"سطوة شرطة الأخلاق"..

تزايد الاحتجاجات النسائية في إيران: هل يفشل نظام الملالي في فرض سلطته؟

أثارت حادثة فتاة إيرانية جامعية خلعت ملابسها احتجاجًا على مضايقات من شرطة الأخلاق بسبب ارتدائها الحجاب بطريقة غير مطابقة، موجة من التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي في إيران.

حملة تضامن واسعة مع فتاة إيرانية تواجه قيود النظام

طهران

تفاعل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع حادثة مثيرة للجدل لفتاة إيرانية جامعية، أقدمت على خلع ملابسها الخارجية بعد تعرضها لمضايقات من قبل عناصر شرطة الأخلاق بسبب ارتدائها الحجاب بشكل غير مطابق للمعايير الصارمة. وأوضح ناشطون إيرانيون أن الفتاة قامت بهذا التصرف احتجاجًا على المضايقات، في حين ذكرت وسائل إعلام إيرانية أنها تصرفت بمفردها دون مضايقات جسدية، وزعمت تقارير أخرى بأنها تعاني من اضطرابات نفسية.

سلط الحادث الضوء على الضغوط التي تواجهها النساء في إيران، حيث يتم التدخل في تفاصيل حياتهن اليومية، بما في ذلك طريقة التفاعل مع زملاء الدراسة في الجامعات. وتداولت مواقع فارسية الفيديو الذي وثق الواقعة، كما أكد موقع "أمير كبير" الإيراني أن الفتاة تعرضت للضرب أثناء اعتقالها، معتبرين أن الحادثة تعكس مدى القمع الذي تعانيه النساء في بلد يسيطر عليه نظام استبدادي منذ عقود.

وأصدر "اتحاد الطلاب التقدميين" في إيران بيانًا تضامنًا مع الطالبة، وتعهد فيه بعدم تركها وحدها، موجهًا رسالة صارمة للنظام الإيراني. كما عبّرت شخصيات بارزة عن دعمها، مثل الممثلة الإيرانية كتايون رياحي والناشط السياسي حسين رونقي، اللذين وصفا الحادثة بأنها "انتفاضة ضد القمع" وصرخة للحرية في وجه النظام.

وعلى صعيد آخر، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الطالبة نقلت إلى مستشفى للأمراض النفسية بعد اعتقالها، بينما بررت وكالة "فارس" تصرفات ضباط الأمن بفرض قواعد الحجاب الإلزامية، ووصف البعض احتجاج الطالبة بـ"الإرهاب" الداخلي.

اعتبر مراقبون أن الواقعة تؤكد فشل النظام الإيراني في إخضاع النساء رغم القيود الصارمة، وأعرب مستخدمون عرب على مواقع التواصل عن تضامنهم مع الفتاة، مشيرين إلى أن هذه الحادثة تُعد تحذيرًا للدول التي تتواجد فيها ميليشيات إيرانية من مصير مماثل للنساء.

دعت منظمة العفو الدولية فرع إيران إلى إطلاق سراح الطالبة فورًا دون قيد أو شرط، وطالبت بإجراء تحقيق مستقل حول مزاعم تعرضها للعنف الجسدي والجنسي خلال الاعتقال.

وتأتي هذه الواقعة في سياق القيود الصارمة التي تفرضها إيران على لباس النساء، والتي أثارت موجة من الاحتجاجات الشعبية منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في سبتمبر 2022 أثناء احتجازها من قِبَل شرطة الأخلاق. وقد أسفرت تلك الاحتجاجات عن سقوط مئات القتلى واعتقال الآلاف، فيما واجهت إيران انتقادات دولية متزايدة على خلفية تدهور حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين.

في إبريل الماضي، أطلقت السلطات الإيرانية حملة واسعة لإلزام النساء بالحجاب، في حين حذرت بعثة الأمم المتحدة المعنية بإيران من تكثيف السلطات قمعها للنساء، مشيرة إلى أن هذا القمع يشمل إصدار أحكام بالإعدام ضد ناشطات.