توتر خلف الكواليس..

إسرائيل تدمر معدات نووية إيرانية حيوية: تطورات جديدة في المواجهة الإقليمية

كشف تقرير أميركي حديث عن تفاصيل الضربة الإسرائيلية على مجمع "بارشين" العسكري الإيراني، والتي استهدفت منشأة "طالقان 2"، موضحًا أن العملية أدت إلى تدمير معدات حيوية تُعد أساسية لتطوير أسلحة نووية.

إيران تجري أبحاثا سرية لتطوير الأسلحة النووية

تل أبيب

كشفت مصادر أميركية وإسرائيلية، عبر موقع "أكسيوس" الإخباري، الجمعة، عن تفاصيل مثيرة بشأن الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت إيران في أواخر أكتوبر الماضي، مشيرة إلى أنها دمرت معدات حيوية لتطوير سلاح نووي. تأتي هذه التطورات وسط تعهدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس الأميركي جو بايدن بعدم المساس بالمنشآت النفطية والنووية الإيرانية، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذه العمليات على العلاقات الثنائية ومستقبل الملف النووي الإيراني.

وقال مسؤولان إسرائيليان إن الضربة الإسرائيلية على مجمع "بارشين" العسكري الإيراني في أواخر أكتوبر الماضي والتي أعلنت طهران سابقا أنها غير نشطة "ستجعل من الصعب للغاية على إيران تطوير جهاز تفجير نووي إذا اختارت القيام بذلك".

ولفت التقرير الأميركي إلى أن المعدات المتطورة التي تم تدميرها "ضرورية لتصميم واختبار المتفجرات البلاستيكية التي تحيط باليورانيوم في الجهاز النووي والتي تعد ضرورية لتفجيره".

ويعود تاريخ هذه المعدات إلى ما قبل أن تُنهي إيران برنامجها النووي العسكري في عام 2003، بينما قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لـ"أكسيوس" إن إيران استأنفت أبحاثها النووية الحساسة خلال العام الماضي، لكنها لم تتخذ خطوات نحو بناء سلاح نووي فعلي.

وقال المسؤولون الإسرائيليون إنه "إذا قررت إيران السعي للحصول على سلاح نووي، فسوف تحتاج إلى استبدال المعدات التي دمرت، وإذا حاولت إيران الحصول عليها، فإنهم يعتقدون أنهم سوف يتمكنون من تعقبها".

ووصف مسؤول إسرائيلي كبير هذه المعدات بأنها "تشكل عنق زجاجة، وبدونها فإن الإيرانيين سيجدون أنفسهم عالقين".

ورغم أنه من غير الممكن التحدث بوضوح تام عن الخطط والقدرات النووية الإيرانية، لكن المسؤولين الإسرائيليين "يصفون الصورة الاستخباراتية كما يفهمونها"، وفق التقرير.

وقبل عام 2003، استخدمت طهران منشأة "طالقان 2" في مجمع "بارشين" العسكري لاختبار المتفجرات اللازمة لتفجير جهاز نووي، وفقًا لمعهد العلوم والأمن الدولي.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن المعدات تم تطويرها كجزء من البرنامج النووي العسكري الإيراني الذي أُغلِق الآن، وتم تخزينها في المنشأة لمدة لا تقل عن عقدين من الزمن.

ويقول المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون لـ"أكسيوس" إن إيران استأنفت خلال العام الماضي الأبحاث التي يمكن استخدامها لتطوير الأسلحة النووية، ولكن يمكن تبريرها أيضا باعتبارها أبحاثًا لأغراض مدنية.

وقال مسؤول أميركي "لقد أجروا أنشطة علمية من شأنها أن تمهد الطريق لإنتاج سلاح نووي وكان الأمر سريًا للغاية.. وكان جزء صغير من الحكومة الإيرانية على علم بهذا الأمر، لكن أغلب أعضاء الحكومة الإيرانية لم يكونوا على علم به".

ولم يتم استخدام المعدات الموجودة في منشأة "طالقان 2" في هذا البحث، ولكن كان من الممكن أن تصبح حاسمة في المراحل الأخيرة إذا قررت إيران التحرك نحو صنع القنبلة النووية، حسب التقرير.

وقال مسؤول إسرائيلي "هذه المعدات سوف يحتاجها الإيرانيون في المستقبل إذا كانوا يريدون تحقيق تقدم نحو امتلاك قنبلة نووية.. والآن لم يعد لديهم هذه المعدات.. وسوف يحتاجون إلى إيجاد حل آخر".

وأشار "أكسيوس" إلى أنه عندما أعدت إسرائيل ردها على الهجوم الصاروخي الضخم الذي شنته إيران في الأول من أكتوبر، تم اختيار منشأة "طالقان 2" هدفًا.

وبينما قال مسؤولون أميركيون إن الرئيس جو بايدن طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية -حتى لا يؤدي ذلك إلى إشعال حرب مع إيران- لكن "طالقان 2" لم يكن جزءًا من البرنامج النووي الإيراني المعلن، وبالتالي لن يتمكن الإيرانيون من الاعتراف بأهمية الهجوم دون الاعتراف بانتهاكهم لمعاهدة حظر الانتشار النووي.

وقال مسؤول أميركي إن الضربة كانت "رسالة غير مباشرة"، مفادها أن الإسرائيليين لديهم أعين ثاقبة في النظام الإيراني "حتى عندما يتعلق الأمر بأمور ظلت سرية للغاية ومعروفة لمجموعة صغيرة للغاية من الأشخاص في الحكومة الإيرانية".

وفي 25 من الشهر الماضي نفذ الجيش الإسرائيلي ضربات "دقيقة وموجهة" على إيران استهدفت منشآت لصنع الصواريخ ومنظومات صواريخ أرض-جو وقدرات جوية أخرى في مناطق عدّة في البلاد.

وقال نتنياهو إن إسرائيل اختارت أهدافها التي هاجمتها في إيران بناء على مصالحها الوطنية وليس وفقا لما أملته عليها واشنطن بعد أن تعهد بعدم استهداف المواقع النووية والنفطية الإيرانية.

وفي المقابل طالب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بعدم تهويل او التقليل من حجم الضربات الإسرائيلية على بلاده بينما تعهد مسؤولون عسكريون إيرانيون بالرد على الضربات.

وبدت الحكومة الإسرائيلية مرتاحة لعودة ترامب إلى البيت الأبيض. وتعتقد أن الإدارة الأميركية المقبلة ستكون "أكثر تأييدا ودعماً" لسياسات الحكومة الإسرائيلية اليمينية تجاه إيران ووكلائها في المنطقة.

ويأتي ذلك في وقت أكدت فيه الولايات المتحدة أنها تنتظر من طهران تغييرا حقيقيا في "سلوكها"، وذلك بعد تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، التي أعرب فيها عن رغبة بلاده في "إزالة الغموض والشكوك" حول برنامجها النووي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتل، في إيجازه الصحفي، الخميس "أعتقد أننا مترددون في تفسير أي شيء كإشارة حول ما إذا كانت إيران ترغب في تغيير سلوكها أم لا".

وأضاف أن الولايات المتحدة تريد من إيران في نهاية المطاف "تغييرا فعليا في السلوك وأفعالا ملموسة.. وليس مجرد إشارة أو تلميح لشيء ما".

وأجرى رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، محادثات في طهران، الخميس، مع الرئيس الإيراني وعدد من المسؤولين.

وسعى ترامب خلال ولايته الأولى إلى ممارسة "ضغوط قصوى" على إيران، وانسحب من الاتفاق النووي الذي أُبرم خلال ولاية سلفه باراك أوباما، رغم إعلانه مؤخرا انفتاحه على مسار دبلوماسي مع طهران.

وصعدت إسرائيل من ضغوطها على إيران، بما في ذلك من خلال الضربات العسكرية المباشرة، حيث حذر وزير الدفاع يسرائيل كاتس مؤخرا من أن إيران "أكثر عرضة من أي وقت مضى لضربات على منشآتها النووية".

وبدورها، شنت إيران ضربات مباشرة على إسرائيل خلال الأشهر الماضية، بالإضافة إلى الهجمات التي تشنها أيضا الجماعات المسلحة الموالية لها في المنطقة.