تحذيرات رسمية وتفاعل شعبي واسع..

الإمارات والسعودية: علاقات تاريخية في مواجهة حملات "الذباب الإلكتروني" المشبوهة

تواجه العلاقات الأخوية العميقة بين الإمارات والسعودية، القائمة على روابط الدين والدم والتاريخ المشترك، تحديات متكررة من "الذباب الإلكتروني" الذي يسعى لإثارة الفتنة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

الإمارات والسعودية في مواجهة "الذباب الإلكتروني": علاقات راسخة تتحدى الفتنة

أبوظبي

تشهد العلاقات التاريخية بين الإمارات والسعودية، القائمة على أواصر الدين والدم والعادات، هجمات متكررة من "الذباب الإلكتروني" الذي يسعى لإثارة الفتنة بين البلدين الشقيقين. وفي ظل هذه المحاولات العبثية، يبرز موقف موحد من المسؤولين في كلا البلدين لإحباط تلك الحملات المشبوهة، مؤكدين على عمق الروابط التي تجمع دول الخليج، والتزامهم بحماية هذه العلاقات من أي تهديد.

حملات الذباب الإلكتروني

خلال الأيام الأخيرة، رصدت منصات التواصل الاجتماعي حملة إساءات منظمة استهدفت دول الخليج، خصوصاً الإمارات والسعودية، بهدف زرع الفتنة بين شعوبها. تعتمد هذه الحملات على حسابات وهمية غالباً ما تستخدم صور رموز وطنية للدول المستهدفة، لتبث محتوى مسيئاً يهدف إلى إثارة الانقسام. وتتفاعل معها حسابات مرتبطة بجماعات معادية لدول الخليج، كـ"الإخونجية"، لتأجيج الصراع، مما قد يدفع البعض من المغردين الغيورين إلى الانجرار دون قصد إلى هذا الفخ.

رد فعل الإمارات

تحركت الإمارات بسرعة لمواجهة هذه الحملات، حيث أصدر المكتب الوطني للإعلام بياناً رسمياً دعا فيه مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى التحلي بالمسؤولية، والامتناع عن نشر أي محتوى يسيء للثوابت الوطنية أو الدول الشقيقة. 

وأكد البيان استمرار التنسيق مع الجهات المختصة لرصد المخالفات واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المسيئين، مشدداً على أن نشر خطاب الكراهية أو المعلومات المضللة سيواجه بعقوبات صارمة. كما حث المكتب على الاقتداء بأخلاق الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، لتعزيز بيئة رقمية تعكس قيم التسامح والاحترام.

وفي السياق ذاته، دعا عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، عبر منصة "إكس"، إلى جعل المنصات الرقمية انعكاساً لنهج الشيخ زايد الإنساني، مؤكداً أن أبناء الإمارات سفراء لقيمه النبيلة.

موقف السعودية

من جانبها، حذر المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية، من "الحسابات الوهمية ذات الأجندة" التي تسعى للإساءة إلى دول الخليج. وأكد عبر "إكس" أن العلاقات الخليجية أعمق من أن تهزها مثل هذه المحاولات، مشدداً على أنها قائمة على "دين ودم وعادات ونسب وأخوة". ونشر صورة للشيخ زايد مصحوبة بأبيات شعرية تشيد بأخلاقه كقدوة للعرب، داعياً إلى الوعي بمخاطر هذه الحملات والحفاظ على وحدة الخليج.

تفاعل شعبي

لاقت هذه التحذيرات تفاعلاً واسعاً من مواطني البلدين، الذين أكدوا على متانة العلاقات الأخوية. فمن الإمارات، أشاد المغرد صالح الشحي بتغريدة تركي آل الشيخ، معتبراً إياها تعكس الواقع وتؤكد الحسد الذي تواجهه دول الخليج. ومن السعودية، شددت ريما الرويلي على وحدة شعوب الخليج وقيمها الأصيلة، داعية إلى عدم الانخداع بالعالم الافتراضي. كما حث كتاب ومغردون آخرون، مثل قينان الغامدي وأمين العرجي، على الوعي والتصدي لمحاولات الفتنة.

تظهر هذه التطورات مدى صلابة العلاقات بين الإمارات والسعودية في مواجهة محاولات "الذباب الإلكتروني" لزرع الفرقة. وبفضل التحرك السريع للمسؤولين والوعي الشعبي، تبقى هذه الحملات عاجزة عن النيل من أواصر الأخوة التي تربط البلدين، مما يعكس التزامهما المشترك بالحفاظ على وحدة الخليج وسمعته الطيبة.