستيل لأشخاص عراة، وقد قادتها مهنتها إلى القيام بأعمال إنسانية في عدة دول في أفريقيا وأوروبا.

في تصريح لشبكة إن بي سي نيوز، نفت بارسوني أنها قامت بتصنيع أجهزة الاستدعاء المتفجرة التي أسفرت عن مقتل 12 شخصاً وإصابة أكثر من 2000 آخرين في لبنان. وذكرت أنها لم تكن سوى وسيطة، مضيفة: "أعتقد أنك أخطأت". ومنذ ذلك الحين، لم تظهر علناً، ولم يراها جيرانها، كما لم ترد على الاتصالات من وسائل الإعلام.

أغلقت السلطات شقتها في مبنى فخم ببودابست، حيث كان الباب مفتوحًا في وقت سابق من الأسبوع. قالت الحكومة المجرية إن أجهزة الاستخبارات أجرت عدة مقابلات معها بعد الانفجارات، وأكدت أن شركة BAC Consulting التي تملكها ليست لديها أي موقع تصنيع في المجر.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن شركة BAC Consulting كانت جزءًا من واجهة أنشأها شخصيات في الاستخبارات الإسرائيلية، وزعمت أن إسرائيل قامت بتصنيع الأجهزة كجزء من خدعة متقنة.

تشير آراء معارف بارسوني وزملائها السابقين إلى صورة امرأة ذكية، لكنها لم تستقر في وظيفة واحدة لفترة طويلة. وصفها أحدهم بأنها "شخصية حسنة النية"، وذكر آخر أنها "دائماً متحمسة لتجربة أي شيء جديد".

عملت بارسوني في عدة مشاريع إنسانية، منها برنامج مدته ستة أشهر لتدريب الليبيين في تونس. لكن تمت إقالتها قبل انتهاء العقد بسبب خلافات حول إدارتها للموظفين.

في منزلها، وجدت لوحة فنية حية لأشخاص عراة، وأخبرت امرأة تعيش في المبنى أنها كانت لطيفة ومتواصلة. وعلى الرغم من ممارستها للرسم، لم تحضر نادي الفن الذي كانت جزءًا منه منذ عدة سنوات.

ولدت بارسوني في سانتا فينيرينا قرب كاتانيا في صقلية، وتخرجت بشهادة الدكتوراه من جامعة لندن كوليدج، حيث لا تزال أطروحتها متاحة على الموقع الإلكتروني للجامعة. ومع ذلك، لم تُتابع مسيرتها العلمية بعد ذلك.

تشير السيرة الذاتية التي استخدمتها للحصول على وظائف سابقة إلى درجات علمية في السياسة والتنمية، لكن لم يتم التحقق منها. كما أنها قدمت نفسها كمديرة مشروع سابقة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن السجلات تشير إلى أنها كانت متدربة فقط.

تصف بارسوني نفسها بأنها عالمة تعمل على مشاريع متعددة التخصصات، مع التركيز على السياسة المتعلقة بالمياه والمناخ والاستثمارات.