"محاولة يائسة" لإبعاد الأنظار عن انتهاك تل أبيب سيادة طهران..
تفاصيل جديدة عن اغتيال إسماعيل هنية: بين الرواية الإسرائيلية والفلسطينية
نفت حركة "حماس" الرواية الإسرائيلية، ووصفتها بأنها محاولة لتضليل الرأي العام وتحويل الأنظار عن انتهاك سيادة إيران. تعكس هذه الحادثة أبعاداً سياسية وأمنية عميقة، وتساؤلات حول مستوى الاختراق الإسرائيلي في قلب مناطق الحراسة المشددة، ومدى تأثير ذلك على المشهد الإقليمي.
نفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يوم الأحد، تقريراً إسرائيلياً بشأن اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران. وأكدت الحركة أن ما ورد في التقرير الإسرائيلي يعد "محاولة يائسة" لتحويل الأنظار عن انتهاك إسرائيل للسيادة الإيرانية.
وذكرت "حماس" في بيان لها أن تحقيقات لجنة مشتركة بين أجهزتها الأمنية والأجهزة الأمنية الإيرانية، خلصت إلى أن عملية الاغتيال تمت بواسطة صاروخ موجه استهدف هاتف إسماعيل هنية المحمول مباشرة. وأشارت إلى أن هذه المحاولات تهدف إلى التغطية على اختراق إسرائيل للأراضي الإيرانية، واغتيال قيادي بارز في "حماس".
إسماعيل هنية الذي اغتيل في 31 يوليو الماضي، كان قد حضر مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، حيث وجهت إيران أصابع الاتهام لإسرائيل. بدورها، اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في 24 ديسمبر، بمسؤولية تل أبيب عن اغتيال هنية، مهدداً باستهداف قادة "الحوثيين" في اليمن بالطريقة ذاتها التي استُخدمت ضد هنية ويحيى السنوار في غزة، وحسن نصر الله في لبنان.
وفي تقرير نشرته "القناة 12" الإسرائيلية، زُعِم أن عملية الاغتيال نُفذت بزرع قنبلة صغيرة داخل غرفة هنية في مقر الضيافة الإيراني بحي سعادت آباد في طهران. ووفقاً للتقرير، اتُخذ قرار الاغتيال عقب فترة وجيزة من هجوم 7 أكتوبر، حيث وُضع هنية على رأس قائمة اغتيالات تل أبيب.
وأبرز التقرير أن العملية كادت أن تفشل بسبب تعطل وحدة التكييف في الغرفة، ما اضطر هنية لمغادرتها لفترة طويلة. وأوضحت القناة أن فريقاً إيرانياً قام بإصلاح التكييف قبل عودة هنية إلى غرفته عند الساعة الواحدة والنصف صباحاً، حيث تم تفجير القنبلة بعد ذلك.
ووفقاً للتقرير الإسرائيلي، كانت صغيرة بما يكفي لتجنب التأثير على الغرف المجاورة، لكنها احتوت على متفجرات كافية لقتل هنية وإحداث فجوة في الجدار الخارجي للغرفة.
وأكد التقرير أن إقامة هنية في بيت ضيافة تابع للحرس الثوري الإيراني سهل على إسرائيل تنفيذ العملية، مشيراً إلى أن توفير إيران لفريق أمني عالي المستوى لهنية ساهم في رفع مستوى الاختراق الأمني. وأضافت القناة أن العملاء الإسرائيليين زرعوا الجهاز المتفجر بالقرب من سرير هنية عقب انتهاء مراسم تنصيب الرئيس الإيراني.
وخلال فعالية لوزارة الدفاع الإسرائيلية، أشار وزير الدفاع يسرائيل كاتس إلى نجاح تل أبيب في تنفيذ عمليات اغتيال دقيقة ضد قادة بارزين مثل إسماعيل هنية في إيران، ويحيى السنوار في غزة، وحسن نصر الله في لبنان. وشدد كاتس على أن إسرائيل عازمة على القضاء على جميع قادة "الحوثيين" في اليمن باستخدام أساليب مشابهة.
وتُظهر هذه العملية مدى تصعيد إسرائيل ضد قادة المقاومة الفلسطينية والإقليمية، واختراقها الأمني للمناطق ذات الحراسة المشددة، مثل إيران. وفي المقابل، تبرز الرواية الفلسطينية والإيرانية لتؤكد على حجم التحدي الماثل أمام محور المقاومة في مواجهة التدخلات الإسرائيلية.