ملف إيران..
معركة الهيمنة الرقمية.. كيف يحاول نظام الملالي السيطرة على العقول في عصر الإنترنت؟
يسعى نظام الملالي في إيران إلى فرض رقابة صارمة على الإنترنت لمنع انتشار الوعي وكسر احتكاره للمعلومات، لكن ثورة المعلومات باتت تهدد هذه الهيمنة. في مواجهة الفلترة الرقمية، يخوض الشعب الإيراني معركة لكسر القيود والانفتاح على العالم.
يسعى نظام الملالي الحاكم في إيران إلى فرض الهيمنة المطلقة على الشعب في جميع المجالات الدينية، والسياسية، والمهنية، والاجتماعية. وعلى مدى أكثر من أربعة عقود، تحقق هذا السعي عبر أساليب مختلفة من القمع والرقابة والكذب وارتكاب الجرائم.
ولكن مع دخول عصر الإنترنت، باتت هذه المعادلة تتغير. لماذا؟ لأن الإنترنت يحرر عقول وطاقات الناس من قبضة النظام الشمولي، فلا تعود العقول خاضعة للرقابة والكذب والسيطرة الدينية. هذه الديناميكية أشعلت مواجهة حتمية بين المجتمع والنظام، معركة تهدف إلى الانتقال إلى “النهضة الإيرانية”.
وفي صلب هذه المواجهة، تدور معركة شرسة حول مسألة الرقابة الإلكترونية. فالملالي يسعون للحفاظ على هيمنتهم المطلقة من خلال فرض فلترة مشددة على الإنترنت، بينما يسعى الشعب الإيراني إلى اقتلاع هذه الهيمنة بكل أدواتها وآلياتها.
الرقابة.. وسيلة النظام لإطالة أمد حكمه
يعتمد نظام الملالي على فلترة الإنترنت كأحد أهم أدواته لضمان استمرار حكمه، بينما يقود الشباب الإيراني المقاوم مواجهة شرسة ضد هذه الرقابة باعتبارها سورًا دفاعيًا لحماية النظام من الانهيار. هذه المعركة ليست مجرد صراع تقني حول الوصول إلى المعلومات، بل هي صراع وجودي بين قوى الاستبداد التي تريد إخضاع العقول، وقوى التغيير التي تسعى إلى كسر القيود وتحرير إيران من قبضة المحتلين.
ويريد نظام الملالي حصر الشعب في ظلمات الجهل والخرافات، مروجًا لرؤية دينية تعد الناس بجنة مزيفة قائمة على أوهام ولاية الفقيه. في المقابل، تقاوم وحدات الانتفاضة الشعبية هذه الأفكار الرجعية، رافضة كل أشكال القمع والتخلف والعبودية، وتعمل على صناعة مستقبل مبني على الوعي والإرادة والاختيار الحر.
الفلترة.. محاولة يائسة لحبس المعلومات
من خلال الفلترة، يسعى النظام إلى حبس عالم المعرفة والمعلومات المتدفق داخل إطار أيديولوجيته الرجعية، خشية أن يؤدي هذا العالم المتغير إلى تقويض سلطته. لكن هل يمكن حصر هذا الصراع داخل إيران فقط؟ في الواقع، هذه المواجهة، بآثارها العميقة، لا تحرر العقول فحسب، بل تتغلغل في بنية النظام نفسه، مما يزيد من انقساماته الداخلية ويدفعه إلى مزيد من المواجهات، التي ستُضاف في النهاية إلى الرصيد الثوري للشعب الإيراني في طريقه نحو الانتصار النهائي على النظام الديني.
وللتأكيد على عمق هذه المواجهة، نشرت صحيفة “هممیهن” الحكومية في 16 يناير تقريرًا قالت فيه:
“الفلترة تهدف إلى احتكار حرية التعبير والتواصل لصالح أصحاب السلطة والثروة. الفلترة هي عدو المواطنة وحقوق الإنسان. إنها تستهدف الأسس الحديثة للحياة البشرية. في جوهرها، الفلترة تتناقض مع مفاهيم العدالة، والديمقراطية والمساواة والمواطنة. والتاريخ يُظهر أن كل من وقف ضد هذه المبادئ كان مصيره السقوط الحتمي.”