صراع يمتد من غزة إلى اليمن..
الدور الأميركي في الصراع بين إسرائيل والحوثيين: دعم استخباراتي أم دبلوماسي؟
باتت العاصمة اليمنية صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين هدفًا لضربات إسرائيلية مكثفة، ردًا على هجمات صاروخية وطائرات مسيرة أطلقها الحوثيون باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
تتزايد حدة المواجهات بين إسرائيل وجماعة الحوثي المدعومة من إيران، مما يثير تساؤلات حول التداعيات الإقليمية والدولية لهذا الصراع الذي يمثل بعداً جديداً في المنطقة. جاءت هذه التطورات على خلفية التصعيد الأخير بين الطرفين، حيث أعلنت جماعة الحوثي عن استهداف إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة، فيما ردت إسرائيل بغارات جوية استهدفت مواقع في اليمن.
وصرّحت السفيرة الأميركية السابقة جينا وينستانلي بأن التعامل الإسرائيلي مع جماعة الحوثي يختلف جوهرياً عن التعامل مع حماس في غزة. وأشارت إلى أن الحوثيين، كقوة عسكرية غير تقليدية، تمكنوا من تنفيذ هجمات نوعية ألحقت الضرر داخل إسرائيل، إلا أن تحديد أماكن قادتهم في صنعاء يمثل تحدياً كبيراً. كما لم تستبعد وينستانلي أن تلجأ إسرائيل إلى سياسة الاغتيالات ضد قادة الحوثيين، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة قد تقدم دعماً استخباراتياً في هذا الصدد، نظراً لتصنيفها الحوثيين كجماعة إرهابية.
وشهدت العاصمة اليمنية صنعاء غارة جوية جديدة الجمعة، بعد يوم من غارات إسرائيلية دامية أدت إلى مقتل ستة أشخاص، بينهم أربعة في مطار صنعاء. جاءت هذه الغارات بعد إعلان الحوثيين عن تنفيذ هجوم صاروخي على مطار بن غوريون قرب تل أبيب، وهو الهجوم الذي أكد الجيش الإسرائيلي اعتراضه قبل وصول الصاروخ إلى الأجواء الإسرائيلية.
وأشار الحوثيون في بيان عسكري إلى أنهم استهدفوا قاعدة نيفاتيم الجوية في النقب بصاروخ بالستي "فرط صوتي" من نوع فلسطين2، مؤكدين نجاح الهجوم، بينما نفت إسرائيل ذلك بالإعلان عن اعتراض الصاروخ.
وأعربت وينستانلي عن اعتقادها بأن إسرائيل تمتلك القدرة على ضرب أهداف الحوثيين دون توسيع نطاق المواجهة إلى حرب إقليمية شاملة. كما أكدت على أهمية دعم دول المنطقة لخفض التصعيد. من جانبه، صرح نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأدنى، غوردون غراي، بأن الولايات المتحدة لم تشارك في الغارات الإسرائيلية الأخيرة، موضحاً أن التحالف الذي تقوده واشنطن في البحر الأحمر سبق وأن نفذ ضربات تستهدف القدرات العسكرية الحوثية بهدف حماية الملاحة الدولية، إلا أن العمليات الأخيرة كانت إسرائيلية بالكامل.
حيث يشكل الحوثيون جزءاً من "محور المقاومة" المدعوم من إيران، ويواصلون تنفيذ هجمات ضد إسرائيل وسفن في البحر الأحمر وخليج عدن تضامناً مع الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب في غزة العام الماضي. وترى جماعة الحوثي أن هجماتها تأتي في إطار "الدفاع عن القضية الفلسطينية"، بينما تؤكد إسرائيل أن هذه الهجمات تهدد أمنها القومي.
واتهمت الاذرع الايرانية اليمنية الولايات المتحدة وبريطانيا بالمشاركة في غارات استهدفت محافظة حجة في شمال اليمن، إلا أن غراي نفى هذه المزاعم، مشيراً إلى أنها تأتي ضمن "البروباغندا الحوثية"، والتي تهدف إلى توجيه الاتهامات لأي ضربة تستهدفهم.
ومع تصاعد التوتر بين إسرائيل والحوثيين، تبدو المنطقة على حافة مواجهة معقدة تحمل تداعيات إقليمية ودولية. يبقى الدور الأميركي والإيراني محورياً في تحديد مسار الأحداث، بينما تزداد الضغوط لخفض التصعيد ومنع تحول المواجهة إلى حرب شاملة تؤثر على أمن المنطقة واستقرارها.