الانتخابات الأمريكية..
السباق الرئاسي الأميركي: أحداث مفصلية وتوترات متصاعدة تغير مسار الانتخابات
شهد السباق الرئاسي الأميركي أحداثًا درامية غيرت مسار الحملات الانتخابية لكلا الحزبين، حيث تكافح حملة ترامب لاحتواء الجدل الإعلامي، بينما تواجه حملة هاريس تحديات جديدة مع دخولها المتأخر للسباق.
شهد السباق الرئاسي الأميركي لحظات حاسمة غيّرت مسار الحملات الانتخابية لكلا الحزبين، مخلفةً أصداء واسعة وتأثيرات غير متوقعة دفعت المستشارين إلى محاولة معالجة الأخطاء والسعي لضمان استمرارية المرشحين، وسط قاعدة كبيرة من الناخبين المترددين.
بالنسبة للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، اضطرت حملته تارة للتبرير وتارة للصمت في مواجهة ما وصفه بـ"المعارضة الشرسة" من الإعلام الليبرالي، الذي لم يتردد ترامب في اتهامه بالتحامل عليه. في المقابل، واجهت حملة كامالا هاريس تحديات مماثلة، حيث اضطرت لتبرير تأخرها في دخول السباق والدفاع عن سجل هاريس كنائبة للرئيس بايدن، في محاولة لرسم مسار سياسي مغاير.
ورغم الأموال الطائلة التي أُنفقت على الحملتين، لم يكن ذلك كافياً لتجنب الأزمات، والتي غالباً ما نتجت عن زلات لسان المرشحين أو سوء تقدير للمواقف، ما أوقعهم في حرج أمام الرأي العام.
وقد تعرض ترامب لمحاولة اغتيال في تجمع بولاية بنسلفانيا كادت أن تغير مسار السباق، لكن صورته بعد الحادث وهو يرفع قبضته بإشارة النصر والدماء متناثرة على وجهه أسهمت في تعزيز صورته بين أنصاره.
شهد الحزب الديمقراطي انقلاباً داخلياً بعد إحدى المناظرات الرئاسية، حيث قرر استبدال بايدن بكامالا هاريس كمرشحة رئيسية، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً داخل الحزب، بعد أن كان ترامب يصف بايدن بـ"جو النعسان". ورأى الحزب أن هاريس ستكون مرشحة أكثر ملاءمة لمواجهة ترامب، ما أضعف حجته بشأن تقدم بايدن في العمر.
وتركزت الحملة الإعلامية لجي دي فانس، نائب ترامب، على مهاجمة هاريس في قضايا اجتماعية، إذ أطلق عليها لقب "سيدة القطط" لإيحاءات حول حياتها الشخصية، مستهدفاً مواقفها تجاه قضايا الإنجاب. وسرعان ما انتشرت تصريحاته على الإنترنت، مستقطباً مزيداً من الجدل.
لم يتوقف ترامب عن استخدام لغة هجومية ضد هاريس، إذ اتهمها بتضليل الناخبين بشأن هويتها العرقية خلال تجمع صحفي في شيكاغو، مدعياً أنها تستخدم خلفيتها العرقية لاستقطاب الأصوات. كما أثار ترامب الجدل بتصريحات أخرى، واعداً بترحيل جماعي للمهاجرين، ما أثار قلقاً حول كيفية تنفيذ خططه الصارمة.
وفي إطار التصعيد الانتخابي، قرر ترامب رفض إجراء مناظرة أخرى مع هاريس، معللاً ذلك بأن "الخاسر هو من يطلب مناظرة جديدة". وجاء ذلك وسط انقسام في الرأي العام الأميركي حول من كان أكثر إقناعاً، خاصة بعد حديثه عن قضية "سنترال بارك 5".
ووسط هذا السباق المحموم، أعلنت هاريس عن اختيارها تيم والز كنائب لها، بعد مقابلات أجرتها مع عدة مرشحين، بينهم حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو. وظهر والز في نهاية الحملة داعياً الناخبين للتصويت لهاريس، مؤكداً أن هذا سيجعلهم في غنى عن رؤية "العجوز" - في إشارة إلى ترامب - على شاشات التلفاز.
إلى جانب السباق الرئاسي، تشكل انتخابات مجلس النواب محطة مفصلية قد تغير توازن القوى، إذ تشير التقديرات إلى أن الحزب الذي يخسر السباق الرئاسي قد يكون الأوفر حظاً لاستعادة مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي.
من جهة أخرى، أدلى ترامب بصوته في فلوريدا، رغم إدانته بعدة تهم في نيويورك، مستفيداً من قوانين الولاية التي تسمح له بالتصويت طالما لم يُسجن. وعقب الإدلاء بصوته، أعلن عن ثقته في الفوز، متوقعاً أن النتائج ستكون لصالحه.
وفي سباق مجلس الشيوخ، فاز جيم جاستيس بمقعد ويست فرجينيا، ما أعطى الجمهوريين دفعة قوية. كما فاز السناتور تيد كروز بمقعد تكساس، مؤكداً على دوره في قضايا الهجرة والحدود، وسط تحالفه المستمر مع ترامب.