تهديد الملاحة البحرية..
من صنعاء إلى البحر الأحمر: الحوثيون يختبرون سياسات ترامب الخارجية.. ما المتوقع؟
مع اقتراب الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، من تولي سلطاته في البيت الأبيض، تبرز هجمات الحوثيين المتزايدة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر كأحد أبرز التحديات الإقليمية التي تواجه إدارته الجديدة.
يقترب الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، من تسلم سلطاته في البيت الأبيض وسط تحديات دولية معقدة، أبرزها تصاعد هجمات الحوثيين على الملاحة البحرية في البحر الأحمر، ما يثير تساؤلات حول استراتيجية الإدارة الأميركية الجديدة للتعامل مع هذه التهديدات.
التحدي الحوثي وسياسات واشنطن الجديدة
المحلل السياسي والعسكري في معهد هدسون، ريتشارد وايتز، يؤكد أن سياسات ترامب تجاه الحوثيين لن تكون بمعزل عن التعامل مع إيران، مشيراً إلى احتمالية اتباع نهج حازم يشمل إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، وفرض عقوبات صارمة على الجماعة المدعومة من طهران لتجفيف مواردها المالية.
منذ نوفمبر 2023، كثّف الحوثيون هجماتهم على سفن تجارية وعسكرية في البحر الأحمر وبحر العرب، مبررين ذلك بدعم الفلسطينيين في غزة خلال الحرب مع إسرائيل. كما أعلنوا لاحقاً استهداف إسرائيل مباشرة بالصواريخ والمسيرات، ما أضاف بعداً جديداً للتصعيد.
"السلام من خلال القوة" سياسة مرتقبة
محمد الباشا، المحلل الأمني في واشنطن ومؤسس مجموعة "الباشا ريبورت"، يرى أن سياسة ترامب ستسعى لعزل الحوثيين دبلوماسياً ومالياً بدلاً من تصعيد العمليات العسكرية المباشرة. ويشير الباشا إلى احتمال تخفيض المساعدات الأميركية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، مما قد يؤثر على خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن.
ويضيف أن فريق ترامب المختار لإدارة السياسة الخارجية، والذي يضم وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مارك والتز، قد يتخذ خطوات مبكرة لإعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وهو ما يعكس توجهاً أكثر تشدداً تجاههم.
التصعيد في البحر الأحمر
تزامناً مع الهجمات الحوثية، نفذت القوات الأميركية والبريطانية غارات جوية استهدفت مواقع للجماعة في اليمن، تشمل مخازن أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ. كما أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) عن التصدي لهجمات مسيّرات وصواريخ حوثية استهدفت سفناً تجارية وعسكرية، مشيرة إلى أن هذه العمليات تهدف إلى حماية حرية الملاحة وردع التهديدات.
مارك فوكس، النائب الأسبق لقائد القيادة المركزية الأميركية، وصف الحوثيين بالجماعة "المارقة"، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستواصل استخدام جميع الوسائل المتاحة لضمان أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر، مشيراً إلى أن استمرار الحوثيين في تنفيذ الهجمات قد يستدعي ضربات أكثر حدة مستقبلاً.
اختبار مبكر لإدارة ترامب
في ظل استمرار الهجمات الحوثية وارتباطها الوثيق بالدعم الإيراني، تبدو خيارات الإدارة الأميركية الجديدة تحت قيادة ترامب متعددة، تتراوح بين العقوبات الاقتصادية، والدبلوماسية، والردع العسكري. البحر الأحمر سيبقى ميداناً رئيسياً لاختبار مدى قدرة واشنطن على مواجهة هذه التحديات الإقليمية وحماية مصالحها وحلفائها في المنطقة.