تحليل أفعال الكلام ولغة الجسد..
التداولية السياسية: كيف يستخدم دونالد ترامب أفعال الكلام لتعزيز خطابه السياسي؟
قدمت الدراسة تحليلًا تداوليًا لخطابات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مركزة على كيفية استخدامه لأفعال الكلام ولغة الجسد كأدوات لتعزيز رسائله السياسية وتحقيق تفاعل جماهيري قوي، وقد أظهرت مهارة الرئيس الجديد في استخدام الضمائر لتعزيز شعور الانتماء الجماعي وتأكيد دوره القيادي، مما ساهم في توجيه الرأي العام بكفاءة عالية"
قدّمت دراسة تحليلية صادرة عن مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، قراءة معمّقة لخطاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من منظور التداولية السياسية. ركزت الدراسة على استراتيجيات ترامب في استخدام أفعال الكلام ولغة الجسد كأدوات فعّالة للتواصل السياسي.
هدفت الدراسة –التي أعدها د. صبري عفيف، رئيس تحرير مجلة "بريم" - إلى تسليط الضوء على كيفية تفاعل الكلمات والحركات الجسدية لتعزيز الرسائل السياسية وزيادة تأثيرها على الجمهور.
أظهرت الدراسة أن أفعال الكلام في خطابات ترامب تنوعت بين التصريحات التي تسعى لتوضيح رؤيته السياسية وتقديم الحقائق، والالتزامات التي تحمل وعودًا سياسية تُعزّز الثقة، بالإضافة إلى الأفعال التعبيرية التي تعكس مشاعره، مثل الفخر والغضب والامتنان. كما برزت الأفعال الإعلانية في خطابه كأداة لإحداث تغييرات قانونية وسياسية فور الإعلان عنها، مما عزّز من صورته كقائد قوي ومؤثر.
لعبت لغة الجسد دورًا محوريًا في إيصال رسائل ترامب، حيث استخدم التواصل البصري لبناء الثقة وإقامة ارتباط عاطفي مع الجمهور.
كما ساعدت الإيماءات اليدوية في توضيح الأفكار وإبراز النقاط المهمة. وضعية الجسد عبّرت عن القوة والثبات، بينما أضافت تعبيرات الوجه بُعدًا عاطفيًا مختلفًا يتغير وفقًا لموضوع الخطاب.
واشارت الدراسة إلى أن خطاب ترامب يستند إلى تناغم استثنائي بين الكلمة والحركة الجسدية، مما يزيد من تأثيره على الجمهور. كما أبرزت مهارته في توظيف الضمائر لتعزيز شعور الانتماء الجماعي وتأكيد دوره القيادي، مما ساهم في توجيه الرأي العام بكفاءة عالية.
وركزت الدراسة على تحليل خطابات ترامب خلال فترتي رئاسته، مشيرة إلى تطور ملحوظ في أسلوبه البلاغي واستخدامه لأفعال الكلام. ومن أبرز النتائج:
واستخدم ترامب الأفعال التصريحية لتأكيد رؤيته حول القضايا السياسية والاقتصادية، ووظف الأفعال الإلزامية لتوجيه الجمهور والقادة نحو اتخاذ إجراءات محددة، واعتمد الأفعال التزامنية للتعبير عن التزامه بتحقيق وعوده السياسية، مثل مبدأ "أمريكا أولًا".
وبرع ترامب في استخدام التواصل البصري لتعزيز الثقة مع جمهوره، من خلال استخدم الإيماءات اليدوية لتوضيح الأفكار وتسليط الضوء على النقاط الهامة، عكست تعابير وجهه ووضعية جسده الثبات والقوة، مما عزز رسائله العاطفية.
وأظهرت الدراسة تحولًا في أسلوب ترامب من الدراما والعظمة إلى خطاب أكثر إلهامًا ووطنيًا، يركز على الوحدة الوطنية، حيث سجلت زيادة ملحوظة في استخدام ترامب للضمائر بين عامي 2017 و2025، مما يعكس تفاعلًا أكبر مع الجمهور وتعزيز الشعور بالانتماء الجماعي.
أكدت الدراسة أن ترامب استخدم أدوات خطابية غير تقليدية، مما ساعده على تحقيق تأثير استثنائي في جمهوره. كما أن توازن خطابه بين الإنجازات الفردية والدعوة للوحدة الوطنية جعله نموذجًا مميزًا في الخطاب السياسي الحديث.
دعت الدراسة إلى تحليل أوسع لأفعال الكلام ولغة الجسد في الخطابات السياسية لفهم أدوات الاتصال الجماهيري وتطويرها، مشددة على أهمية استراتيجيات القادة السياسيين في توجيه الرأي العام وتحقيق أهدافهم.
الدراسة تمثل قراءة معمقة لخطاب سياسي يعتبر من أكثر الخطابات تأثيرًا في العصر الحديث، وتؤكد على الدور الحيوي للبلاغة السياسية في إدارة الرأي العام وصناعة القرار.
تحميل وقراءة الدراسة من هنا |