رسالة تضامن مع الشعب الأفغاني..

بعد ثلاث سنوات من الغياب: البعثة الدبلوماسية السعودية تعود إلى كابول

كانت السعودية من بين ثلاث دول اعترفت بنظام طالبان خلال فترة حكمها الأولى بين 1996 و2001، إلى جانب الإمارات وباكستان.

مسلحون من طالبان بالعاصمة الأفغانية - رويترز

كابول

أعلنت المملكة العربية السعودية، الأحد، استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في العاصمة الأفغانية كابول، بعد أكثر من ثلاث سنوات من تعليق نشاطها إثر سيطرة حركة طالبان على الحكم. وذكرت السفارة السعودية في بيان عبر منصة "إكس" أن القرار جاء "حرصًا من حكومة المملكة على تقديم كافة الخدمات للشعب الأفغاني الشقيق".

تمثل هذه الخطوة تطورًا هامًا في العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تعود جذورها إلى عام 1932. تأتي استعادة نشاط البعثة السعودية عقب الاجتماع الثالث حول أفغانستان الذي استضافته الدوحة في يوليو الماضي، حيث التقى السفير السعودي لدى أفغانستان، فيصل بن طلاق البقمي، وزير خارجية طالبان، أمير خان متقي.

ناقش الجانبان خلال الاجتماع العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، مع إشادة السفير السعودي بالجهود التي تبذلها إمارة أفغانستان الإسلامية في تعزيز الأمن ومكافحة المخدرات. وأكدت المملكة التزامها بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني.

على مدار العقود الماضية، لعبت المملكة دورًا محوريًا في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية لأفغانستان. وشملت المساعدات السعودية مشاريع إنسانية وصحية وتعليمية، إضافة إلى برامج المياه والأمن الغذائي. ويواصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تقديم دعمه من خلال مبادرات عديدة، كان آخرها توقيع اتفاقية مع البنك الإسلامي للتنمية لدعم القضاء على مرض شلل الأطفال في أفغانستان.

بموجب هذه الاتفاقية، يلتزم مركز الملك سلمان بتقديم مليون دولار سنويًا لمدة ثلاث سنوات، ضمن جهود مكافحة المرض الذي يؤثر بشكل خطير على الأفراد والمجتمعات.

يأتي استئناف النشاط الدبلوماسي السعودي في كابول في ظل وضع أمني معقد. فقد أغلقت المملكة سفارتها في فبراير 2023 عقب تحذيرات أمنية من مخاطر الهجمات، أبرزها تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) باستهداف السفارة السعودية في كابول.

ورغم عدم الاعتراف الدولي الرسمي بحكومة طالبان، تنظر العديد من الدول إليها كسلطة حاكمة بحكم الأمر الواقع، وتسعى إلى إيجاد توازن بين التعاون الدبلوماسي والاحترازات الأمنية.

كانت السعودية واحدة من ثلاث دول فقط اعترفت بنظام طالبان خلال فترة حكمها الأولى بين عامي 1996 و2001، إلى جانب الإمارات وباكستان. ورغم تعليق النشاط الدبلوماسي في أعقاب سيطرة طالبان مجددًا على السلطة عام 2021، واصلت المملكة تقديم الخدمات القنصلية للشعب الأفغاني، وأعادت التأكيد على دورها في تعزيز الاستقرار والتنمية.

استئناف عمل البعثة الدبلوماسية السعودية في كابول يمثل خطوة جديدة في مسار العلاقات بين المملكة وأفغانستان، حيث تسعى الرياض إلى تعزيز التعاون الثنائي وتقديم الدعم الإنساني للشعب الأفغاني. في ظل التحديات الأمنية والسياسية، يبدو أن المملكة تعمل على بناء علاقة متوازنة مع حكومة طالبان، تراعي احتياجات الشعب الأفغاني وتؤكد على أهمية الأمن والاستقرار في المنطقة.