مناورات عسكرية وتبادل التهديدات..
إيران تكشف عن "مدينة صواريخ" وتستعد لاستقبال طائرات سوخوي
تواصل طهران تعزيز تحالفها العسكري مع موسكو من خلال استيراد طائرات Su-35 الروسية وتطوير بنيتها التحتية الدفاعية. هذه الخطوات تسلط الضوء على استراتيجية إيران الرامية إلى ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية فاعلة في معادلات الصراع الجيوسياسي.
بدأ الجيش الإيراني، مناورات واسعة للدفاع الجوي تحت اسم "اقتدار 1403"، تغطي مناطق غرب وشمال إيران، وتستمر لمدة شهرين. تهدف هذه التدريبات إلى محاكاة "قتال حقيقي" لمواجهة التهديدات الجوية والصاروخية والحرب الإلكترونية، وتشمل استخدام منظومات دفاعية محلية الصنع.
ونشر الحرس الثوري الإيراني صورًا لما وصفه بـ"مدينة الصواريخ"، والتي تحتوي على كميات كبيرة من الصواريخ مخزنة تحت الأرض. قام القائد العام للحرس الثوري، حسين سلامي، بتفقد هذه المنشأة، مشيدًا بما وصفه بـ"الأداء المتميز" للصواريخ الإيرانية، خصوصًا خلال عمليتي "الوعد الصادق 1 و2"، اللتين استهدفتا إسرائيل ردًا على اغتيال قيادات إيرانية واستهداف مواقع حساسة.
وذكرت وكالة "رويترز" أن المناورات تشمل تدريبات للدفاع عن منشآت نووية رئيسية، مثل منشأة نطنز، ضد هجمات وهمية بالصواريخ والطائرات المسيرة. ويأتي ذلك في سياق استعداد إيران لأي تصعيد محتمل مع عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية، وما قد يرافقه من تشديد العقوبات على قطاع النفط الإيراني ضمن سياسة "الضغوط القصوى".
أكد حسين سلامي أن القدرات الصاروخية الإيرانية تشهد تطورًا مستمرًا، مضيفًا أن صواريخ إيران أصبحت أكثر تقدمًا من حيث الأداء والتصميم. في المقابل، أشارت إسرائيل إلى أن غاراتها على إيران في أكتوبر الماضي استهدفت تقويض قدراتها الصاروخية.
وتستعد القوات الجوية الإيرانية لتشغيل طائرات Su-35 الروسية من الجيل الرابع ++، قبل نهاية العام الجاري. وفقًا لتقارير مجلة Military Watch، بدأت إيران بناء منشآت جديدة محصنة للطائرات في قاعدة همدان الجوية، مما يعزز التكهنات بأن هذه القاعدة ستستضيف طائرات Su-35.
وتعكس هذه التطورات تعزيز التعاون العسكري بين إيران وروسيا، حيث تضمن الاتفاق توريد طائرات Su-35 ومقاتلات Mi-28 وYak-130 إلى طهران، مقابل إمداد إيران لروسيا بأسلحة وتكنولوجيا متطورة، أبرزها طائرات مسيرة مثل "شاهد-136".
وستتيح طائرات Su-35 لإيران تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية، بفضل نصف قطرها القتالي الكبير وأجهزة استشعارها الحديثة. موقع قاعدة همدان يجعلها مثالية للاستجابة لأي تهديدات محتملة من إسرائيل أو تركيا، بالإضافة إلى حماية المنشآت النووية الرئيسية.
ومن المتوقع أن يتم تقسيم طائرات Su-35 بين عدة منشآت، بما في ذلك قاعدة "إيجل 44" الجوية المحصنة تحت الأرض، لتقليل خطر تعرضها للضربات الجوية. كما أن هذه الطائرات ستعمل على تعزيز
أداء الوحدات التي تستخدم طائرات قديمة مثل F-4E وF-14.تأتي هذه المناورات والتطويرات العسكرية في إطار استعراض إيران لقوتها الدفاعية والهجومية، وسط تصاعد التوترات الإقليمية والدولية. من خلال منظوماتها الدفاعية الجديدة وطائرات Su-35، تسعى إيران إلى تعزيز موقفها الاستراتيجي وحماية مصالحها الحيوية في مواجهة التهديدات المحتملة.