خطوة استراتيجية أم مناورة؟
الإخوان في اليمن يغيّر استراتيجيته: صالح من "الخصم" إلى "رمز الجمهورية"
يأتي هذا التحول في إطار موجة مصالحات أوسع أطلقها الحزب مع مختلف مكونات معسكر الشرعية اليمنية، بهدف توحيد الصفوف في مواجهة جماعة الحوثي، ولكن تحت مظلة الإصلاح وقيادته.
يشهد حزب التجمع اليمني للإصلاح، الفرع المحلي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، تحولًا لافتًا في موقفه من الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح. فبعد سنوات من انتقاده الحاد واعتباره مسؤولًا عن أزمات البلاد، وتحويل الأحداث المناهضة لحكمه مطلع العقد الماضي إلى "ثورة شبابية"، تغيّر الخطاب ليصف صالح بـ"الشهيد"، ويثني على خلافه مع جماعة الحوثي الذي انتهى بمقتله في ديسمبر 2017.
ويرجع مراقبون هذا التحول إلى استراتيجية جديدة يتبعها حزب الإصلاح تهدف إلى إعادة توحيد مكونات معسكر الشرعية اليمنية لمواجهة جماعة الحوثي، لكن بقيادة الحزب نفسه هذه المرة. وفي إطار هذه الاستراتيجية، نظم الحزب في معقله الرئيسي بمدينة مأرب، احتفالية استثنائية بذكرى مقتل صالح، حيث ركزت الفعالية وخطاب إعلام الحزب على إبراز مناقب صالح وتضحياته، متجنبة الانتقادات السابقة التي طالما وُجهت إليه.
وشهدت الاحتفالية تمثيلًا رسميًا كبيرًا من السلطة المحلية في مأرب، بقيادة سلطان العرادة، القيادي البارز في حزب الإصلاح، إلى جانب حضور سياسيين ووجهاء قبليين. وأشاد المشاركون بدور مأرب كمركز للتحركات الوطنية الرامية لاستعادة "الحرية والكرامة"، في إشارة إلى سعي الإصلاح لتوحيد فرقاء المشهد اليمني تحت قيادته.
حيث جاءت بوادر هذا التحول في تصريحات القيادي الإصلاحي علي محسن الأحمر، الذي أشاد عبر منصة "إكس" بالاحتفال بذكرى مقتل صالح، معتبرًا أن ذلك يرسخ أهمية "وحدة الكلمة لمقاومة الحوثيين والحفاظ على النظام الجمهوري". كما وصف إعلام الحزب صالح بـ"الزعيم" و"الشهيد"، مشيدًا بدوره في مواجهة الحوثيين.
يبدو أن حزب الإصلاح يسعى لتشكيل معسكر جديد يضم أطرافًا يمنية متعددة، بما في ذلك خصوم سابقين، ليكون مركزه مأرب ومنطلق تحركاته السياسية والعسكرية. ويعكس هذا التحرك طموحات الحزب في تعزيز نفوذه داخل المشهد اليمني المضطرب، مستفيدًا من المصالحات وتغيير أولويات الأطراف المحلية في مواجهة الحوثيين.