قيود أمنية وتلاعب بالأرقام..

أمطار غزيرة تكشف هشاشة مخيمات تندوف وتثير الجدل حول مصير المساعدات الإنسانية

الجبهة الانفصالية تتعهد بصرف تعويضات لسكان مخيمات تندوف الذين تضررت منازلهم بسبب الأمطار، بينما لا يزالون ينتظرون الوفاء بوعودها السابقة.

أمطار غزيرة تضرب مخيمات تندوف وتكشف هشاشة البنية التحتية

واشنطن

شهدت مخيمات تندوف الواقعة في جنوب غرب الجزائر أمطارًا غزيرة تسببت في أضرار مادية جسيمة، مما كشف مجددًا عن هشاشة البنية التحتية وافتقار المخيمات لأبسط المرافق الحياتية. يأتي ذلك على الرغم من الدعم المالي الكبير الذي أرسلته منظمات إنسانية وجهات مانحة لتحسين الأوضاع المعيشية للصحراويين. في المقابل، تتصاعد الدعوات للكشف عن مصير تلك المساعدات، وسط اتهامات لجبهة بوليساريو بتوجيهها لصالح قياداتها والموالين لها، وحرمان السكان المحتاجين في إطار عقاب جماعي على معارضتهم لطروحات الجبهة الانفصالية.

وأعلنت بوليساريو حالة الطوارئ وتعهدت بتعويض المتضررين من السيول، في حين ما زال السكان ينتظرون التعويضات التي وعدت بها الجبهة بعد الفيضانات التي اجتاحت المنطقة في سبتمبر/أيلول الماضي. وأقرت الجبهة بأن الوضع في المخيمات "كارثي" نتيجة تجمع البرك المائية وسيلان الأودية، مشيرة إلى اتخاذ إجراءات من بينها تعليق الدراسة والعمل.

واضطر العديد من سكان المخيمات إلى إخلاء منازلهم والتوجه إلى أماكن مجاورة خوفًا من انهيار المساكن الهشة، التي تعاني من غياب الصيانة والترميم. ورغم استغلال بوليساريو المتكرر للفيضانات لاستجداء الدعم الدولي، تشير شهادات السكان إلى عدم استفادتهم من المساعدات المرسلة، خاصة تلك المخصصة لإعادة بناء المنازل.

وتصاعدت مؤخرًا دعوات دولية للتحقيق في استيلاء الجبهة الانفصالية على المساعدات الإنسانية. وكشف تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية في تقرير سابق عن قيام قيادات بوليساريو ببيع المساعدات الغذائية والمواد الطبية التي تصل المخيمات، وفرض ضرائب على الإمدادات القادمة عبر الموانئ الجزائرية بتواطؤ مع السلطات الجزائرية.

وتفرض بوليساريو قيودًا صارمة على حركة السكان وتعرقل أي محاولات لإجراء إحصاء شفاف تشرف عليه الأمم المتحدة، ما يثير الشكوك حول الأرقام المضخمة التي تقدمها الجبهة للحصول على المزيد من المساعدات الإنسانية.

وتستمر الجزائر في دعم بوليساريو وتوفير الغطاء السياسي لها، في إطار مساعيها لإطالة أمد النزاع حول الصحراء المغربية. في المقابل، تزداد المملكة المغربية قربًا من حسم القضية، مع تزايد الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي تحت سيادة الرباط كحل واقعي وقابل للتطبيق.

وتفاقمت حالة الاحتقان والسخط في صفوف سكان المخيمات بسبب تدهور أوضاعهم المعيشية وحرمانهم من حقوقهم الأساسية. دفع ذلك العديد من الشباب إلى الانخراط في التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم "داعش"، ما يشكل تهديدًا إضافيًا على أمن المنطقة واستقرارها.

تكشف هذه التطورات عن استمرار معاناة سكان المخيمات، وسط غياب حلول جذرية واستغلال سياسي وإنساني متكرر لأوضاعهم المأساوية.