رحلة في عالم الفن والغموض..

فيروز.. أيقونة الفن العربي تتربع على عرش القلوب مع كل ذكرى ميلاد

تحوّل الاحتفال بعيد ميلاد فيروز إلى مناسبة سنوية يحتفي بها عشاقها في لبنان والعالم العربي، في مشهد يُجدد مكانتها كظاهرة فنية وإنسانية خالدة. ورغم غيابها عن الأضواء منذ سنوات، فإن صوتها وأغانيها يستمران في إحياء الذكريات، وتوحيد الأجيال على حبٍ مشترك لنجمٍ لا يأفل.

الفنانة فيروز

بيروت

تحوّل الاحتفال بعيد ميلاد الفنانة فيروز إلى تقليدٍ سنوي يتجدّد في 21 نوفمبر، حيث تتسابق وسائل الإعلام والمنصات الرقمية لإحياء هذه المناسبة في حالة من التقدير الجماعي. هذا الاهتمام المتجدّد يعكس حضور فيروز الراسخ في قلوب جمهورها اللبناني والعربي، ويبرز تحولها إلى رمزٍ فني وثقافي يتجاوز الأجيال، رغم غيابها شبه الكامل عن الساحة العامة. غير أن هذه الاحتفالية تثير أسئلة حول الغموض الذي يكتنف حياتها الشخصية ومسيرتها الفنية، منذ بداياتها وحتى اليوم.  

تتباين الروايات حول تاريخ ميلاد فيروز، إذ تشير الوثائق الرسمية إلى 20 نوفمبر 1934، بينما تروج روايات أخرى لتاريخ 21 نوفمبر 1935. في حديث إذاعي أجرته عام 1955، صرّحت فيروز بأنها تبلغ 20 عاماً، ما يدعم رواية ولادتها عام 1935. على الجانب الآخر، تُظهر مقابلة نُشرت عام 1957 أن فيروز نفسها لم تكن متأكدة تماماً من تاريخ ميلادها، مما يعكس الطابع الغامض الذي يحيط بهذه الشخصية الاستثنائية.

ظهر اسم فيروز لأول مرة في الصحافة اللبنانية في فبراير 1950 عبر خبرٍ مقتضب في مجلة "الإذاعة"، حيث أعلن الموسيقي حليم الرومي عن اكتشاف "صوت جديد" يُعتبر من أعذب الأصوات الغنائية. ومنذ تلك اللحظة، بدأت فيروز رحلتها الفنية تحت هذا الاسم، بينما ظل اسمها الحقيقي، نهاد وديع حداد، غائباً عن الأضواء حتى عام 1952.  

كانت أغنية "تركت قلبي وطاوعت حبك" أول عمل منفرد لفيروز، أُذيع في فبراير 1950، لتبدأ بعدها بتقديم أعمال متنوّعة شملت الأغاني الراقصة والألحان الوطنية. خلال العام نفسه، غنت "يا حمام يا مروح بلدك" و"رومبا عطشان"، متعاونة مع ملحنين مثل حليم الرومي وجورج فرح.  

رغم التنوع الفني في بداياتها، لم يكن واضحاً حينها أنها ستتحول إلى ظاهرة فنية خالدة. لكن صوتها الفريد وأداؤها المتميز مهّدا الطريق نحو الشهرة، ليصبح اسم فيروز مرادفاً للإبداع والتجدد.  

إن الاحتفال بعيد ميلاد فيروز ليس مجرد مناسبة للذكرى، بل هو فرصة لتأمل أثرها الثقافي والفني الذي يتجاوز حدود الزمن. ومن خلال هذا الاحتفاء، يظل اسمها مشعاً، حاضراً في كل منزل، نابضاً بالحياة في قلوب محبيها حول العالم.