عقدٌ من هيمنة الاذرع الايرانية اليمنية..

بعد عشر سنوات.. كيف أصبح الحوثيون التهديد الأكبر في اليمن والخليج؟

في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات في المنطقة، ترى دول الخليج أن تهديدات الحوثيين لم تعد مقتصرة على اليمن فحسب، بل أصبحت تمثل خطراً مباشراً على أمن المنطقة والعالم، بينما يزداد الحديث عن احتمالية نشوب مواجهة واسعة النطاق قد تغير ملامح الصراع اليمني من جديد.

عشر سنوات على استيلاء الحوثيين على السلطة في اليمن

واشنطن

بعد مرور عشر سنوات على سيطرة الحوثيين على السلطة في اليمن، ووسط ما يعتبره المحللون أخطاءً ارتكبتها الدول الغربية بتكريس سلطتهم عبر اتفاقية ستوكهولم التي أعادت لهم ما حققته الحكومة اليمنية وحلفاؤها من انتصارات ميدانية، باتت التهديدات التي حذرت منها دول الخليج أكثر وضوحاً وواقعية، وتطال الغرب ذاته.

في 21 سبتمبر 2014، تمكن مقاتلو الحوثي، والمعروفون رسميًا بحركة "أنصار الله"، من اجتياح العاصمة صنعاء وأصبحوا الحكام الفعليين لمعظم سكان اليمن. وبهذا الحدث الذي وصفه المحللون بأنه انقلاب كلاسيكي، بدعم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي انتهى مقتله على يد حلفائه الحوثيين، تأكد للعالم أن الحوثيين لم يعودوا مجرد حركة تمرد صغيرة يمكن تجاهلها.

منذ الاستيلاء على السلطة، شرعت إيران في تقديم الدعم المتزايد للحوثيين، بداية من عام 2010 بإرسال سفن تجسس ومستشارين عسكريين وشحنات من الأسلحة. واستمر هذا الدعم في التحول التدريجي للحوثيين إلى "حزب الله الجنوبي"، مما جعلهم يشكلون تهديدًا أكبر على المنطقة.

ويعتقد المحللون أن إخراج الحوثيين من السلطة اليوم سيحتاج إلى جهد طويل الأمد ربما يستغرق سنوات أو حتى عقود، وربما يفرض العودة إلى الحرب داخل اليمن. ورغم أن هذا السيناريو لم يتم اعتماده حتى الآن، إلا أن الحرب تبدو تقترب شيئًا فشيئًا.

يبرز التهديد الحوثي الآن بشكل مباشر لدول المنطقة، حيث تعلم الحوثيون أن استخدام التهديدات يمكن أن يؤتي ثماره، ولكن ما سيتطلبه الأمر مستقبلاً هو مواجهة شاملة لتجنب المزيد من التصعيد.

ويشير مايكل نايتس، الباحث في معهد واشنطن، إلى أن التدخل الدولي في اليمن كان بطيئًا وغير فعّال، حيث أضاعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة فرصة حاسمة في عام 2018 بعد اتفاقية ستوكهولم، التي أعادت ساحل البحر الأحمر إلى سيطرة الحوثيين، ما أتاح لهم مواصلة هجماتهم على الشحن العالمي.

وعلى الرغم من الهجمات الحوثية المتكررة، فإنها أصبحت أكثر تعقيدًا، حيث يستخدم الحوثيون الآن طائرات مسيرة وزوارق مفخخة وصواريخ مضادة للسفن، مستفيدين من ضعف الوجود البحري الدولي في البحر الأحمر.

مع مرور عشر سنوات على سيطرة الحوثيين، لا يزال الغرب يعاني من تبعات هذه الأزمة، مع تصاعد التهديدات الحوثية تجاه مصالحه ومصالح حلفائه. يرى المحللون أن الحاجة الملحة الآن هي إعادة التركيز على قطع العلاقات بين الحوثيين وإيران لمنع المزيد من التصعيد في المنطقة، والذي قد يؤدي إلى إشراك الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل أوسع في الصراع المستقبلي.

في ظل هذه الأجواء المشحونة، لا تزال الرؤية الأكثر أهمية تتمثل في إدراك أن مواجهة الحوثيين ستكون ضرورية، ولكنها قد تأتي بتكلفة كبيرة، وقد لا يكون هناك وقت طويل قبل أن يتصاعد الصراع مجددًا في اليمن والمنطقة.