جبهات الصراع تتوسع في مارس 2025..
تصعيد يمني-إسرائيلي: الحوثيون يستهدفون تل أبيب والبحر الأحمر يشتعل
تصاعدت التوترات في الشرق الأوسط مع هجمات صاروخية حوزية على إسرائيل واشتباكات في البحر الأحمر، على خلفية ضربات إسرائيلية على غزة وانهيار الهدنة، وسط مساعٍ لوساطة دولية.

نتنياهو انتقل إلى مكان آمن في الكنيست
شهدت منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة من مارس 2025، مع تجدد الهجمات الصاروخية من اليمن باتجاه إسرائيل، وتصاعد الاشتباكات في البحر الأحمر بين جماعة الحوثي المدعومة من إيران والقوات الأمريكية. جاء ذلك بالتزامن مع ضربات إسرائيلية كثيفة على قطاع غزة، أعقبت انهيار مفاوضات تمديد الهدنة التي بدأت في 19 يناير 2025، مما أشعل فتيل التوتر مجددًا.
تفاصيل الهجمات الصاروخية على إسرائيل
أفادت القناة 14 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اضطر للانتقال إلى ملجأ ليل الأربعاء، بعد دوي صافرات الإنذار وسط إسرائيل إثر إطلاق صاروخ من اليمن. وخلال حضوره جلسة الكنيست، أكد نتنياهو للقناة أن "الحوثيين يدفعون الثمن بالفعل، وسيدفعون أكثر".
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الخميس 20 مارس 2025، أن سلاح الجو اعترض صاروخًا أطلقه الحوثيون قبل اختراقه الأجواء الإسرائيلية، وفق تصريح المتحدث أفيخاي أدرعي على منصة "إكس".
من جانبهم، أعلن الحوثيون استهداف مطار بن غوريون بـ"صاروخ بالستي فرط صوتي"، مؤكدين أن هذا الهجوم يأتي ضمن تصعيدهم العسكري لدعم غزة. وكان الحوثيون قد تبنوا، الثلاثاء، هجومًا صاروخيًا آخر اعترضته الدفاعات الجوية الإسرائيلية، في أول عملية من نوعها منذ بدء الهدنة في يناير.
التصعيد في البحر الأحمر
لم تقتصر عمليات الحوثيين على إسرائيل، بل امتدت لتشمل استهداف القطع الحربية الأمريكية في البحر الأحمر. أعلن الحوثيون في بيان أنهم كثفوا هجماتهم على حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان"، معتبرين أن "العدو الأمريكي سيفشل في منعهم من استهداف إسرائيل"، وذلك ردًا على "المجازر" في غزة. يأتي هذا التصعيد وسط عمليات عسكرية أمريكية مكثفة ضد الحوثيين في اليمن منذ بداية الأسبوع، مع تهديدات من واشنطن لإيران بمحاسبة أذرعها الإقليمية.
جهود الوساطة
في سياق متصل، زار رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي العاصمة اليمنية صنعاء، في خطوة وُصفت بأنها جزء من وساطة دولية لتهدئة التوتر في البحر الأحمر. وبحسب مصادر، يحمل عبد المهدي رسائل متبادلة بين الولايات المتحدة وإيران، التي تخشى مواجهة مباشرة مع واشنطن.
وأظهر مقطع فيديو نشره قيادي حوزي عبد المهدي في صنعاء، بينما التزمت وسائل إعلام الحوثيين الصمت حول الزيارة، مما يعزز فرضية وجود مفاوضات غير معلنة. كما كشفت "رويترز" سابقًا عن رسالة إيرانية شفهية للحوثيين عبر مبعوثهم في طهران، تحثهم على خفض التصعيد.
المواقف الرسمية
أكد الحوثيون، صباح الخميس، استمرارهم في منع الملاحة الإسرائيلية حتى "وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة"، فيما يعكس موقف إيران حذرًا من التصعيد المباشر مع الولايات المتحدة. من جانبها، تواصل واشنطن، تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب، سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران، والتي أعيد تفعيلها منذ عودته للسلطة في يناير 2025.
التحليل والتداعيات
يُظهر هذا التصعيد تعقيد الأزمة الإقليمية، حيث ترتبط التطورات في غزة ارتباطًا وثيقًا بالجبهات الأخرى. يبدو أن الحوثيين يستغلون الوضع لتعزيز دورهم ضمن "محور المقاومة"، بينما تسعى إسرائيل والولايات المتحدة لاحتواء التهديد عبر الرد العسكري.
ومع دخول وساطة دولية على الخط، قد تشهد الأيام المقبلة محاولات لاحتواء التصعيد، لكن نجاحها يبقى مرهونًا باستجابة الأطراف للضغوط السياسية والعسكرية المتزايدة.