اتهامات متبادلة وتصعيد إعلامي..
مرور سفينة إسرائيلية عبر قناة السويس تكشف صراع المصالح.. من يوجه الاتهامات ومن المستهدف؟
أثار عبور سفينة حربية يُعتقد أنها إسرائيلية عبر قناة السويس موجة جدل واسعة في مصر، وسط اتهامات من قِبل جهات معارضة بأن السلطات المصرية تسهّل مرور السفن الإسرائيلية، في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً في العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.
أثار ظهور مقطع فيديو لسفينة حربية يُعتقد أنها إسرائيلية تعبر قناة السويس موجة من الجدل في مصر، في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً للعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان. واندلعت حملة منظمة من الانتقادات تقودها جهات محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين وأنصار جماعة الحوثي وحزب الله.
وفي ردها على هذا الجدل، أكدت إدارة قناة السويس في بيان رسمي أن "مرور السفن الحربية والتجارية يخضع لحرية الملاحة المنصوص عليها في اتفاقية القسطنطينية"، مشيرة إلى التزامها بتطبيق الاتفاقيات الدولية التي تكفل حرية المرور لجميع السفن.
وأضاف البيان أن عبور السفن الحربية يخضع لإجراءات خاصة تتماشى مع بنود اتفاقية القسطنطينية الموقعة عام 1888، والتي تنص على أن قناة السويس تبقى مفتوحة لجميع السفن، سواء في أوقات الحرب أو السلم، دون تمييز على أساس جنسية السفينة.
على الصعيد الإعلامي، انتقد الإعلامي المصري أحمد موسى، مقدم برنامج "على مسؤوليتي" على قناة صدى البلد، الحوثيين لعدم مهاجمتهم السفينة الإسرائيلية رغم استهدافهم سفناً مدنية غير إسرائيلية في باب المندب بذريعة دعم الفلسطينيين. ورد نصرالدين عامر، نائب رئيس الهيئة الإعلامية لأنصار الله، قائلاً إن تصريحات موسى "غير دقيقة"، نافياً عبور السفينة من البحر الأحمر.
واتهم موسى الإخوان وإسرائيل بمحاولة تدويل ملف قناة السويس لتبرير وضعها تحت إدارة دولية في حال منعت مصر مرور السفن الإسرائيلية.
بدورها، وصفت صحيفة "اليوم السابع" المصرية الحملة الإعلامية ضد مصر بـ"الممنهجة"، حيث تم نشر صور قديمة لسفن حربية غربية تعود لعام 1998 لتوظيفها في إطار التشكيك في دور الدولة المصرية.
وفي هذا السياق، هاجم الإعلامي يوسف حسين، مقدم برنامج "جوشو"، الحكومة المصرية، مشيراً إلى "تعاونها مع إسرائيل" وانتقد الصحفي الموالي للإخوان "خيانات" الحكومة المصرية، مُذكراً بأن إسرائيل خرقت اتفاقية كامب ديفيد.
في السياق ذاته، انتقد المعارض عمرو واكد ما وصفه بـ"نشر المخابرات المصرية لمعلومات مغلوطة"، مشيراً إلى استحالة استهداف السفينة الإسرائيلية من اليمن بسبب موقعها.
وعلى خلفية تقارير إعلامية حول وصول شحنة متفجرات إسرائيلية عبر ميناء الإسكندرية، نفت مصر الخميس تقديم أي مساعدة لإسرائيل، حيث أكد الجيش المصري أنه "لا يوجد أي تعاون مع إسرائيل". ونفى مسؤول مصري مزاعم استقبال ميناء الإسكندرية لسفينة ألمانية تحمل مواد عسكرية لإسرائيل، مؤكداً أنها "أكاذيب تهدف لتشويه دور مصر في دعم القضية الفلسطينية".
وذكر مركز الدعم القانوني الأوروبي أن شحنة المتفجرات على متن السفينة الألمانية إم.في كاثرين، والتي مُنعت من دخول موانئ أفريقية ومتوسطية، قد تستخدم في ذخائر تُوجه ضد غزة.
وتواصل مصر تأكيد دعمها للشعب الفلسطيني، حيث تقوم بجهود وساطة لإنهاء الحرب على غزة، وشاركت مؤخراً في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، منددة بالانتهاكات الإسرائيلية.