توترات في بحر البلطيق..
سفينة صينية تُشعل أزمة دولية بعد قطع كابلات بحرية حيوية في أوروبا
حاصرت سفن حربية أوروبية سفينة الشحن الصينية Yi Peng 3 لمدة أسبوع في المياه الدولية، للاشتباه في تورطها في قطع كابلات بحرية حيوية لنقل البيانات تربط بين دول أوروبية.
فرضت سفن حربية أوروبية حصارًا لمدة أسبوع على سفينة الشحن الصينية Yi Peng 3 في المياه الدولية، وسط اتهامات بضلوعها في قطع كابلات بحرية حيوية لنقل البيانات بين السويد وألمانيا. الحادثة، التي وقعت في منتصف نوفمبر 2024، أثارت مخاوف من تصاعد التوترات بين بكين والعواصم الأوروبية.
وفقًا لتقرير وول ستريت جورنال، يركز التحقيق الأوروبي الحالي على احتمال تورط الاستخبارات الروسية في توجيه السفينة لتنفيذ "عملية تخريب" استهدفت البنية التحتية البحرية الحيوية في بحر البلطيق. وتُعتبر هذه العملية جزءًا من سلسلة هجمات على البنية التحتية الأوروبية، والتي تشير أصابع الاتهام فيها بشكل متكرر إلى روسيا.
وأكّد المحققون أن السفينة أسقطت مرساتها عمدًا أثناء إبحارها في المياه السويدية يوم 17 نوفمبر، ما أدى إلى قطع الكابل الأول بين السويد وليتوانيا.
واصلت السفينة طريقها بسرعة منخفضة، لتقطع الكابل الثاني بين ألمانيا وفنلندا في الساعات الأولى من يوم 18 نوفمبر.
لحقت سفن البحرية الدنماركية بالسفينة وأجبرتها على الرسو في مضيق كاتيجات بين بحري البلطيق والشمال. أظهرت التحقيقات الأولية وجود أضرار في مرساة السفينة، ما يعزز الاتهامات بضلوعها في الحادثة.
نفت روسيا الاتهامات ووصفتها بأنها "سخيفة"، معتبرة أن الغرب يتجاهل حوادث سابقة مثل تفجير خطوط نورد ستريم عام 2022.
وأكدت الصين دعمها للتعاون الدولي لضمان أمن الكابلات البحرية، داعية إلى احترام القانون الدولي.
ويحرس السفينة الصينية حاليًا أسطول صغير من حلف الناتو يضم سفنًا دنماركية وألمانية وسويدية. ومع ذلك، يمنع القانون البحري الدولي سفن الناتو من إجبار السفينة على الإبحار إلى ميناء أوروبي. لذا، تتفاوض السلطات السويدية والألمانية مع مالك السفينة للحصول على تصريح لاستجواب طاقمها، الذي يضم بحارًا روسيًا.
وبدأت السفينة رحلتها من ميناء أوست-لوجا الروسي المطل على بحر البلطيق في 15 نوفمبر.
تسببت الحادثة في تعطيل خدمات الكابلات البحرية، مما دفع القادة الأوروبيين إلى اتخاذ إجراءات سريعة للتعامل مع الأزمة.
وتُعد الكابلات البحرية العمود الفقري لنقل البيانات العالمية، وأي تهديد لها يُسبب اضطرابات اقتصادية وتقنية واسعة النطاق. لذا، يُنظر إلى الحادثة على أنها تحدٍ خطير لأمن البنية التحتية البحرية.
رغم استبعاد تورط الحكومة الصينية، يُشتبه بوجود دور روسي مباشر في العملية، وسط تصاعد التوترات بين الغرب وروسيا بسبب الأزمة الأوكرانية. وتظل السفينة الصينية محور تحقيق أوروبي، قد يُحدد مستقبل العلاقات بين الأطراف المتورطة.