شراكة مستقبلية متينة..

العلاقات الأميركية الإماراتية: تعاون دفاعي وشراكة استراتيجية لمستقبل الشرق الأوسط

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن الإمارات أصبحت شريكا دفاعيا رئيسيا للولايات المتحدة، خلال محادثاته مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وذلك في خطوة تعزز التعاون العسكري بين البلدين وتؤكد على دور الإمارات المحوري في تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

بايدن يشيد بدور الإمارات كحليف رئيسي في منطقة الشرق الأوسط

أبوظبي

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الإمارات تعتبر شريكا دفاعيا رئيسيا للولايات المتحدة، وذلك خلال محادثات جمعته مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والتي تناولت العديد من القضايا بما في ذلك تزايد الاضطرابات في الشرق الأوسط.

وأثنى بايدن على العلاقات المتينة مع الإمارات، واصفا إياها بأنها "أمة ريادية تتطلع باستمرار نحو المستقبل وتتحمل رهانات كبيرة"، مشيرا إلى أن الإمارات تتأهب لتصبح شريكا دفاعيا رئيسيا للولايات المتحدة.

هذا التصنيف لم يُمنح سوى للهند سابقا، ما يجعل الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط تنال هذا اللقب. ويعزز هذا الوضع التعاون العسكري بين البلدين، بما في ذلك التدريبات والمناورات المشتركة، ومختلف أشكال التعاون العسكري.

ويدرك الأميركيون أن هذا التصنيف لا يعبر فقط عن شراكة دفاعية تشمل صفقات عسكرية أو معدات متطورة، بل يُعد تقديرا لدور الإمارات الإقليمي وموقفها الهام في تحقيق المصالح الأميركية في منطقة الخليج والشرق الأوسط.

يعكس منح الإمارات صفة "الشريك الدفاعي الرئيسي" إدراك واشنطن لدور أبوظبي المحوري في تأمين الاستقرار الإقليمي، وذلك من خلال علاقاتها المتوازنة مع دول المنطقة، حتى مع الدول التي قد تختلف سياساتها مع الولايات المتحدة، إضافة إلى دورها في تعزيز الشراكات التي تعتمد على التعاون بدلا من النزاعات والحروب.

وتأتي هذه المحادثات في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة للانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر، ما يجعل هذه الشراكة الدفاعية المعلنة ملزمة لأي إدارة قادمة، سواء كانت برئاسة بايدن أو أي رئيس آخر. كما التقى الشيخ محمد بن زايد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، التي تعتبر المرشحة الديمقراطية المحتملة في الانتخابات.

وتوصلت إدارة بايدن إلى إدراك متأخر بأن سياساتها تجاه أمن الخليج لم تكن كافية، ما دفع الدول الخليجية، بما فيها الإمارات، إلى تبني استراتيجيات تنويع الشراكات الاقتصادية والأمنية لتجنب الاعتماد الكلي على الولايات المتحدة.

من جهة أخرى، يعتبر الأميركيون موقف الإمارات النقدي المتزن تجاه شراكتها مع واشنطن عنصرا إيجابيا يسهم في تصويب العلاقات الثنائية، ويبدد الغموض حول بعض السياسات الأميركية تجاه الخليج.

وتسعى إدارة بايدن إلى تصحيح تلك الأخطاء في التقدير عبر تعزيز علاقاتها مع الإمارات، مما يفتح الباب أمام شراكة صحية مع الإدارة الديمقراطية المقبلة إذا فازت هاريس، كما يمهد الطريق لإعادة إحياء الاتفاقيات الدفاعية التي تم توقيعها خلال إدارة ترامب، والتي تشمل حصول الإمارات على مقاتلات أف 35 وطائرات مسيرة متطورة.

وتناول لقاء بايدن والشيخ محمد بن زايد ملفات الشرق الأوسط، بما في ذلك الأوضاع في غزة، التصعيد في لبنان، والوضع في السودان. وعبّر الطرفان في بيان مشترك عن أهمية تسريع إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.

كما أشاد الشيخ محمد بن زايد بالجهود المشتركة بين الولايات المتحدة، مصر، وقطر لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، داعيا إلى استئناف المسار السياسي لتحقيق سلام دائم وعادل قائم على حل الدولتين.

وأعلن بايدن عن اطلاعه على آخر التطورات في الصراع بين إسرائيل ولبنان، وأكد أن فريقه يعمل على تهدئة الوضع لضمان سلامة المواطنين.

أما فيما يتعلق بالصراع في السودان، فقد أكد بايدن والشيخ محمد بن زايد في بيان مشترك عدم وجود حل عسكري للأزمة، محذرين من مخاطر وقوع فظائع وشيكة في دارفور، داعين جميع الأطراف للامتثال للقانون الإنساني الدولي.

والتقى الشيخ محمد بن زايد أيضا بكامالا هاريس في اجتماع منفصل، حيث أثارت الأخيرة مخاوفها بشأن الصراع المستمر في السودان. وتأتي هذه الزيارة كأول زيارة رسمية للشيخ محمد بن زايد إلى الولايات المتحدة كرئيس للإمارات، بعد زيارات سابقة عندما كان وليا للعهد، منها لقاءه بالرئيس أوباما عام 2015 وترامب عام 2017، بالإضافة إلى لقائه بايدن في جدة عام 2022.